الثلاثاء 06 ديسمبر 2022, 07:00

كرة القدم المغربية تواصل نجاحاتها

  • استغلال برنامج FIFA Forward للدفع بكرة القدم للسيدات إلى الأمام

  • أكاديمية محمد السادس لكرة القدم: مثال يحتذى به في التكوين

  • نجاحات كبيرة للأسود والمنتخب النسوي وكرة الصالات ومنتخب تحت 17 سنة

احتضنت المغرب في شهر يوليو/تموز الماضي من السنة الجارية ورشة عمل لمخطط تطوير المواهب FIFA، تحت إطار خطة تطوير المواهب التي دشنها أرسن فينجر مدير التطوير العالمي لدى FIFA في فبراير/شباط 2020. ليؤكد المغرب رغبته في مواصلة التطور ووضعه كامل الإمكانيات تحت تصرف الفئات الصغرى التي تعتبر مستقبل الكرة المغربية. وما يؤكد على النظرة الثاقبة لمسؤولي كرة القدم المغربية، ما قاله رئيس الجامعة فوزي لقجع خلال تدخله في الورشة "إن تطوير كرة القدم في المغرب يستند على نهج ثلاثي ينبغي أن يُشكّل أساس تطوير أي منظومة: المرافق والمواهب والكوادر المؤهلة، وأنا على يقين أنا وزملائي في الاتحاد المغربي لكرة القدم بأنه يتعين أن تتوفر هذه الأساسيات الثلاثة حتى تتطور العملية كما ينبغي."

كتابة التاريخ

وبفضل السياسة الرشيدة للجامعة المغربية، بدأت كرة القدم تجني ثمار هذا العمل، من خلال تحقيق نتائج رائعة على كل المستويات وكل الأصناف، سواءً كرة القدم للرجال أو السيدات. ويعيش المنتخب المغربي هنا في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ حلماً حقيقياً، بعدما تأهل على رأس مجموعته إلى الدور ثمن النهائي، ليصبح أسود الأطلس أول منتخب أفريقي يحقق سبع نقاط في دور مجموعات كأس العالم FIFA، ثم أقصى إسبانيا ليحلق إلى الدور ربع النهائي، بالإضافة إلى إشراف مدرب مغربي على تشكيلة الأسود، ويصبح أول مدرب أفريقي يصل إلى الدور ربع النهائي من البطولة. لعبة أخرى تفوق فيها المغرب كثيراً مؤخرا، ويتعلق الأمر بكرة الصالات، حيث فاز أسود الأطلس بلقب كأس أفريقيا عام 2020، كما بصم على مشاركة تاريخية في كأس العالم لكرة الصالات FIFA ليتوانيا 2021™، بتحقيق أول فوز في تاريخ المغرب في البطولة، من خلال الانتصار بسداسية على جزر سليمان وبثلاثية مقابل هدفين على فنزويلا. فضلاً عن التأهل إلى الدور ربع النهائي والخروج بهدف يتيم أمام المنتخب البرازيلي. واعتبر مدرب منتخب المغرب حينها هشام الدكيك وصول المنتخب لربع النهائي "إنجازًا كبيرًا بحكم مواجهة منتخبات كبيرة وقوية،" خاصة أن الجامعة المغربية واكبت هذا المنتخب، ومكنته بكافة وسائل الدعم الممكنة، من خلال استدعاء منتخبات عالمية مثل الأرجنتين والبرازيل للعب وديا في المغرب.

نجاح كبير لكرة القدم للسيدات

ولم يقتصر اهتمام الجامعة المغربية على كرة القدم للرجال فقط، فقد أخذت كرة القدم للسيدات جرعتها من الاهتمام أيضاً. وفي إطار خطة المساعدة ضد كوفيد 19 الذي اقترحه FIFA من خلال برنامج FIFA Forward، كان لكل اتحاد عضو الحق في طلب منحة تبلغ 500 ألف دولار أمريكي مخصصة لكرة قدم السيدات.

وقد ساهمت هذه المنحة في إعطاء المغرب إمكانية جديدة للتوقيع على انطلاقة جديدة لهذه الرياضة. وما إن أعيد إطلاق المنافسات، النتائج كانت باهرة في السنوات القليلة الماضية، وعلى رأس النجاحات بلوغ منتخب السيدات الأول نهائي كأس الأمم الأفريقية الذي احتضنه المغرب، قبل أن يخسر النهائي أمام جنوب أفريقيا، لكن المغربيات ضمنّ التأهل إلى كأس العالم للسيدات FIFA أستراليا ونيوزيلندا ٢٠٢٣™ لأول مرة في تاريخ البلد. ولم يكن النجاح في هذه البطولة على مستوى أرضية الميدان فقط، فقد عرفت حضوراً جماهيرياً قياسياً ما يؤكد اهتمام المغاربة بكرة القدم للسيدات.

مستقبل زاهر

وبالإضافة إلى منتخب السيدات الأول، تمكن منتخب أقل من 17 سنة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم FIFA لأول مرة في تاريخ المغرب، وبالإضافة إلى التأهل، تمكنت اللاعبات من تحقيق أول انتصار لهن في تاريخ البطولة بعد التغلب على أصحاب الأرض الهند بثلاثية نظيفة، واحتلال المركز الثالث بعد كل من الولايات المتحدة والبرازيل. ومن بين أسباب هذا النجاح، أن الجامعة المغربية لكرة القدم لم يتوقف اهتمامها عند منتخبات الأكابر للسيدات والرجال، بل تواصل العمل على المدى القريب والمتوسط والبعيد لتحضير المستقبل من الآن، ولعل أبرز ما تحقق في خطط التطوير هو افتتاح أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في 2019. تبلغ مساحة الأكاديمية 30 هكتارًا وتضم بين جنباتها أحدث المرافق والمعدات التي تتوافق كلها مع معايير FIFA، ومن دون شك أن هذه الأكاديمية لعبت دوراً كبيراً في تكوين وتألق منتخب أقل من 17 سنة وتأهله إلى أكبر حدث عالمي.