الاثنين 31 مايو 2021, 06:20

جرانت يتطلّع إلى كأس العالم بعد تجربة مروّعة

  • نجا الظهير الأسترالي رايان جرانت من تجربة مروعة في عام 2018

  • منذ ذلك الحين حقق مسيرة مزدهرة مع كل من النادي والمنتخب

  • يعود المنتخب الأسترالي إلى اللعب هذا الأسبوع في تصفيات كأس العالم

"كل شيء سار بسلام وهدوء تحت الماء، حيث كنت مستعداً لحدوث الأسوأ. قلت في قرارة نفسي لقد انتهى الأمر".

بهذه العبارات في حديث لـ PlayersVoice، وصف رايان جرانت، الظهير الدولي الأسترالي ونجم سيدني أف سي، تجربته المريرة التي كادت تودي بحياته في 2018، حيث كان يمارس رياضة ركوب الأمواج البرية عندما وجد نفسه فجأة عالقاً في حبل النجاة تحت الماء دون أي مخرج ممكن على ما يبدو، قبل أن ينفلت الحبل بشكل غير متوقع.

"فتى ريفي في الشاطئ..ما الخطأ في الأمر؟" هكذا تساءل جرانت بنبرة من السخرية.

منذ ذلك الحين، ضمن جرانت لنفسه موطئ قدم على الجانب الأيمن في دفاع منتخب أستراليا، الذي لعب له في نهائيات كأس آسيا، وسجل هدف الفوز بالبطولة، والآن يتطلع إلى الظهور معه في نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.

وقال جرانت في حديث لموقع FIFA.com إن تجربته المروعة في ركوب الأمواج غيّرت طريقة تعامله مع كرة القدم، حيث أوضح بنبرة قاطعة: "في بعض الأحيان يمكنك أن تأخذ الأمور كما لو كانت قدراً محتوماً. لذلك فإن تلك التجربة جعلتني أنظر إلى الحياة من منظور مختلف، وأنا أتعامل مع كرة القدم بشكل خاص جدًا وبالتأكيد لا أعتبرها أمرًا مسلمًا به."

b1oy2th7zgkaw4depy3r.jpg

على خطى كيويل

أصبح جرانت رمزاً من رموز نادي سيدني، حيث لا يكل ولا يمل في الملعب - إذ يغطي مسافة 12 كيلومترًا لكل مباراة - ولا يتوانى عن تمثيل النادي في المقابلات الصحفية، ناهيك عن انخراطه في العمل الخيري.

كان مشوار جرانت إلى النجومية شاقاً وطويلاً، وهو الذي نشأ في بلدة ريفية صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 2000 نسمة بعيدًا عن قلب كرة القدم النابض في أستراليا، حيث كانت جدران غرفته مغطاة بملصقات هاري كيويل ومقتطفات الصحف عندما كان في سن الطفولة. ويستحضر جرانت تلك الفترة من حياته قائلاً: "كنت معجباً إلى درجة الاندهاش بذلك الفريق [الأسترالي الذي شارك في كأس العالم 2006]. لقد جعلنا أولئك اللاعبون فخورين بمنتخبنا الذي حقق إنجازات باهرة في ألمانيا."

وتابع: "لقد ألهموا حقًا الكثير من الأطفال في ذلك الوقت. كنا جميعًا نستيقظ في منتصف الليل، وقد أدركت أن الأمر كان يتعلق بإنجاز كبير عندما شاهدت أمي وأختي تستيقظان كذلك."

طريق طويل إلى القمة

في ظل ندرة الفرص في وسط غرب نيو ساوث ويلز، انتقل جرانت إلى سيدني في سن 15 عامًا. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه أبناء المنطقة الطامحين إلى النجومية، إلا أنها أنجبت أيضًا العديد من اللاعبين البارزين، مثل نجمة منتخب السيدات ونادي ليون الفرنسي إيلي كاربنتر والفائز بكأس آسيا 2015 ناثان بيرنز، وهو ابنة عائلة مقربة جداً من عائلة جرانت، لدرجة أن العائلتين تذهبان في إجازة معًا.

يُسافر داريل، والد رايان، إلى كل مباراة يخوضها سيدني أف سي على أرضه، وذلك في رحلة ذهاب وإياب مدتها ست ساعات. وقال جرانت في هذا الصدد: "أحاول أن أخبره أنه ليس عليه أن يفعل ذلك، لكنه يحب القيام بذلك وهو دائمًا موجود في المدرجات. إنه بالتأكيد أكبر سند لي. أنا متأكد من أنه سيشد الرحال إلى قطر إذا كنت متواجداً هناك."

وبالفعل، حصل داريل على مكافأة رائعة في النهائي الكبير للموسم الماضي عندما رأى ابنه يسجل هدفاً بالصدر ليضمن اللقب لسيدني أف سي.

صحيح أن جرانت ليس هدافًا بالفطرة - فهو يسجل ما متوسطه هدفًا واحدًا في كل موسم لفريق سيدني إف سي - ومع ذلك يبدو أنه منجذب إلى التألق في المباريات الكبرى، علماً أن اثنين من أهدافه جاءت في نهائي الدوري الأسترالي، بما في ذلك هدف الفوز ببطولة العام الماضي، بالإضافة إلى هدف آخر في ركلات الترجيح.

لكن في المقابل، ما زال سجل ابن الثلاثين ربيعاً يخلو من أي هدف بقميص منتخب أستراليا، علماً أنه يحمل القميص رقم 4 الذي كان يرتديه تيم كاهيل، أعظم هداف في تاريخ المنتخب الوطني. وبعد أن طور موهبته تحت إشراف مدرب السوكيروز الحالي جراهام أرنولد، عندما كان هذا الأخير يدرب في سيدني أف سي، أصبح جرانت الخيار الأول لمركز الظهير الأيمن منذ كأس آسيا 2019، حيث لعب جميع المباريات الخمس.

qquiktswuwwggb9ywjgj.jpg

حلم كأس العالم

تصل أستراليا إلى الكويت هذا الأسبوع للمشاركة في أربع مباريات تأهيلية لكأس العالم في غضون 12 يومًا، حيث ستكون المباراة الأولى ضد صاحب الأرض يوم الخميس، على أن تكون المواجهات الأخرى لمنتخب السوكيروز متصدر المجموعة الثانية ضد كل من الصين تايبيه ونيبال والأردن. وبذلك ستنتهي فترة التوقف عن المباريات الدولية لمنتخب أستراليا بعد حوالي 550 يومًا - وهي أطول فترة غياب للسوكيروز منذ أوائل الستينيات.

ويعتبر جرانت أن تمثيل بلاده على المستوى الدولي "هو أعلى تكريم يُمكن أن تحصل عليه كلاعب وكرياضي، إذ لا يوجد شيء أكبر من ذلك. أن أنال هذا الشرف، فهذا أمر رائع بالنسبة لي، وأريد أن أظل أمثل بلدي لأطول فترة ممكنة."

وتابع: "أمامنا 18 شهرًا. عندما نتأهل - وأنا متأكد من أننا سنتأهل - سيكون من الرائع أن يتم اختياري ضمن المنتخب واللعب في كأس العالم. هذا بالتأكيد حافز كبير بالنسبة لي في الوقت الحالي، وسأفعل كل ما بوسعي لأكون جاهزاً عندما نصل إلى هناك."