الخميس 04 يونيو 2020, 06:09

صفاء هادي والإستمتاع بالمغامرة الروسية

  • أصبح صفاء هادي أول لاعب عراقي يحترف في الدوري الروسي

  • لعب لاعب الوسط دوراً مهماً في انتصارات العراق بتصفيات كأس العالم

  • يستمع اللاعب ذو الحادية والعشرين من العمر بالتجربة الروسية

شكّل شهر فبراير/شباط الماضي نقلة نوعية بالنسبة للاعب العراقي الأنيق صفاء هادي بعدما أصبح أول لاعب عراقي يحترف في الدوري الروسي الممتاز حيث وقّع على عقد يمتد لعامين ونصف مع نادي كريليا سوفيتوف لتكون هذه الخطوة بداية مشوار الألف ميل بالنسبة للنجم الواعد.

فبعدما بدأ خطواته الكروية الأولى في أكاديمية عمو بابا الشهيرة في بغداد، خاض أولى تجاربه مع نادي أمانة بغداد قبل أن يتنقّل بين أندية الميناء والزوراء والشرطة قبل أن يثبّت أقدامه في صفوف المنتخب العراقي الذي خاض معه نهائيات كأس آسيا 2019 وشارك معه في جميع مبارياته في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.

وقد تحدث هادي ذو الحادية والعشرين من العمر لموقع FIFA.com حصرياً عن انتقاله للعب في روسيا والصعوبات التي واجهته في أولى تجاربه الإحترافية خارج العراق حيث يطمح لأن يواصل المشوار بقوّة في البلد الذي استضاف العرس العالمي قبل عامين.

"كل انسان عندما يغيّر عمله تواجهه صعوبات وروسيا بلد مختلف بالنسبة لي سواء لغته أو المجتمع،" بدأ صفاء حديثه من مقر إقامته مع نادي كريليا في مدينة سامارا. "لقد احتجت إلى أن أتعايش مع بعض الأمور من التأقلم مع الظروف والحياة المختلفة هنا."

وأضاف "واجهت الكثير من الصعوبات بالنظر إلى أنني كلاعب شاب اول مرة أبتعد عن عائلتي وأعيش خارج العراق. ولكن الإصرار والطموح جعلني اتأقلم واتعايش مع كل الظروف رغم الصعاب وبدأت الآن أفهم اللغة الروسية بضع الشيء وأصبحت أعرف كيفية التصرف رغم أنه لا يزال أمامي الكثير من الأمور لأتعلمها."

متعة كبيرة بالتجربة الجديدة

على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها ولعبه لأربع دقائق فقط حتى الآن مع فريقه الجديد في شهر مارس/آذار الماضي، إلا أن لاعب الوسط المتميّز يبدو مستمعاً بالتجربة الروسية وخصوصاً خوض المباريات والتدريبات على نفس الملاعب التي لعب عليها أبرز نجوم الساحرة المستديرة عندما استضافت روسيا كأس العالم في 2018.

وتحدّث صفاء عن التأثير الإيجابي للعرس العالمي على البلاد بأكملها حيث قال "لقد كانت نهائيات مميزة من ناحية التنظيم والملاعب وبعد كأس العالم اختلفت الأمور هنا سواء حيث أصبحت كرة القدم الأمر الرئيسي في روسيا وفي كل المدن. بعد استضافة بطولة بحجم كأس العالم وتوافد الجماهير من كل أنحاء العالم، انعكس هذا الأمر بشكل إيجابي هنا."

وأضاف قائلاً "على الرغم من وجود دوري محترف في روسيا ولكن كأس العالم أضافت الكثير. الملاعب في روسيا على مستوى عالي جداً وشخصياً أفتخر بأنني حصلت على فرصة بأن ألعب على نفس الملاعب التي شهدت مشاركة أفضل لاعبي العالم قبل عامين."

تحفّز لعودة النشاط

لم يُكتب لبداية صفاء هادي مع كريليا في شهر مارس/آذار الماضي أن تستمر حيث تم الإعلان عن إيقاف كل النشاطات الرياضية في روسيا بعد يوم واحد فقط من مباراته الأولى مع الفريق نظراً لإنتشار فايروس كورونا المستجد في البلاد وهو ما أسف له لاعب المنتخب العراقي.

حيث قال "لقد تأثرت بشكل كبير بسبب توقف النشاط الكروي بسبب فيروس كورونا. على الرغم من توقف النشاط، إلا أنني واصلت التدرّب بشكل يومي في المعسكر الداخلي للفريق حيث أننا حالياً محجورين في فندق داخل النادي من أجل الإستعداد لعودة الدوري في أقرب فرصة ممكنة."

وأضاف "أتمنى مع استئناف الدوري بأن تكون المباريات فرصة من أجل إثبات قدراتي وأن أكون عنصراً مهماً في نادي كريليا الذي يُعتبر أحد الأندية الجيدة في الدوري الروسي. ستفتح عودة الدوري أبواب كثيرة خصوصاً مع وجود أندية كبيرة هنا مثل زينيت وسبارتاك وغيرها."

وعلى الرغم من توقف النشاط وانتشار فيروس كورونا في روسيا، إلا أن الحجر في نادي كريليا كان فرصة إيجابية بالنسبة لصفاء من أجل لقاء بطلة العالم في الجمباز الروسية كسينيا بولياكوفا في فيديو تشاركا فيه من أجل نشر التوعية حول التدريب المنزلي عبر الفيديو.

وتحدّث عن هذا الأمر بالقول "لقد كانت مشاركتي مع بطلة العالم في الجمباز تجربة جديدة ومختلفة في نفس الوقت. لقد أضاف هذا الأمر لي الكثير من الأمور الإيجابية من ناحية شخصية وأنا سعيد جداً لمشاركتي في هذه التجربة التي أضافت لي الكثير خلال هذه الأوقات الصعبة."

حلم قريب المنال

لعب صفاء هادي دوراً مهماً في تصدّر أسود الرافدين للمجموعة الثالثة من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ على الرغم من صعوبة منتخبات المجموعة بما في ذلك المنتخب الإيراني الذي تفوّق عليه المنتخب العراقي بنتيجة 2-1.

وقد تحدّث صفاء عن مشوار المنتخب العراقي حتى الآن في التصفيات الآسيوية قائلاً "لقد حقّقنا نتائج إيجابية جداً وتصدرنا مجموعتنا. هذا الأمر لم يأت من فراغ بل قدّم المنتخب مستوى مميز بسبب وجود تشكيلة شابة مطعّمة بعدد من لاعبي الخبرة وهو ما ساهم في تحقيقنا لهذه النتائج."

وأضاف "بالنسبة لي ولمنتخب العراق، فإن حلمنا هو أن نكون من ضمن المنتخبات المتأهلة لكأس العالم. ستُقام كأس العالم للمرة الأولى في بلد عربي وقريب أيضاً من العراق وأتمنى أن يتحقق هذا الحلم بجهد الجميع؛ ليس صفاء هادي أو مجموعة اللاعبين بل جهود كل العراقيين الذين يستحقون أن نُسعدهم بالوصول إلى كأس العالم."

bimzgzexnrtz7f5kbr92.jpg