"نأمل بأن نكون الحصان الأسود في التصفيات،" لم تكن هذه الجملة التي ذكرها مدرب منتخب عمان برانكو إيفانكوفيتش في مقابلة سابقة مع FIFA قبل انطلاق الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ من باب الصدفة أو المبالغة. فالمدرب الكرواتي نجح مع المنتخب العماني في تحقيق إحدى أبرز المفاجآت في الجولة الأولى من التصفيات بفوزه على المنتخب الياباني بهدف نظيف خارج ملعبه في أوساكا ليُثبت كما قال بأنهم سيكونون "خصماً لا يُستهان به وخطير بالنسبة لكل المنتخبات،" في المجموعة الثانية من التصفيات التي تضم أيضاً أستراليا والسعودية والصين وفيتنام. وبالفعل قدّم المنتخب العماني أداءاً كبيراً في مباراته الأولى بالدور الثالث على ملعب سويتا، حيث هدّد المرمى الياباني في عدة مناسبات خلال الشوطين وتألق الحارس فايز الرشيدي في الذود عن مرماه قبل أن يخطف البديل عصام الصبحي هدف الفوز في الدقيقة 88 بعد أربع دقائق فقط من دخوله كبديل في المباراة بمتابعة من داخل المنطقة.

وقد قال صاحب هدف الفوز بعد المباراة "إنه لشعور جيد أن تدخل في الشوط الثاني وتكون السبب في فوز فريقك. منذ دخولي إلى أرض الملعب كنت في قمة التركيز وسعيد لخدمة الفريق." في المقابل، امتدح إيفانكوفيتش التزام لاعبيه في المباراة قائلاً "تحلى لاعبونا بالإنضباط التكتيكي وهو الأمر الذي قلّص خطورة المنتخب الياباني. لقد فاجأنا المنتخب الياباني بتكتيك الضغط العالي ونجحنا في خلق الخطورة الهجومية التي منحتنا التفوّق."

الإنتصار الأول حمل الفوز على المنتخب الياباني يوم الخميس أهمية كبيرة بالنسبة للمنتخب العماني الذي لم يسبق أن فاز في أي من مبارياته الثماني السابقة في تصفيات كأس العالم FIFA ضد بطل آسيا ثلاث مرات والذي شارك بالعرس العالمي في آخر ست مناسبات.

وقد تحدّث نجم المنتخب العماني السابق علي الحبسي لموقع FIFA.com حول أهمية هذا الفوز التاريخي بالنسبة للمنتخب في مشواره بالتصفيات حيث قال "هذا الفوز تاريخي ومهم للمنتخب الذي ظهر بأداء مميز في المستوى والإنضباط والتكتيك أمام اليابان." وأضاف الحبسي الذي لعب في ست مواجهات سابقة في تصفيات كأس العالم FIFA أمام المنتخب الياباني "أهمية الفوز تكمن بأنه كان في بداية مشوار المنتخب في التصفيات وخارج ملعبنا وهو ما سيُعطي المنتخب دافعاً كبيراً من أجل تقديم الشيء الكثير في التصفيات." وقد أشاد الحبسي أيضاً بالأداء الكبير الذي قدّمه خليفته فايز الرشيدي الذي أصبح الحارس الأول للمنتخب العماني منذ اعتزال الحبسي دولياً بداية العام الماضي مُعتبراً بأن الثقة والخبرة الكبيرة التي يملكها الحارس ذو الثلاثة والثلاثين عاماً لعبت دوراً مهماً في الفوز على اليابان أيضاً. وقال حارس المرمى الذي لعب في عمان والنرويج وإنجلترا والسعودية "حصل فايز على فرصته واليوم أثبت جدارته وأنه قائد للمنتخب ولديه ثقة كبيرة من زملائه على أرض الملعب. الأداء الذي ظهر به أمام اليابان كان مميزاً جداً والتصديات التي قام بها كان لها الدور الكبير في تحقيق الفوز."

سيكون المنتخب العماني أمام اختبار قوي آخر يوم الثلاثاء عندما يستضيف المنتخب السعودي وهي المباراة التي تحمل خصوصية كبيرة للمنتخبين حيث ستكون الثالثة فقط بينهما في تصفيات كأس العالم FIFA بعد تعادلهما سلباً في المواجهتين السابقتين خلال تصفيات البرازيل 2014. وقد تحدث الحبسي عن أهمية المباراة بالقول "سيكون هناك حسابات مختلفة في هذه المباراة نظراً لأن المنتخب السعودي هو منتخب خليجي ودائماً ما تحمل المباريات بين المنتخبات الخليجية خصوصية كبيرة." وأضاف "سيدخل المنتخبان المباراة بعد تحقيق الفوز في الجولة الأولى وهو ما يجعل للفوز أهمية كبيرة في مباراة الثلاثاء. ستكون مواجهة صعبة ولكننا نثق بلاعبي المنتخب وقدرتهم على مواصلة الأداء الكبير في جميع مبارياتهم في التصفيات وسيحصلون على دعمنا حتى النهاية."