الخميس 26 مايو 2016, 10:56

تشافي: حانت ساعة أتلتيكو مدريد

عندما يبدأ تشافي في الحديث عن كرة القدم، تعكس لغة جسده الدقة والشغف ورشاقة الإيقاع التي اعتاد أن يظهر عليها على المستطيل الأخضر لأحد أعرق وأهم الملاعب في العالم. كرة القدم هي كل ما يفكّر به، ويشرح أسلوبه قائلاً إن العامل الحاسم هو التحكم ثم التحكم ثم التحكم بالكرة، ومن بعدها تمريرة فتمريرة ثانية فثالثة. ثم يحرّك رأسه بإيماءة سريعة تليها مناورة إلى اليسار واليمين في محاكاة لقدرته الإستثنائية على توزيع متقن للكرة لزملائه على أرضية الميدان. وكانت هاتان اليدان الصغيرتان قد رفعتا أهم الكؤوس الذهبية في العالم، بما في ذلك بطولة دوري أبطال أوروبا بنسختها الأخيرة في برلين.

وفي مقابلة أجراها مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر www.sc.qa قبيل إقامة نهائي هذا العام من دوري أبطال أوروبا في ميلانو، قال تشافي "إني على قناعة بأنه حانت ساعة أتلتيكو مدريد. إنهم يستحقون ذلك بفضل الجهود التي بذلوها. ليست بطبيعة الحال الفلسفة الكروية الأفضل بالنسبة لي نظراً لكونهم يتّبعون أسلوب الترقّب والتراجع للدفاع، ولكني أظنّ فعلاً أنها اللحظة (الحاسمة) لأتلتيكو مدريد. لطالما منحت كرة القدم فرصة ثانية، وهو النهائي نفسه الذي استضافته لشبونة قبل سنتين، والآن هناك النهائي نفسه في ميلان وأعتقد أن الوقت قد حان من أجل أتلتيكو مدريد."

وأضاف نجم خط الوسط، الذي خاض وهزّ الشباك في العديد من نسخ الكلاسيكو مع النادي الملكي، بأن لدى ريال مدريد أفضلية صغيرة كونه يملك خبرة أكبر يمكن له أن يستقي منها الإلهام خلال الموقعة المقبلة "الطرف ذو الأفضلية فيما يتعلق بالتاريخ الكروي هو ربما ريال مدريد، فهو يتمتع بخبرة أكبر في مثل هذه النهائيات. ولذلك فإنه يملك حظوظاً أوفر في هذا المجال. ولكني على قناعة بأن أتلتيكو سيحمل معه الكأس إلى الديار."

وعن الحديث عن اللاعبين الذين يستمتع بمتابعة أدائهم في نهائي ميلان يوم السبت، قال تشافي "في صفوف أتلتيكو مدريد هناك كوكي وساؤول وجريزمان وفيرناندو توريس، هؤلاء هم لاعبون يتمتعون بموهبة فطرية وبوسعهم تغيير مجريات الأمور بين لحظة وأخرى. أما في تشكيلة ريال مدريد، فهناك كروس ومودريتش وإيسكو وجيمس وبايل وكريستيانو وبنزيمة، جميعهم لاعبون استثنائيون، وسيكون نهائي رائع. سأتابع المباراة من المنزل في برشلونة، وأتطلع لتلك الموقعة الحاسمة."

تطور الكرة في آسياوبالنظر إلى كونه أتمّ لتوّه موسمه الأول في قطر، أعرب تشافي عن رغبته بأن يرفع كأس البطولة القارية المماثلة في آسيا، وقال عن ذلك "لم لا؟ ربما نرفع في المستقبل كأس دوري أبطال آسيا مع نادي السد. سيكون أمراً في غاية الصعوبة بالنظر إلى أن الفرق الصينية واليابانية والإيرانية والسعودية والإماراتية تنافس في البطولة. وجميعها فرق تتمتع بتاريخ عريق وبقدرات على الصعيد المالي، وهو أمر هام. لكن لم لا؟ ربما يفعلها السدّ في المستقبل مجدداً."

كما نوّه النجم الفائز بكأس العالم 2010 FIFA وكأس الأمم الأوروبية مرتين 2008 و2012 بالتحسّن الكبير الذي شهدته كرة القدم في القارة الصفراء. وقال في هذا الصدد "أعتقد أنه كان هناك تطور كبير لكرة القدم الآسيوية على مدى السنوات القليلة الماضية، وستستمر بالتقدم لأن العامل المالي قوي، وبوسعهم استقطاب لاعبي كرة قدم من أعلى المستويات، يتجلّى ذلك في الصين أيضاً حيث يتم الإستثمار باللاعبين. فاجأني الإندفاع الجاري في الصين، إنه قوي جداً، حتى أنهم يتجاوزون المستويات المالية لأوروبا. إنهم يستثمرون بقوة في كرة القدم، ولذلك أعتقد أن بوسع الفرق الآسيوية أن تجاري مستقبلاً الأندية الأوروبية في كأس العالم للأندية FIFA."

