الثلاثاء 07 مارس 2023, 08:00

Football Unites The World: قصة ثايس سليفرز

  • أصيب ثايس سليفرز، المسؤول الصحفي في نادي إيندهوفن الهولندي، بسرطان الدم الحاد في عام 2020

  • في فبراير 2023 أعلن سليفرز أن مرضه غير قابل للعلاج وحث الناس على التبرع بالخلايا الجذعية والدم

  • احتشد مجتمع كرة القدم الهولندي حول سليفرز، مما جعل شعار إيندهوفن "الوحدة تصنع القوة" حقيقة واقعة في البلاد

ثايس سليفرز هو صحفي هولندي ناجح انتقل من وظيفته ككاتب في شؤون كرة القدم في مجلة Voetbal International ليصبح في عام 2015 مسؤول القسم الصحفي لأحد أكبر الأندية في هولندا وهو نادي "بي إس في آيندهوفن". تطورت حياة سليفرز المهنية بشكل مطرد حتى نهاية عام 2020 عندما تم تشخيصه بسرطان الدم الحاد واضطر إلى تكييف واجباته في النادي لتتوائم مع خضوعه للعلاج. ومع ذلك، بعد ما يزيد قليلاً عن عامين، في 2 فبراير 2023، أعلن الصحفي في منشور عام أن مرضه لا يمكن علاجه، وقال سليفرز على وسائل التواصل الاجتماعي، بدعم من ايندهوفن: "بعد عملية زرع خلايا جذعية ناجحة سابقاً، ستثبت الآثار اللاحقة أخيراً أنها قاتلة لي. لا يستطيع الأطباء أن يفعلوا أكثر مما فعلوا".

لكن على الرغم من مشاركته مثل هذه الأخبار المحزنة مع العالم، لم يفقد سليفرز روح الدعابة، وطلب توصيات لمسلسل يشاهده، ولم يفقد قدرته على التفكير في الآخرين. لم يحاول سليفرز تسليط الضوء على نفسه في مثل هذا الموقف، بل قدم في نهاية إعلانه طلباً خاصاً للغاية، إذ قال: "ولكن إن كنت تريد حقاً أن تجعلنا سعداء، فقم بالتسجيل كمتبرع بالخلايا الجذعية عبر Matchis و/ أو كمتبرع بالدم عن طريق Sanquin. المزيد من المساعدة لن تفيدني، لكنها تفيد آخرين". كان رد فعل الأندية والصحفيين والمشجعين وعالم كرة القدم الهولندي بأكمله هو الدعم التام والتضامن مع سليفرز، لكنه لم يتخيل أبداً رد الفعل على ندائه الخيري. في صباح اليوم التالي، أفادت الصحيفة الأكثر شعبية في البلاد، Algemeen Dagblad، أن مؤسسة Matchis، التي تدير التبرعات بالخلايا الجذعية في هولندا، قد تلقت بالفعل حوالي 400 متبرع جديد. وبعد أسبوع فقط، ارتفع عدد المسجلين بالفعل إلى 5000 متبرع. في غضون ذلك، بدأ شيء أكبر في الظهور. فقد قرر رعاة إيندهوفن استخدام كل مساحاتهم الإعلانية في الملعب خلال المباراة بين إيندهوفن وخرونينجن في أيندهوفن لإيصال رسائل الدعم إلى الصحفي والمساعدة في تعزيز نداءه للتبرع. بالإضافة إلى ذلك، وكما فعل مشجعو فاينورد قبل ذلك بأسبوع عندما لعب النادي ضد ايندهوفن في ملعب دي كويب، توقفت المباراة في الدقيقة 12 لتكريم سليفرز بالتصفيق وأضواء الهواتف المحمولة واللافتات.

كما نظم النادي يوم الاثنين الموافق 13 فبراير، بالاشتراك مع قناة ESPN الرياضية، برنامجاً حياً خاصاً بعنوان "أقارب الدم لثايس" للتوعية بسرطان الدم ونقص المتبرعين بالخلايا الجذعية والدم في البلاد ولدعوة الناس لمواصلة التبرع. وظهر سليفرز كضيف رئيسي في البرنامج، إلى جانب خبراء طبيين وبعض زملائه وأصدقائه، بمن فيهم زلاتان إبراهيموفيتش، الذي روى قصة صداقته مع الصحفي عندما جاء للعب لصالح أياكس عندما كان صغيراً.

وأثناء بث البرنامج، أقام نادي إيندهوفن أيضاً وحدة متنقلة خارج ملعبه حتى يتمكن المشجعون من إجراء اختبارات لتحديد فصيلة الدم، وهي الخطوة الأولى لمعرفة ما إذا كان بإمكان شخص ما التبرع بالدم أو الخلايا الجذعية. ونتيجة للحملة بأكملها، أعلن سليفرز على حسابه على تويتر في 15 فبراير أن Matchis تمكنت من استقطاب 7769 متبرعاً جديداً بالخلايا الجذعية، بينما تمكنت Sanquin، المنظمة غير الحكومية المسؤولة عن إمدادات الدم في هولندا، من استقطاب 3012 متبرعاً جديداً بالدم.  

وكتب سليفرز على تويتر: "أنا سعيد جداً بهذا. شكراً لكم جميعاً. وبالنسبة لأولئك الذين لا يزال لديهم شك: لا يوجد عدد كافٍ من المتبرعين"، داعياً مرة أخرى إلى التبرع بالدم والخلايا الجذعية. وفي البرنامج التلفزيوني، عبر الصحفي عن مشاعره حيال كل ما حدث قائلاً: "إنه لأمر مميز للغاية أن يجتمع الناس معاً للقيام بشيء كهذا. أعتقد أنه مثال رائع لقوة كرة القدم. كان الأمر بمثابة معجزة. في كرة القدم، يكون التنافس هو سيد الموقف. لكننا نساند بعضنا بعضاً عندما يتعرض أحد لأي مكروه. هذا مثال جيد على ذلك. إنه أمر عاطفي للغاية، لكنه جميل أيضاً". وبالطبع، نحن نؤكد على كل عبارات الدعم والتعاطف مع ثايس سليفرز وعائلته وجميع أحبائه. نحن نعيش في أوقات غير مستقرة مليئة بالنزاعات والأزمات العالمية، والعالم منقسم. قوة كرة القدم تجمع الناس معاً لعبور الحدود، والاتحاد، والاحتفال معاً. "كرة القدم توحد العالم" هي حركة عالمية للإلهام والوحدة والتطوير من خلال كرة القدم.