قبل انطلاق منافسات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، تم توجيه الدعوة إلى اثنين من مشجعي كرة القدم لمقابلة أبطالهم وليُشاركوا في المراسم التي تسبق المباريات. ورغم أنها خطوة بسيطة، إلا أنها تعني الكثير بالنسبة للمشجعَين المحظوظين. فقد تم اختيار أيدن بيل، 10 أعوام، للتواجد مع تشكيلة المنتخب الإنجليزي قبل مباراة الدور ربع النهائي أمام فرنسا في استاد البيت. وبالنسبة للوالد، جورج، الذي يعمل محاسباً ويعيش في قطر منذ عام 2017 فإن مشاهدة ابنه يقف جنباً إلى جنب مع هاري كين قائد منتخب الأسود الثلاثة، كان بمثابة أمر لا يُصدّق: "كان أمراً مذهلاً، لا تسعني الكلمات للتعبير عن مدى فخري بذلك. الاستماع للنشيد الوطني في مباراة ربع النهائي ورؤية أيدن هناك، كان أمراً لا يُصدّق".

وأضاف الوالد: "تيسير الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة في هذه النسخة من كأس العالم كانت أمراً مذهلاً. فمن لحظة الوصول، كل شيء رائع، مواقف السيارات والكادر الأمني والمتطوعون، الجميع متعاون. والإشارات الإرشادية واضحة جداً، والمَرافق جيدة جداً. أيدن يحب حضور المباريات، فهذه الثالثة لنا، ونمضي وقتاً رائعاً". أما أحمد البحر، من الكويت، فقد تم اختياره للتواجد على أرض الملعب إلى جانب المنتخب الفرنسي قبل انطلاق المباراة، وأشاد كثيراً بخدمات تيسير الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة في البطولة: "هذه أجمل تجربة عشتها في حياتي. إنه بمثابة حلم. لم أصدّق على أرض الملعب أني هنا. وكأني في عالم آخر. أنه أمر مذهل".

وأردف قائلاً: "هذه إحدى أفضل تجارب تسهيل الوصول لذوي الإعاقة في حياتي. فمن لحظة الوصول إلى الاستاد، قدّم الجميع المساعدة. المدخل رائع، وهناك الكثير من المراحيض، وهو أمر مهم جداً للجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة. المقاعد في الملعب أكثر من مذهلة، وأتوجه بالشكر للجميع على تنظيم هذه البطولة، إنها مذهلة". وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث وFIFA قد عملا على تنظيم النسخة الأكثر تيسيراً لذوي الاحتياجات الخاصة من كأس العالم FIFA™ في التاريخ، إذ تنطوي على جوانب مختلفة من تسهيل الوصول وخمس فئات للتذاكر، بما فيها غرف حسية، بالإضافة إلى خدمة التعليق الصوتي الوصفي باللغتين العربية والإنجليزية للمكفوفين وضعاف البصر، وخدمات المساعدة في التحرك حول الاستادات وداخلها، إلى جانب مَرافق تضمن سلامة وراحة كافة المشجعين.

وقد استفاد القائمون على استعدادات تنظيم البطولة من "منتدى التمكين" الذي أطلقته اللجنة العليا عام 2016، والذي ساهم بموجبه ذوي الاحتياجات الخاصة في تطوير المَرافق والمشاريع، حرصاً على أن تكون هذه النسخة من البطولة ملائمة لكافة شرائح المجتمع. وعن هذا، قال خالد النعمة، المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "منذ اليوم الأول، تمثّل هدفنا باستضافة النسخة الأكثر تيسيراً لوصول ذوي الإحتياجات الخاصة في تاريخ كأس العالم، ونحن فخورون للغاية بأن نشاهد خططنا تنجح على أرض الواقع. ما يصلنا من آراء من ذوي الاحتياجات الخاصة كان ممتازاً، ونحن مسرورون بأن التزامنا في هذا المجال يساعد على دفع عجلة الاهتمام بتيسير الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأمام سواء في قطر أو المنطقة. إننا متأكدون من أن هذه ستكون من جوانب الإرث الدائم لأول نسخة من كأس العالم تجري في الشرق الأوسط والوطن العربي".

“من جهتها، قالت هالة أوستا، كبيرة مدراء التنوع وتيسير الوصول لدى FIFA: "تيسير الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة كانت بمثابة مبدأ أساسي في تنظيم هذه البطولة، وقد تم إدماجه في مختلف الاستراتيجيات، وهو أمر ملموس في الاستادات الثمانية، بما في ذلك البنية التحتية ومواقف السيارات وخمس فئات لتذاكر مقاعد ذوي الاحتياجات الخاصة، والمراحيض والغرف الحسية". واختمت بقولها: "كما تم استكمال عملنا في هذا المجال ببرنامج حصري يتم فيه اختيار مشجعين بشكل عشوائي للمشاركة في المراسم التي تسبق المباريات داخل أرض الملعب والتواجد إلى جانب اللاعبين والحُكام، ليكون ذلك بمثابة احتفال بالبطولة الأكثر مراعاة لاحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة حتى الآن".