وبالنظر إلى أن أسطورة كرة القدم الكاتالونية بدأ يعمل على تطوير الكادر التدريبي في أكاديمية أسباير في قطر، أعرب عن رغبته بإضافة المزيد من الإنجازات على خزانته العامرة بالذهب والتي تضم 28 لقباً من مشواره مع برشلونة والمنتخب الإسباني، قائلاً "لا أشعر بالسأم على الإطلاق من رفع الكؤوس، أنا تنافسيّ بطبيعتي وأهوى الفوز. يروق لي التنافس، وقد كنتُ محظوظاً بالتواجد في صفوف برشلونة لسنوات طويلة والفوز بالكثير من الألقاب ـ مع المنتخب الإسباني وكذلك مع أحد أفضل الأجيال الكروية التي أنجبتها البلاد- فزنا بالكثير من الألقاب والكؤوس، وقد كنتُ محظوظاً بهذا الجانب، وأريد أن أجلب هذا المستوى من التنافسية إلى هنا في قطر."

تطوّر مذهل في قطروبالعودة إلى الموسم الكروي الأول الذي خاضه في قطر، قال تشافي إنه يعاين عن قرب الوتيرة السريعة لاستعداد البلاد لبطولة كأس العالم قطر 2022 FIFA "إني شاهدٌ على أن البلاد تشهد أعمال إنشاء بشكل كامل، ليس فقط على مستوى الملاعب، بل أيضاً البنية التحتية. حيث يقومون ببناء نظام جديد للميترو بحيث لا يكون الإزدحام المروري شديداً. إنهم يستعدّون بشكل جيد في كافة هذه المجالات، وأمامهم متّسع من الوقت لحلّ كافة التحديات التي يواجهونها. بوسع قطر استضافة نسخة رائعة وتاريخية من بطولة كأس العالم."

وقد بعث نجم الكرة الأسباني برسالة لكل المشككين بخيار استضافة قطر للعرس الكروي العالمي "رسالتي مفادها أنه يتعيّن على الناس القدوم والتعرّف على البلد. يتحدّث الناس عن قطر دون أن يكونوا قد زاروها، يجب أن يأتوا إلى هنا ويمضوا بعض الوقت مع الناس ويتعرّفوا على الشعب، إنه شعب طيب يركّز كثيراً على الرياضة. سنحت لي الفرصة أن أتعرّف على الأشخاص النافذين في قطر وهم أناس يتمتعون بالنبل والشهامة. ولذلك أودّ أن أطلب من أولئك الذين يتحدثون بالسوء عن قطر أن يأتوا إلى هنا ويتعرّفوا على قطر."

وقال تشافي وخلفه في الأفق ملعب خليفة الدولي -المرشّح لاستضافة مباريات كأس العالم 2022 والذي سيكون الملعب الأول الذي تنتهي أعمال البناء الرئيسة فيه بحلول نهاية العام الحالي - إنه سيكون بانتظار جماهير المستديرة الساحرة في قطر أمور رائعة بعد ست سنوات.

وأردف قائلاً "سيكون ملعب خليفة الدولي مذهلاً. كافة الإستادات ستكون رائعة وستُدهش الجماهير بفضل تصاميمها المذهلة. سيستمتع الناس بهذه النسخة من بطولة كأس العالم، في شهر ديسمبر/كانون الأول سيكون الطقس رائعاً من أجل الإستمتاع بالبلاد فعلاً."

وختم النجم الكاتالوني حديثه بالكشف عن بعض المناطق المحببة لديه في قطر بعد أن انتقل إلى الدوحة قادماً من برشلونة العام الماضي "إنه بلدٌ رائع ومضياف للغاية، هناك الكثير من خيارات الترفيه والتسلية لكافة الميزانيات، والطعام لذيذ جداً. يروق لي الحي الثقافي (كتارا) وهو مكان رائع، وكذلك منطقة اللؤلؤة التي يمكن للمرء أن يتنزه فيها. هناك أيضاً الصحراء حيث يمكن القيام بسفاري، ومنطقة دخان حيث وُلدت ابنتي. إنها دولة صغيرة، ولكنها مضيافة جداً. أنا وعائلتي على أفضل حال هنا."