خطت كرة القدم للسيدات في المملكة العربية السعودية خطوة مهمة أخرى إلى الأمام من خلال النجاح في تنظيم وإكمال أول دوري وطني في البلاد، مما يوفر المزيد من التشجيع للفتيات اللواتي يرغبن في ممارسة الرياضة في المملكة. ويعد إطلاق الدوري جزءاً من استراتيجية أوسع لكرة القدم للسيدات في المملكة العربية السعودية تشمل أيضاً تطوير المدربين والحكام واللاعبات وإنشاء منتخب للسيدات بهدف نهائي هو التأهل إلى كأس العالم للسيدات FIFA™.

“وقالت صبا ربيع توفيق، لاعبة فريق نسور جدة الذي وصل إلى نصف النهائي: "أتمنى أن تتقدم كرة القدم للسيدات في السعودية بشكل عام وأن تتمكن النساء من لعب كرة القدم في الخارج، تماماً مثل فرق الرجال". وأضافت: "إن شاء الله سوف نحرز تقدماً كلاعبات ونمثل بلدنا مثل النساء في أي بلد آخر. بعد ذلك، ستصبح كرة القدم عادية بالنسبة للفتيات كما هي بالنسبة للفتيان". وحقق فريق المملكة، من محافظة الخبر في المنطقة الشرقية، اللقب بفوزه على فريق التحدي في مدينة الملك عبد الله الرياضية، فيما فاز اليمامة على جدة الرياضي في مباراة تحديد المركز الثالث. وبدأ الدوري في نوفمبر وضم 16 فريقاً، مقسمة حسب المنطقة إلى ثلاث مجموعات. ثم تأهلت ثمانية فرق إلى الأدوار الإقصائية التي أقيمت في جدة هذا الشهر.

وعلى الرغم من أن مسابقات نسائية أقيمت في المملكة في عامي 2019 و2020، وحملت تلك التي جرت في عام 2020 اسم دوري كرة القدم المجتمعي للسيدات، إلا أن هذا كان أول دوري وطني حقيقي يُلعب على ملاعب كاملة الحجم. وقال إبراهيم القاسم، الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم: "كان إطلاق الدوري هدفاً لنا منذ أن بدأنا العمل جنباً إلى جنب مع الهيئات الحكومية. واليوم تحقق الحلم. رأينا الفرح في وجوه النساء، ليس فقط من فزن باللقب، ولكن أيضاً جميع من شاركن في البطولة لأن المشاركة في هذه المسابقة كانت حلماً بالنسبة لهن". وكانت المملكة العربية السعودية قد أنشأت إدارة لتطوير كرة القدم للسيدات في عام 2019 ومنذ ذلك الحين تلقت التشجيع والدعم من FIFA. وخلال زيارته للمملكة العام الماضي، شدد رئيس FIFA جياني إنفانتينو على أهمية تطوير كرة القدم للسيدات في المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع استراتيجية FIFA العالمية لكرة القدم للسيدات.

وفي نوفمبر، تم تعيين الألمانية مونيكا ستاب كأول مدرب على الإطلاق لمنتخب السيدات السعودي الذي من المقرر أن يلعب أول مباراة ودية له في فبراير. وقال القاسم: "نحن ممتنون جداً لـ FIFA على كل المساعدة وكل الدعم الذي قدمه حتى خارج ساعات العمل وعبر الرسائل النصية والإجابة على الأسئلة. وبالطبع هناك دعم كبير قدمه السيد جياني إنفانتينو عندما جاء إلى المملكة العربية السعودية في يناير 2021 وزار المنتخب الوطني للسيدات خلال التدريبات وألقى كلمة ملهمة للغاية". ومن جهتها قالت أضواء العريفي، وكيل وزارة الرياضة للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار، إن هناك رسالة واضحة للفتيات والنساء اللواتي يرغبن في المشاركة في كرة القدم، ليس فقط كلاعبات. وأوضحت أن "هناك الكثير من الفتيات والنساء المتحمسات لكرة القدم" في المملكة.

“وأضافت: "اليوم، نقول لهن أن الفرصة متاحة لهن كلاعبات أو مدربات أو حكمات أو إداريات. سنعمل جاهدين معهن لتمثيل المملكة العربية السعودية بأفضل طريقة ممكنة حتى يتمكن من تحقيق الأفضل". أما لمياء باهيان، مدير إدارة كرة القدم للسيدات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فقالت: "رسالتي إلى الفتيات اللواتي يلعبن كرة القدم أو يرغبن في الانضمام ولعب كرة القدم هي: لتكن أحلامكن كبيرة، والعبن بشغف، وركزن على الملاعب والتدريب". وأضافت: "ستكون هناك الكثير من التحديات على طول الطريق، لكن لعب كرة القدم هي أعظم شيء يمكن أن حدث لفتاة أو امرأة على الإطلاق. أعتقد أن نشأتي وأنا ألعب كرة القدم أضافت لي الكثير، وأنا أشجع جميع الفتيات والنساء على لعب كرة القدم. وهنا أنا أتحدث عن بناء الشخصية، داخل الملعب وخارجه وأتحدث فقط عن ممارسة الرياضة. لذا أقول للفتيات: اذهبن إلى هناك والعبن الكرة".