إنها إحدى أكثر ركلات الترجيح التي لا تنسى في تاريخ كأس العالم FIFA.

أخذ سيباستيان أبريو على عاتقه مسؤولية إعادة الأوروجواي إلى الدور نصف النهائي لأول مرة منذ أربعة عقود. ولكن مع محاولة غانا أيضاً صناعة التاريخ، وتوحد الأفارقة في دعمهم ل "النجوم السوداء"، كان معظم الجمهور الصاخب والمتحيز في ملعب مدينة كرة القدم (سوكر سيتي) يتمنى أن يضيّع "المجنون" الركلة.

ومع تعثر عدد لا يحصى من اللاعبين تحت ذلك الضغط وبحث الكثيرين عن الخيار "الآمن" المتمثل في البقاء على طرفي الملعب، اختار أبريو الطريق الصعب. ومع تسارع نبضات القلوب وأصوات أبواق الفوفوزيلا الصاخبة من حوله، سدد نجم الأوروجواي غريب الأطوار في المرمى بحيلة كبيرة.

لقد كان جهداً استثنائياً خاطر من خلاله بأن يظهر بمظهر الأحمق ومواجهة غضب الأمة. ولكنه كان أيضاً جهداً يتناغم مع شخصية هذا اللاعب، كما قال زملاؤه في الفريق

قال كابتن الأوروغواي دييجو لوجانو: "لقد اعتدنا على الأشياء المجنونة التي كان يفعلها. هذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك. إنه مجنون بقدر ما هو ذكي. إنه يدرس الخصوم وحراس المرمى. إنه شجاع وذكي".

غير أن El Loco (المجنون) نفسه رفض أي قول بأن الجنون لعب دوراً في قراره، مشيراً إلى تسديدة "بانينكا" شهيرة قبل ذلك بأربع سنوات لإثبات وجهة نظره. فقد تساءل قائلاً: "ما هي الصفة التي استخدمتها لوصف ضربة جزاء زيدان (في نهائي 2006)؟ جنون؟ لا، بل سحر. فلماذا لا يقال نفس الشيء عن تسديدة أبريو؟"

وأضاف في مقابلة مع موقع FIFA.com: "بالإضافة إلى ذلك، كنت أراقب حارس المرمى ورأيت أنه كان يغوص في كل مرة قبل أن يسدد منفذ ركلة الجزاء الكرة. وبالنظر إلى أن مكاناً في الدور نصف النهائي كان على المحك، لم أكن أعتقد أنه سيظل ثابتاً في مكانه. عادةً ما يكون الأدرينالين مرتفعاً لديك بحيث تسدد في جانب أو آخر، لكنني تعاملت مع الأمر بكل ثقة".

لقد كان واثقاً بالفعل، وأدى تقييم أبريو الصحيح للوضع ولنوايا ريتشارد كينجسون إلى الكثير من المديح له من مدربه بعد المباراة.

فقد قال أوسكار تاباريز: "لن أقول إنه كان قراراً مجنوناً. من وجهة نظري فإن ما فعله أظهر مستواه المتقدم وجودته. الناس الذين ينتقدونه ليسوا شجعاناً بما يكفي للقيام بما قام به".