الأربعاء 08 مارس 2023, 07:30

نادي أقبو، أكثر من مجرد نادي لكرة القدم للسيدات

  • تأسس نادي أقبو في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس 2010

  • عُرِفَ بنجاحاته في التكوين والفوز بالألقاب

  • العمل الاجتماعي والخيري من الحمض النووي لأقبو

منذ انطلاق كرة القدم للسيدات في الجزائر عام 1994، كانت منطقة بجاية (245 كلم شرق الجزائر) دائمًا قوة دافعة في الانضباط ومركزًا رئيسيًا للتنمية الجهوية، تمامًا مثل الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة. وإن العدد الكبير للغاية من أندية كرة القدم للسيدات في هذه "الولاية" دليل على اهتمام أبناء المنطقة بالمرأة تماماً مثل اهتمامهم برياضة الرجال. ومن بين كل هذه الفرق، نجح أحدهم في توحيد خلفه كل سكان المنطقة وكسب تعاطف البلد كلل في وقت قياسي، وهو نادي أقبو لكرة القدم للسيدات. تأسس هذا الفريق رمزيًا في اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس 2010، حيث عرف هذا النادي نجاحات عديدة على المستوى الوطني، بداية بسياسة التكوين التي يعتمد عليها، حيث يطلق عليه اسم "أياكس أمستردام للسيدات" من خلال المراهنة على تدريب فتيات المنطقة وتحضيرهن لتصبحن من نخبة كرة القدم للسيدات في الجزائر. تحدث موقع FIFA.com مع رئيس ومؤسس الفريق عمر مرابط وأجاب قائلاً "في البداية، لم يكن الهدف أن نصبح أحد أفضل الأندية في الجزائر، ولكن السماح للفتيات الصغيرات في المدينة بممارسة نشاط بدني من سن السادسة، مثل الشباب. لم نفرض أي رسوم على أي شخص مطلقًا للحصول على ترخيص، يأخذ النادي على عاتقه جميع معدات اللاعبات من أقل من 6 سنوات إلى الأكابر."

Akbou photo 2

وبفضل السياسة الرشيدة لنادي أقبو، حققت اللاعبات عدة نجاحات وطنية، حيث توجت كل فرق (تحت 13 عامًا وتحت 17 عامًا وتحت 20 عامًا) بجميع الألقاب الممكنة في الجزائر، وقدم الفريق عددًا كبيرًا من اللاعبات الدوليات إلى سيدات ثعالب الصحراء (المنتخب الوطني الجزائري) ومن الناحية البيداغوجية، لديه الكثير من اللاعبات اللواتي يدرسن في الجامعة.

العمل الاجتماعي جزء من الحمض النووي للنادي

"لطالما كان العمل الاجتماعي في قلب المشروع، إنه جزء من الحمض النووي للنادي" هذا التصريح الذي قاله لنا عمر مرابط ليس حبراً على ورق، لأن نادي أقبو لا يعتبر نفسه فريقاً لكرة القدم فحسب، فعُرِفَ في السنوات الـ13 منذ تأسيسه بعمله المجتمعي الذي لا يتوقف، فعلى سبيل المثال، يملك النادي حافلات وسيارة إسعاف خاصة به، وإذا لزم الأمر، توضع هذه المركبات تحت تصرف المجتمع في حال الاحتياج إليها. وغالبًا ما ينظم النادي بطولات بين المقاطعات للترفيه عن سكان المدينة بمناسبة أمسيات شهر رمضان وحتى بطولة دولية لكرة الصالات للسيدات تهدف للصداقة بين الشعوب. بطولة يتنافس فيها لاعبات أقبو ضد فرق تونسية وفرنسية وكندية ومن بلدان أخرى. ومن بين النشاطات الخيرية التي يقوم بها نادي أقبو للسيدات، وضع الـ 82 ألفًا متابعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت تصرف المحتاجين إلى إطلاق نداءات للتبرعات لمساعدة المرضى، أو الفقراء، أو للحصول على الأدوية، أو رسائل البحث عن المفقودين، والإبلاغ عن الوفيات، وأمور أخرى مفيدة للمجتمع.

مثال يحتذى به في Football Unites The World

لم تتوقف نشاطات النادي فقط على المستوى المجتمعي، بعد ما يقوم به كعمل خيري دليل واضح أنه أكثر من مجرد نادي كرة قدم. ومن بين القصص المؤثرة التي ساهم نادي أقبو في حلها، هي عندما تم اختطاف الطفل سفيان، البالغ من العمر 10 سنوات فقط، في بلدة تازمالت المجاورة، استثمر النادي كل جهوده في البحث والمشاركة في عمليات المطاردة ووظف شعبيته على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن الطفل المفقود. وبمجرد العثور على الطفل سالماً معافى، قامت جميع لاعبات نادي أقبو أكابر بزيارته مع تقديم هدايا ومبلغ مالي مخصصة لوالديه، لتمويل علاج محتمل بعد الصدمة النفسية التي عانى منها الطفل جراء اختطافه.

Akbou photo 3

كما تدخل النادي خلال فصل الشتاء البارد لمساعدة اللاجئين القادمين من بلدان الساحل وسوريا، من خلال تزويدهم بالطعام والملابس والتوسط لهم لدى السلطات المحلية لفتح دار الحضانة الاجتماعية كمسكن طارئ. وبفضل الشراكات العديدة مع الفنادق والمطاعم في المنطقة يضمن فريق أقبو في كثير من الأحيان إقامة وإطعام الفرق الزائرة المتواضعة مالياً، خاصة في الفئات الشابة. قصة أخرى يمكن أن نرويها عن هذا النادي، هو عندما فقد المدرب بوزيد تيغرين حياته مع زوجته بسبب حادث منزلي بعد اختناق بثاني أكسيد الكربون، مخلفاً وراءه طفلين اثنين، نظم النادي تكريمًا ضخمًا وجمع التبرعات بمشاركة المنطقة بأكملها من أجل ضمان حياة كريمة للطفلين اليتيمين. قصة أخرى تتعلق باللاعبة فاطمة مزالي من مدينة قالمة (كانت قد تركت التشكيلة قبل عامين بعد ست سنوات من اللعب بإخلاص لنادي أقبو) لما تعرضت لإصابة خطيرة قام النادي بتغطية نفقاتها الطبية بالكامل وسمح لها بإجراء عملية جراحية عن طريق الدكتور آيت بلقاسم أخصائي الجراحة الرياضية الذي يتعامل مع أبرز الرياضيين الجزائريين. لقد أثبت هذا النادي الإنساني أن تدريب الشباب، والمشاركة في النسيج الاجتماعي والخيري للمجتمع لا يتعارض مع التنمية الشخصية للاعباته وتطبيق كرة القدم عالية المستوى، كما أثبت أن كرة القدم تجمع بين الشعوب، وأن Football Unites The World.