الاثنين 27 فبراير 2023, 20:45

أوليكسي، حين تكافؤ جمالية الحركة والروح القتالية

مارسين أوليكسي يظفر بجائزة بوشكاش FIFA

  • يمارس اللاعب البولندي كرة القدم لمبتوري الأطراف منذ أن فقد ساقه اليسرى

  • تفوقت ضربة المقص التي نفذها بحركة بهلوانية على هدافي ريتشاردسون وديميتري باييت اللذان تأهلا للمرحلة النهائية من المنافسة على الجائزة

يلعب مارسين أوليكسي، المنحذر من بولوندا، في موقع المهاجم، حيث سجل أهدافاً كثيرة ومدهشة. وها هو اليوم يقف تحت الأضواء الكاشفة بفضل فوزه بجائزة خلال حفل The Best لكرة القدم. غير أن المظاهر خداعة؛ فنحن لا نتحدث عن روبيرت ليفاندوفسكي، الفائز مرتين بجائزة أفضل لاعب The Best سنتي 2020 و2021. إننا نتحدث عن مواطنه مارسين أوليكسي. وعلى غرار ليفاندوفسكي، التحق أوليكسي بالقائمة اللاعبين واللاعبات الذين تم تكريمهم من قبل عالم كرة القدم. وعلى غرار ليفاندوفسكي، فقد استحق ذلك التكريم بفضل أهدافه، وبالأخص منها ذلك الذي سجله في 6 نونبر/تشرين الثاني 2022، وقاده للفوز بجائزة الأفضل بوشكاش FIFA التي تقدم لأجمل هدف في السنة. المظاهر تبدو خدعة في هذا المقام أيضاً؛ حيث أن هذا اللاعب مبتور الساق ويعتلي منصة التكريم متكئاً على عكازين تسلم الجائزة من أيدي كارلي لويد وأليساندرو ديل بييرو. إنه نفس الرجل الذي، برغم إعاقته الجسدية، تمكن من الارتقاء عالياً ليسجل من ضربة مقص هدفاً متميزاً لفائدة واطرا بونزان أمام ستال رزيسزو في مباراة ضمن بطولة مبتوري الأطراف في الدوري البولندي لكرة القدم.

فرح وفخر

تلقى أوليكسي كرة من الجهة اليمنى للميدان ليهب بعفوية ويطلق العنان لتمكنه وتقنيته العالية لتنفيذ حركة ممتازة ويتحدى الجاذبية للحظة واحدة ويسكن كرته في قلب الشباك. هدف جاب أطراف العالم بأسره وأدهش العارفين المتمكنين من اللعبة وأولهم ليفاندوفسكي الذي تقاسمه على وسائل التواصل الاجتماعي وشجع عشاق كرة القدم على التصويت لمواطنه. وقد أقر أوليكسي لموقع + FIFA بعد لحظات من إعلانه فائزاً بجائزة بوشكاش: ”تلقيت التمريرة من زميلي داويد نوفاك. ومع اقتراب الكرة علمت أنني سأتمكن من تلقيها بشكل جيد. لقد كان تنفيذي للتسديدة ممتازاً. كانت حركة ولا أروع.“ وأضاف: ”حين ضربت الكرة تبعتها بعيني ورأيتها وهي تستقر في الشباك. لطالما أردت أن أسجل هدفاً جميلاً. حين سجلت ذلك الهدف كان الفخر بادياً على محياي. وقفت بكل فخر واعتزاز. كانت تلك فرحة لا توصف.“

فرح وفخر، كيف لا ونحن نعلم عما عاناه البولندي قبل أن يعانق هذا المجد؟ لو أنه حلم بالفوز بأي جائزة، فلا بد أنها كانت جائزة أفضل The Best لأفضل حارس مرمى، لأنه استهل مسيرته الكروية في حراسة الشباك؛ غير أن القدر حطم أحلامه ومعها ساقه كذلك.

حافز وإصرار

بينما كان يعمل في بناء الطرق، تعرض أيليكسي لحادث عمل مروع حين وقعت آلة على ساقيه، ما اضطر الأطباء لبتر الجزء السفلي منها. كان حينها يبلغ من العمر 23 عاماً وكان من الممكن أن يتقبل بأن الرياضة لن تكون يوماً جزءً من حياته. وبعكس ذلك، واجه الاختبار بتفاؤل منقطع النظير، بسبب رؤيته لبطن رفيقته التي كانت حاملاً بينما كان هو ما يزال يرقد في المستشفى ويشعر بالفرحة فقط لكونه ما يزال على قيد الحياة. وقد حكى لESPN قائلاً: ”لطالما حلمت بأن يكون لي ابن وبأن أتمكن من لعب كرة القدم معه.“ وأضاف: ”لذلك حين حصلت على على طرف صناعية رياضية، اصطحبته إلى ملعب كرة القدم وبدأنا نلعب. بعدها شعرت أني أريد أن أعود إلى الميدان.“ عاد مارسين إلى الميادين كمدرب لحراس مرمى اليافعين قبل أن يكتشف كرة قدم مبتوري الأطراف مع واترا بوزنان. وقد كشف البولندي الذي، بعد مرور تسع سنوات، ما يزال يعمل في مجال البناء، إلى جانب تدرجه كلاعب في اللعبة التي تجرى بفريقين يتكون كل منهما من سبعة عناصر على ميدان مقاساته 60 على 40 متر أو داخل الصالات، قائلاً: ”بعد الحصة التدريبية الأولى، علمت أنني أريد أن أبقى وألعب كرة القدم.“ وقد أبان أوليكسي عن العديد من المميزات جعلته يحظى بفرصة تمثيل بولونيا في كأس العالم لمبتوري الأطراف 2022. وقد تمكن منتخب بلاده من الوصول إلى ثمن النهائي حيث خسر أمام البرازيل بهدفين مقابل هدف واحد. اليوم، وهو في عمر السادسة والثلاثين،.مكنه إصراره وقتاليته بالإضافة إلى موهبته من أن يكتب اسمه إلى جانب كل من كريستيانو رونالدو ونيمار ومحمد صلاح وزلاتان إبراهيموفيتش ضمن الفائزين بجائزة الأفضل بوشكاش FIFA.

The Best FIFA Football Awards 2022 - Show

التصريحات

مساء الخير جميعا! انا سعيد لرؤيتكم. كان من الصعب بالنسبة لي حتى أن أحلم بجائزة مثل هذه. أقف أمامكم اليوم لاستلام جائزة أفضل هدف في العالم. أهدي هذه الجائزة إلى إيويلينا ووتوميك وتوسيا - لأنه بفضلهم تمكنت من الاسترجاع بعد الحادث وأنا هنا الآن، ويمكنني تسجيل مثل هذه الأهداف الجميلة. أود أيضًا أن أشكر مجتمع كرة القدم بأكمله لأن شخصًا ما ابتكر هذه الرياضة الجميلة التي تجعل من الممكن لنا أن نحقق الإشباع. شكراً جزيلاً!