خلال نهائيات كأس العالم قطر ٢٠٢٢ FIFA، كانت مساعدة الحكم الأمريكية كاثرين نسبيت واحدة من ست سيدات - ثلاث حَكَمات وثلاث مساعدات حُكّام - اللواتي دخلن التاريخ حين تم اختيارهن للمشاركة في أكبر حدث كروي عبر العالم، في سابقة ضمن بطولة يبلغ عمرها 92 سنة. وقبل أن يدعي أي مشكك أن تلك الخطوة لم تكن سوى تكتيك يدخل ضمن سياسة العلاقات العامة، سارع بيرلويدجي كولينا، رئيس لجنة حكام FIFA إلى تنفيذ مثل تلك المزاعم. وفي معرض حديثه خلال الحدث الذي عقد في مايو/أيار 2022 وتم فيه الإعلان عن الحكام الذين تم اختيارهم للمشاركة في النهائيات العالمية، قال كولينا: ”إن الاختيار يقوم على الجودة وليس على جنس الحكم. آمل أن يتم مستقبلاً اعتماد اختيار أفضل القائمات على التحكيم من السيدات لإدارة أهم المباريات في تصنيف الرجال خلال نهائيات كأس العالم FIFA لأنهن يمارسن باستمرار في أعلى مستويات هذه الرياضة وهذا هو العامل المهم بالنسبة لنا.“

ومع دنو انطلاق كأس العالم للأندية المغرب FIFA يوم غد، الأربعاء فاتح فبراير/نيسان ٢٠٢٣ ستكون نسبيت حاضرة مرة أخرى ضمن تشكيل حكام FIFA الذين سيديرون مباريات بطولة تعد بالفرجة والمتعة. وستتجه بعد أشهر من العام الجاري إلى أستراليا ونيوزيلندا للمشاركة في تحكيم مباريات كأس العالم للسيدات FIFA لكن قبل أن تتألق وتصل إلى قمة تألقها، كيف بدأت مسيرتها؟ أجابت كاثرين عن هذا السؤال لـ FIFA.com قائلةً: ”لقد بدأت مسيرة التحكيم في عمر مبكر عن سن ١٤ سنة. بالنسبة لي لقد كانت تلك هواية ليس إلا. بدأت مسيرتي في مجال الكيمياء إلى جانب التحكيم، واستمتعت بالمجالين معاً. غير أني أعرف الآن أن شغفي الأول ينصب على التحكيم.“ إن الجمع بين مسيرة مهنية في مجال الكيمياء وأخرى في مجال التحكيم على المستوى الدولي أمر نادر حقاً. وفي حديث إلى FIFA.com سنة 2021 أوضحت ما كان يعنيه ذلك بالنسبة لها: ”كنت مُدَرّسة كيمياء إلى غاية أسبوعين اثنين من انطلاق كأس العالم للسيدات FIFA في فرنسا. لقد كنت قد قضيت عشر سنوات وأنا منكبة على أبحاثي وأنشأت مختبراً خاصاً بي في الجامعة (جامعة تاوسن في بالتِمور). إن أبحاثي تهم بالأخص إيجاد طرق أفضل لدراسة المكونات الكيميائية للدماغ، وكان مختبرنا ينكب على تطوير وتحسين تقنيات أخذ عينات من المكونات الكيميائية للدماغ ثم تحليلها.“

“وبالنظر إلى عدد التذاكر التي تم بيعها والتي بلغت 500 ألف تذكرة لأول نهائيات كروية للسيدات يشارك فيها 32 منتخباً وطنياً في شهر يوليو/تموز وأغسطس/آب، تعد هذه النسخة من البطولة بأن تكون الأكبر والأفضل في تاريخها. وقد صرحت كاثرين خلال استراحة من التدريب في الرباط قائلة: ”لقد سنحت لي فرصة المشاركة في نسخة 2019 وبالنسبة لي كانت تلك أكبر متعة حظيت بها على الإطلاق. لقد كانت جودة الكرة التي تابعناها لا تصدق، وأظننا سنرى كرة أفضل هذه المرة. سيكون هناك منتخبات جديدة ولاعبات واعدات، لذلك فأنا جد متحمسة.“

ونظراً إلى الكلام يكثر عن الإرث الذي يمكن أن تخلفه مثل هذه المناسبات كمكون غير ملموس، ختمنا حديثنا إلى كاثرين بسؤالها عما إذا كانت نهائيات كأس العالم للسيدات FIFA هذه السنة ستلهم فتيات وسيدات أخريات لحذو حذوها. وكان جوابها: ”أرى أن كل الأبواب صارت مفتوحة الآن ولم يعد مهماً إن كنت رجلاً أو سيدة.“ وأضافت: ”كل فرد الآن أصبحت لديه فرصة المشاركة في أي مستوىً كروي. لذلك أنا أشجع الجميع للعمل بجد لتحقيق أحلامه.“ أو حسب تعبير الشعار الذي تم اختياره للدورة: ”أكثر من العظمة“

في ديسمبر/كانون الأول 2020، أصبحت كاثرين نسبيت أول سيدة تؤدي مهمة التحكيم في بطولة احترافية للرجال في أمريكا الشمالية، حين قادت مباراة ضمن كأس الدوري الأمريكي للمحترفين MLS بين كولومبوس كرو وسياتل ساندرز.