عندما كان منتخب تايلاند بصدد مواجهة الإمارات العربية المتحدة على أرضه، يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول، في إطار الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، لا أحد تقريباً كان يثق في تحقيق كتيبة أكيرا نيشينو نتيجة الفوز. فقد كان الفريق الضيف مهيمناً على الساحة القارية بأربعة انتصارات وتعادل واحد في المواجهات الست الأخيرة التي خاضها المنتخبان في تصفيات كأس العالم.

ومع ذلك، انتهت المباراة بنتيجة مفاجئة (2-1) لصالح تايلاند. وكان البطل المغمور هو إيكانيت بانيا، البالغ من العمر 20 عاماً، في ظهوره الدولي الثالث فقط. حيث أعطى المهاجم الشاب تمريرة حاسمة لزميله تيراسيل دانجدا في الشوط الأول قبل أن يستغل تمريرة نيتيبونج سيلانون ليسجل هدف الفوز في مرمى الإمارات التي كانت قد بلغت مؤخراً نصف نهائي كأس آسيا 2019.

وصرّح لاعب وسط شيانج راي يونايتد لموقع FIFA.com قائلاً: لقد سُررت للغاية بمساهمتي في تحقيق الفوز،" مضيفاً "خاصة أن هدفي الدولي الأول منح ثلاث نقاط حاسمة للفريق. عندما وصلتني الكرة من نيتيبونج، تبادر إلى ذهني عدم النجاح في هز الشباك. لكنني تمكّنت من تسجيل الهدف بالطريقة التي تدرّبنا عليها."

وتابع قائلاً "عندما رأيت الكرة تستقر في الشباك، شعرت بسعادة لا توصف. فقبل هذه المباراة، لم نفز على الإمارات طوال 15 عاماً، لذلك كنا متحفزين جداً لوضع حدّ لهذه السلسلة السلبية. لقد كنت سعيداً للغاية."

استهلّ بانيا، المولود يوم 21 أكتوبر 1999 في شيانج راي، قصته مع كرة القدم منذ نعومة أظفاره وبتشجيع من والده. وفي سنّ الـ14، انضمّ إلى أكاديمية تشيانج راي يونايتد حيث تلقى تكوينه. وحقق تقدّماً سريعاً ومذهلاً لدرجة أنه في العام التالي تمت ترقيته ليلعب في الدوري التايلاندي في غضون سنة.

وخطف اللاعب الشاب الأضواء محلياً، وسجّل هدفاً في مرمى العملاق التايلاندي موانج ثونج يونايتد في أكتوبر/تشرين الأول 2015، في سنّ 15 عاماً و11 شهراً و28 يوماً، ما جعل منه أصغر هداف في الدوري التايلاندي. ثم واصل نموه مع النادي ليفوز بباكورة ألقابه في الدوري مع فريقه شيانج راي هذا العام.

وبالطبع، أثار تألق بانيا انتباه المدرب نيشينو الذي استدعاه للإنضمام إلى صفوف المنتخب الوطني قبل مواجهة تصفيات كأس العالم ضد فيتنام. وبالفعل، لم يفوّت اللاعب الشاب هذه الفرصة، حيث عمل على تحسين أدائه من مباراة إلى أخرى ليكون في مستوى ثقة مدربه من خلال تقديمه أداءًا رائعاً ضد الإمارات. وفي هذا الصدد، تذكّر بانيا قائلاً: "طلب مني المدرب نيشينو أن أكون شجاعاً وشرساً وذكياً على أرض الملعب. وهذا ما أعطاني الثقة. ولكن لا يزال هناك العديد من الجوانب التي يمكنني تحسينها."

وكشف بانيا، البالغ طوله 170 سنتيمتراً (نفس طول أندريس إنييستا)، أنه استمد إلهامه من الأسطورة الأسبانية طوال السنوات الماضية. حيث أكد قائلاً: "إنييستا هو قدوتي، لأنني أحب أسلوبه في اللعب، ونحن نلعب في نفس المركز [لاعب خط وسط هجومي]. أتدرب كل يوم بجدّ، وبعد كل حصة تدريبية أشاهد فيديوهات لإنييستا ولاعبين آخرين لأتعلم من أسلوب لعبهم. وهكذا يُمكنني تكييف ذلك مع أسلوب لعبي."

بشكل أو بآخر، شكّلت تصفيات كأس العالم الحالية نقطة انطلاق بانيا. حيث أكد قائلاً: "تصفيات كأس العالم مهمة للغاية بالنسبة لي،" مضيفاً "ففي هذه التصفيات تلقيت أول دعوة للإنضمام إلى صفوف المنتخب الوطني. وقد حظيت بفرصة التعبير عن نفسي داخل الملعب ومساعدة بلادي. وهذا مصدر شرف وتجربة ثمينة."

في انتظار تايلاند مهمة صعبة للغاية: ماليزيا في ملعب بوكيت جليل الوطني في كوالالمبور. وفي هذا الصدد، علّق بانيا قائلاً: "نحن نعلم أن بوكيت جليل ملعب صعب جداً. إذ تتمتع ماليزيا بدعم قوي على أرضها وستستفيد من تلك الأجواء. وبالتالي، سنكون بحاجة إلى التركيز جيداً على المباراة، والتشبث بخطة لعبنا والتحلي بالبراغماتية. سنبذل قصارى جهدنا للعودة إلى الديار بالنقاط الثلاث."

وختم حديثه قائلاً: "أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للتأهل إلى الدور التالي، لكن بالطبع، سيكون علينا قبل ذلك مواجهة العديد من المباريات الصعبة. وفي هذا المستوى، لا يوجد هامش للخطأ."