هناك الكثير من القواسم المشتركة بين جيراردو مويانو سيريز وغيدو بارولي، فكلاهما أرجنتينيان شابان لم ينخرطا في عالم كرة القدم عند بداية مسيرتهما المهنية. لكن منذ عدة سنوات، يأخذ كل منهما قرارات هامة في شؤون النادي الذي يعمل لصالحه في دوري الدرجة الأولى، والناديان من بين الأعرق في عالم المستديرة الساحرة على المستويين المحلي والدولي. أما العامل المشترك الآخر فهو أن كليهما يسعى لتطوير إمكانياته أكثر.

ونظراً لسعيهما للنهوض بمسيرتهما المهنية، يشترك مويانو سيريز وبارولي بأمر آخر بدءاً من سبتمبر/أيلول 2022، فهما من بين 40 مشارِكاً في النسخة الثانية من دبلوم FIFAلإدارة الأندية.

وفي حوار مع موقع FIFA.com عن المشارَكة في هذا البرنامج، قال مويانو سيريز، الذي يبلغ من العمر 37 عاماً وهو النائب الأول للرئيس والمدير العام لنادي تاليريس قرطبة: "قبل عدة أشهر من الدورة الحضورية الأولى التي عُقدت في نيويورك، تناقشتُ معه بخصوص صفقة انتقال لاعب، ولكننا لم نكن على معرفة ببعضنا البعض على المستوى الشخصي. ولهذا ضحكتُ من قلبي عندما رأيتُ اسمه". يُذكر أنه قبل ثلاث سنوات فقط، كان ناديه في دوري الدرجة الثالثة، ولكن بحلول عام 2022، تمكّن الفريق من بلوغ الدور ربع النهائي من كأس ليبرتادويس.

“وبالنسبة إلى بارولي، فقد لفت انتباهه أمران في البرنامج: "الأول هو مشاركة مجموعة متنوعة ورائعة من صانعي القرار القادمين من خلفيات مهنية متنوعة كالمدراء الرياضيين ومالكي الأندية ومتخصصين في البيانات أو وضع الاستراتيجيات، وأشخاص ينحصر عملهم في الجانب الإداري. وفي الوقت نفسه، كان هناك تنوّع في النماذج الإدارية [المعروضة في البرنامج] مع الإطلاع على أشكال مستدامة من تنظيم المؤسسات وهياكل التكلفة والإيرادات... تعرّفنا على الكثير من الأمور التي كنا نجهلها".

يؤكد بارولي جانبين على وجه الخصوص. "أولاً، إنها عينة جيدة جدًا من صانعي القرار، والأشخاص الذين لديهم ملفات تعريف مختلفة مثل مديري الرياضة، والمالكين، والمديرين التنفيذيين، ومتخصصي البيانات، والقرارات الإستراتيجية، وأفراد الإدارة بنسبة 100٪ ... وبالتوازي مع تنوع نماذج الإدارة أو أعمال مستدامة، بمصادر دخل مختلفة ... هذا تيفتح عقلك ".

وعن ذلك، شرح مويانو سيريز قائلاً: "يمكن النظر إلى هذا الدبلوم باعتباره وسيلة يفتح FIFA من خلالها فرصاً لأندية تشبه أنديتنا التي لا يزال الطريق أمامها طويلاً فيما يتعلق بالاحتراف، ويسود فيها تشابك بين الجانب الإداري والفرق الاحترافية، بحيث أنها [بحاجة] لتبني أفضل الممارسات من الدوريات الأكثر تطوراً في عالم كرة القدم".

وبالنسبة إلى بارولي: "يمكن استخدام كل الأدوات المتوافرة ومواءمتها مع البيئات المختلفة، إذ درسنا حالات مختلفة وفهمنا القرارات الاستراتيجية التي تم اتخاذها. والعامل المشترك بينها جميعاً هو الحاجة إلى تبني نموذج متين ومستدام. يسعى الدبلوم إلى جعل الأندية أكثر تنافسية، وإلى أن تؤدي هذه التنافسية إلى تطوير كرة القدم على كافة الأصعدة وحول العالم".

وإلى جانب التنويه بالمستوى العالي للمتحدثين وأن بعضهم ليس منخرطاً في الشأن الكروي، أشاد مويانو سيريز وبارولي بهيكلية البرنامج، الذي يجمع بين الحصص الحضورية وتلك التي يتم إجراؤها عبر الإنترنت، وإلى تشجيع FIFA كل المشارِكين على التواجد في الجلسات الحضورية من أجل تعزيز التشبيك.

وكدليل على ذلك، كان للدورة التي جرت في طوكيو في أبريل/نيسان الماضي أثر ممتاز، أشار إليه مويانو سيريز: "أذهلني في اليابان كيف أنهم يضعون قرارات تأخذ بعين الاعتبار رؤيتهم لخمسين سنة مقبلة، وهو أمر يصعب جداً القيام به في ثقافتنا. وقد سمح لنا ذلك أن نستهل نقاشاً مع [القائمين على نادي] غامبا أوساكا، ونتبادل التجارب والخبرات بين طريقتنا في العمل وفلسفتهم".

“يُعرب هذان المشاركان عن حماستهما للاستفادة من الزخم الكروي الذي تشهده الأرجنتين بفضل الفوز في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ واستضافة كأس العالم تحت 20 سنة FIFA™، وأهمية الاستمرار بالتركيز على كرة القدم لدى العامة. ومن أجل هذه الغاية، يتطلّع كلاهما لما يحمله المستقبل.

وعن ذلك قال بارولي: "نتبنى في نادي ديفنسا جوستيسيا نموذج أعمال واضح جداً، يقوم على رفع قيمة اللاعب ومن ثم بيعه، أي أن نكون بمثابة منصة تولِّد القيمة. وفي حال كان هناك شيء واحد كرّسه هذا الدبلوم، فهو أن لا مجال أمامنا لنخسر هويتنا، فذلك يجب أن يرسم معالم عملية صنع القرار في المؤسسة برمتها. ما من شكّ في أننا نرغب بالفوز بالألقاب سنة بعد أخرى، لكن في عالم كرة القدم، الاحتمال قائم أن تُدير النادي بشكل جيد، لكن دون أن تفوز. يجب أن نستمر في الاستثمار بالبنية التحتية، فذلك يمثل عاملاً حاسماً في التطوير، وأن نشارك في بطولات دولية بشكل سنوي لنحافظ على النهوض بالجانب الكروي".

أما مويانو سيريز، فقد قال: "يسعى نادي تاليريس إلى وضع مشروع تطوير استراتيجي على مدى السنوات العشر المقبلة، بما في ذلك استكمال مجمعنا الرياضي وتشييد ملعب حديث. نريد أن نجعل نادينا من بين الأفضل في أمريكا اللاتينية. والأهم من ذلك أننا سنقوم بتعزيز خططنا في مجال التطوير لرفع مستوى احترافية كادر الفريق".

وعندما سأل موقع FIFA.com الاثنين عن استعدادهما ليكونا متحدثي شرف في النسخة المقبلة من الدبلوم، وهي مبادرة أصبحت بمثابة تقليد في هذا البرنامج، وافق كلاهما وأضافا: "إذا كانت قصص نجاح الآخرين قد ساعدتنا، نأمل أن تساعد قصصنا الآخرين من بعدنا".