الاثنين 04 أبريل 2022, 03:00

قصة المجموعة الثامنة.. مواجهات متجددة

  • أقصت أوروغواي كلًا من كوريا الجنوبية وغانا في جنوب إفريقيا 2010™

  • كما أطاحت بالبرتغال من بطولة روسيا 2018™

  • جميعهم الآن في مجموعة واحدة في قطر ٢٠٢٢™

من الأقوال المأثورة في كرة القدم هي أنها، عاجلاً أم آجلاً، ستوفر لك مباراة ثانية وفرصة لتعديل النتيجة. كان هذا واضحاً مرة أخرى في القرعة النهائية لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ يوم الجمعة، عندما شاء القدر أن تضم المجموعة الثامنة أربعة فرق تنافست بشدة في النسخ الأخيرة من البطولة العالمية. وفيما لا تزال الجروح من هزائم تلك المباريات تلتئم، ستتاح للفرق المهزومة فرصة لتصفية الحسابات القديمة في قطر.

الأوروغواي والبرتغال وغانا وكوريا الجنوبية ستتقاتل لحجز مركزين يؤهلانها للتقدم لدور ال16 في البطولة العالمية في وقت لاحق من هذا العام. والمثير للاهتمام، أن الفرق تعرف بعضها البعض جيداً حيث تواجهت في مباريات خروج المغلوب في النسخ الأخيرة من بطولات كأس العالم.

تاريخ الأوروجواي في كأس العالم ظل لسنوات عديدة يتلخص في اللقبين الذين حصلت عليهما: الأول في النسخة الافتتاحية على أرض الوطن في عام 1930 والثاني في الماركانازو الشهير في البرازيل بعد ذلك بعشرين عاماً. لكن المنتخب أضاف فصلاً جديداً إلى تلك القصة التاريخية من خلال أدائه الرائع في النسخ الأخيرة للبطولة، وسوف يتطلع إلى مواصلة هذا الأداء في قطر. لكن القدر وضع المنتخب في مجموعة مع آخر ثلاث ضحايا له في مباريات خروج المغلوب في كأس العالم.

في جنوب إفريقيا 2010، بدأت مباراة دور الستة عشر بين أوروغواي وكوريا الجنوبية تحت أشعة الشمس الساطعة في بورت إليزابيث. تقدمت الأوروغواي بهدف مبكر سجله لويس سواريز بعد خطأ في حراسة المرمى، لكن لي تشونغ يونغ عادل النتيجة في الشوط الثاني. ومع بداية هطول المطر في وقت متأخر من المباراة، كان مشجعو الأوروجواي الذين عانوا طويلا يغنون ويهتفون بعد أن سجل سواريز هدفه الثاني ليضمن انتقال فريقه إلى ربع النهائي لأول مرة منذ أربعة عقود. كان الفريقان قد التقيا مرة واحدة من قبل في البطولة العالمية ضمن مباريات المجموعة الخامسة في إيطاليا 1990، عندما فازت الأوروغواي أيضاً بهدف وحيد في المباراة سجله دانييل فونسيكا.

كانت غانا في انتظار فريق المدرب أوسكار تاباريز في ربع النهائي، وكانت الفريق الأفريقي الوحيد المتبقي في نهائيات كأس العالم. وبينما كانت جماهير جنوب إفريقيا وأبواق الفوفوزيلا إلى جانب الغانيين في ذلك اليوم، لم يكن الحظ إلى جانبهم. كان هدف كل من سولي مونتاري ودييجو فورلان يعني أن المباراة تتجه إلى وقت إضافي، لكن العناوين الرئيسية كانت مرة أخرى تتناول سواريز، الذي تصدى بيده لكرة على خط المرمى ليحرم غانا من تحقيق الفوز في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

لكن طرد سواريز المحطم لقلوب جمهور الأوروغواي انتهى باحتفال بهيج بعد لحظات عندما ارتطمت ركلة أسامواه جيان الترجيحية بقمة العارضة. فاز منتخب لا سيليست في ركلات الترجيح اللاحقة، ضامناً وصول أوروجواي إلى نصف النهائي ومؤمّناً لسواريز مكانة دائمة في قلوب جماهير الأوروجواي.

وإذا كانت نهائيات كأس العالم 2010 قد شهدت عودة أوروغواي إلى المسرح العالمي، فإن نسختي 2014 و2018 أكدت على هذه العودة من جديد. في قطر، يمكن أن يشارك بعض لاعبي المنتخب الأكثر خبرة - فرناندو موسليرا ودييجو جودين وسواريز وإدينسون كافاني - في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة. وفي الواقع، كان كافاني مهندس انتصار المنتخب الذي لا يُنسى في دور الـ16 في روسيا 2018، حيث سجل هدفي الفوز 2-1 الذي أنهى آمال فريق البرتغال المتميز الذي ضم كريستيانو رونالدو.

لقد شاء القدر الكروي أن يضع هذه الفرق الأربعة في مواجهات جديدة في قطر. وتجدر الإشارة إلى أن لدى البرتغاليين حسابات يصفوها أيضاً مع الكوريين الجنوبيين، الذين أخرجوهم من نهائيات كأس العالم التي استضافوها بالشراكة في عام 2002، عندما حقق بارك جيسونغ الفوز بنتيجة 1-0. وستتجدد المواجهة أيضاً بين البرتغال وغانا بعد أن التقيتا في البرازيل 2014 في المجموعة السابعة وفاز سيليساو داس كويناس 2-1 بفضل هدف رونالدو المتأخر.

الآن مع استعداد الفرق الأربعة لخوض معركة للحصول على تذكرتين فقط إلى مرحلة خروج المغلوب، فإن تاريخهم المشترك وتصميمهم على تصحيح الأمور سيجعل هذه المجموعة بالتأكيد واحدة من أكثر المجموعات جاذبية في قطر.