الثلاثاء 22 نوفمبر 2022, 04:00

فرنسا تستقبل برنامج FIFA Forward

  • برنامج FIFA Forward يساعد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على تطوير اللعبة على أرضه

  • يركز برنامج التطوير على ”الممارسات الجديدة“، بما فيها رياضة كرة القدم بخمسة لاعبين

  • زيارة ملعب قيد البناء قرب مدينة نانت

يعد برنامج FIFA Forward أحد برامج التطوير الأكثر طموحاً في عالم الرياضة ويندرج ضمن رؤية رئيس FIFA، جياني إنفانتينو 2020-2023، وهي رؤية تنبني على 11 هدفاً أساسياً تروم إلى جعل كرة القدم رياضة عالمية حقاً.

وتهم هذه الرؤية جميع الاتحادات الأعضاء في الكونفدراليات الست، من ألمانيا إلى زيمبابوي. وتدخل فرنسا كذلك، بوصفها حاملة اللقب العالمي التي ما فتئت تتميز في هذه الرياضة، ضمن هذه الرؤية. وبالنسبة لها، فإن الجهود اليوم تتركز على ”الممارسات الجديدة“. وبفضل المساعدة المالية التي قدمها FIFA والتي بلغت مليوني دولار أمريكي، فقد تمكن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من أن يستثمر ٣,٧ مليون دولار أمريكي في برنامج هائل يهم بناء ملاعب خاصة بكرة قدم داخل الصالة، وكرة القدم الشاطئية وكرة القدم الخماسية. وقد انتقلت بعثة من FIFA إلى سانت ليس، وهي ضاحية من ضواحي مدينة نانت، حيث تم تجهيز ملعب فيليب بورشيه بمستودعات جديدة، وتم وضع عشب صناعي، إضافة إلى ملعب للكرة الخماسية. وقد أوضح ألان كايي، رئيس اتحاد سانت ليس قائلاً: ”لقد كان من الأهمية بمكان أن يكون لنا ملعب للكرة الخماسية، حيث أن كل الأندية في المنطقة يملكون مثل هذا الملعب.“

ممارسة في تنامي واضح

وحسب هذا المسؤول الذي يدير النادي منذ 2007، فإن هذا النوع من الملاعب يسمح بإرساء نوع من الوفاء لدى أعضاء الفريق وباستقطاب جمهور جديد. وقد قال بابتسامة تعلو محياه: ”إن الشباب وكبار السن يفضلون هذا النوع من الملاعب على العشب والطين.“ أما مجالي كوسان، مساعدة مدير الرياضات في هذه البلدية والتي رافقت المشروع، فقد صرحت قائلة: ”حين نرتبط بممارسة كرة القدم، فإنه من المحبط أن يتم إلغاء المباريات أو حصص التدريب في عطلة نهاية الأسبوع بسبب الأحوال الجوية. إن وجود هذا الملعب يسمح للنادي اقتراح نسخة جديدة لكرة القدم. ذلك أن التداريب يمكن أن تجرى بعدد أقل من اللاعبين، كما أن هذه الرياضة نشيطة جداً، وتتميز بإيقاع لعب سريع جداً.“ إن إمكانية ممارسة كرة القدم على ملعب أصغر يسمح حقيقة بدينامية وتنوع أكبر لهذه الرياضة. وتضيف كايي: ”إن ذلك يحسن من جودة التمريرات. علاوة على ذلك فإنه يسمح باللعب وإن كان اللاعب بدون كرة، وأن يتموقع بشكل أفضل على أرضية الميدان بالنسبة لحامل الكرة. إن ذلك ينتج وتيرة أسرع في اللعب.“

على طريقة نانت

إنها خصائص تذكرها بلا شك بنمط اللعب ”على طريقة نانت“ والذي أبدعه على أعلى مستوى نادي نانت، الذي أسس لهذه الطريقة المعتمدة على الحركية والذكاء الجماعي، في أسلوب أصبح يقترب من القداسة. ذلك أن هذا الأسلوب رأى النور في هذا النادي الذي يحمل اللونين الأصفر والأخضر على أرضية ميدان صغير مُسَوّر، كان يطلق عليه ”الهوّة“. وقد ذكَّرت كايي قائلة: ”إن مدربي النادي كانوا يستخدمون هذا الميدان من أجل تطوير هذا الأسلوب في اللعب الذي يعتمد على لمسة واحدة فقط مع الكرة.“ في الحقيقة، فقد استثمرت كل المنطقة بشكل مكثف في البنيات التحتية لكرة القدم الخماسية. وأوضح ألان مارتان، رئيس الإقليم: ”إن هدفنا هو تطوير كرة القدم في إقليم لوار الأطلسية. لقد تنبهنا إلى أننا نخسر أعداداً مطردة من الشباب ما بين عمر 18 إلى 22 سنة ضمن اتحاداتنا وأنديتنا. هؤلاء يذهبون لممارسة كرة القدم في منشآت خاصة مع أصدقائهم.“ وأضاف: ”ما إن علمنا بانطلاق بناء ملاعب خاصة بكرة القدم الخماسية بفضل المساعدة المالية لFIFA، حتى قررنا أننا نريد الاستفادة من ذلك الدعم. من دون مساعدات FIFA، ما كان للاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن يفلح في مساعدتنا وما كنا لنبني هذه المنشآت.“ والنتائج تتحدث بذلك على أرض الميدان. إن هذه الملاعب الجديدة صارت تجذب جمهوراً عريضاً وتحظى بوفائهم. وفي هذا الصدد، عبر سيباستيان دوري، المدير الإداري للإقليم، بسعادة بادية قائلاً: ”إن كرة القدم الخماسية تجذب أنواعاً مختلفة من الممارسين. كما أننا نركز اهتمامنا على تطوير وتحسين ممارسة السيدات، من خلال السماح للفتيات اللواتي يقمن بخطواتهن الأولى في هذه الرياضة على الاستئناس بالكرة.“

تطوير وتدريب

"وأضاف دوري: ”ثم هناك فئة الأطفال الصغار الذين تستهويهم شدة وتيرة كرة القدم الخماسية، وكيف أن الكرة لا تنزل على إيقاع معين في حركتها. ولا ننسى الجمهور من كبار السن الذي يلعب من أجل المتعة والذي يمكنه أن يستمتع وإن كان عدد أفراده محدوداً.“ وحسن فيليب لو يوندر، أمين مال رابطة كرة القدم الهاوية ورئيس إقليم إيل دو فيلين، فإن هذا النوع من المنشآت مثالي كذلك لتنظيم دورات تكوينية، حيث قال: ”بالنسبة للمدربين الذين يرافقون المبتدئين، فإن هذا الملعب بشكل المكان المثالي لأنه فضاء مغلق. من الممكن تأطير الأطفال الذين يكتشفون كرة القدم في أمن تامٍ، كما يمكن العمل على تلقين الدروس التمهيدية والحركية وكل التفاصيل الأخرى.“ أما اللاعبة الفرنسية الدولية كارلا ماتيو، والتي تتخذ صورتها التي تحمل توقيعها مكاناً لها ضمن كؤوس وألقاب النادي، فقد تلقت تكوينها ضمن صفوف الاتحاد الرياضي سانت ليس، في مثال من بين الكثير من الأمثلة التي تؤكد على أهمية البنيات التحتية وعلى تطوير كافة مستويات اللعبة، حتى تتمكن الجداول الصغيرة في إقليم لوار الأطلسي، أو غيره من الأماكن، أن تتحول إلى أنهار كبيرة.