كما هو الحال في كل نسخة من نسخ كأس العالم FIFA، ستحبس المنتخبات المتنافسة وجماهيرها الأنفاس على مدى دقائق يوم الجمعة 1 أبريل/نيسان عندما تستضيف الدوحة مراسم قرعة الدور الأول لنهائيات قطر ٢٠٢٢. ففي الماضي، كانت نتائج السحب قاسية في حق بلدان تُعتبر من القوى العظمى في كرة القدم، حيث لم تسلم بعض المنتخبات العملاقة من الوقوع في ما يُطلق عليه "مجموعات الموت"، التي تضم عدة فرق من نفس المستوى. ومع تصاعد حدة الإثارة والتشويق في الطريق إلى قطر ٢٠٢٢، يستحضر موقع FIFA.com ذكريات المنافسات المحتدمة من أصعب خمس مجموعات في تاريخ البطولة.

المجموعة السادسة - كأس العالم كوريا/اليابان 2002 FIFA (الأرجنتين، إنجلترا، السويد، نيجيريا)

بعد أن بسطت سيطرة مطلقة على تصفيات منطقة أمريكا الجنوبية وتربعها على صدارة الترتيب، برصيد 13 انتصاراً من أصل 18 مباراة، محرزة جائزة أفضل هجوم في القارة، دخلت الأرجنتين نهائيات 2002 برغبة كبيرة في العودة بإنجاز كبير، علماً أن جل الترشيحات كانت تصب في اتجاه كتيبة الألبيسليستي من جهة، ومنتخب فرنسا من جهة ثانية. وقد وضعت القرعة فريق مارسيلو بيلسا في مجموعة نارية، إلى جانب الخصم الإنجليزي اللدود ومنتخب نيجيريا، الفائز بكأس إفريقيا للأمم عام 2000 وثالث الترتيب في عام 2002. ورغم الفوز على ممثل القارة السمراء (1-0) في المباراة الأولى، إلا أن الألبيسيليستي كان مصيره الخروج من الدور الأول، بعد الخسارة أمام إنجلترا بقيادة المتألق ديفيد بيكهام (0-1)، والتعادل (1-1) مع منتخب السويد الذي كان يضم في صفوفه آنذاك زلاتان إبراهيموفيتش وهو في مقتبل العمر، حيث لم يكن يتجاوز 20 ربيعاً، ليتأهل الاسكندينافيون والبريطانيون من "مجموعة الموت" الأولى في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بينما عاد الأرجنتينيون والنيجيريون أدراجهم بخفي حنين.

المجموعة السابعة - كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA (البرازيل، البرتغال، كوت ديفوار، كوريا الشمالية)

في نهائيات 2010، كانت المجموعة السابعة هي الأصعب على الإطلاق، حيث ضمت البرازيل والبرتغال، وكذلك منتخب كوت ديفوار، الذي كان حينها من أفضل عمالقة أفريقيا. ورغم أدائهم المبهر ضد كوريا الشمالية (3-0) وتعادلهم مع كريستيانو رونالدو ورفاقه (0-0)، كان الإقصاء مصير كتيبة الأفيال وقائدها المخضرم ديدييه دروجبا بفارق نقطة واحدة فقط عن البرتغال. ولعل شدة المنافسة في "مجموعة الموت" كانت عاملاً في إنهاك كاكا وروبينيو وبقية نجوم السيليساو مبكراً، حيث أُقصيت البرازيل من الدور ربع النهائي، بينما توقفت رحلة البرتغاليين في دور الـ16.

المجموعة الرابعة - كأس العالم السويد 1958 FIFA (البرازيل، النمسا، إنجلترا، الاتحاد السوفيتي)

خلال سادس نسخة في تاريخ كأس العالم، والتي نُظمت في السويد عام 1958، كانت كل الأنظار شاخصة على المجموعة 4 باعتبارها ساحة لأشرس معارك الدور الأول. وقد شهدت تلك البطولة أول مشاركة للاتحاد السوفيتي في كأس العالم، وهو الذي دخل النهائيات بمعنويات عالية منتشياً بإحرازه الذهب الأولمبي (1956). من جهتها، كانت النمسا تتطلع إلى تقديم أداء أفضل من النسخة السابقة التي صعدت فيها منصة التتويج. من جانبها، كانت البرازيل تمني النفس بتحقيق أول لقب لها، بعدما حلت وصيفة للبطل في عام 1950 ثم اكتفت ببلوغ ربع النهائي في 1954. وبدورها، كانت إنجلترا - بقيادة بوبي تشارلتون – تسعى إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخها، لكن التأهل في نهاية المطاف كان من نصيب البرازيل والاتحاد السوفيتي، علماً أن كتيبة السيليساو واصلت شق طريقها بثبات إلى أن تُوجت بكأس العالم الأولى في رصيدها، مستفيدة من الفتى المعجزة بيليه، الذي كان عمره لا يتجاوز 17 ربيعاً آنذاك. وقد اعتلت البرازيل عرش العالم عن جدارة واستحقاق، بعد فوزها على فرنسا 5-2 في نصف النهائي، ثم على السويد صاحبة الضيافة في المباراة النهائية بنفس النتيجة. وبعد ذلك بعامين، فاز الاتحاد السوفيتي بأول بطولة أوروبية في تاريخه، وكان ذلك على الأراضي الفرنسية.

المجموعة الثالثة - كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA (هولندا، الأرجنتين، كوت ديفوار، صربيا والجبل الأسود)

باعتبارها أقوى مجموعة في نهائيات كأس العالم 2006، شهدت المجموعة الثالثة إقصاء منتخب صربيا والجبل الأسود، الذي كان قد أنهى التصفيات دون هزيمة وتصدر مجموعته على حساب إسبانيا، بفضل دفاعه الحديدي (الذي تلقى هدفاً واحداً فقط في 10 مباريات). فبعدما كان الكل متخوفاً من قوتهم، مُني أبناء البلقان بهزيمة كبيرة على يد منتخب الأرجنتين (0-6)، الذي كان المرشح الأكبر للمنافسة على اللقب، بفضل دهاء مدربه بيكرمان وكوكبة نجوم يتقدمهم ليونيل ميسي وهيرنان كريسبو وخوان رومان ريكيلمي وكارلوس تيفيز وخافيير سافيولا. كما تم إقصاء منتخب كوت ديفوار، وصيف بطل إفريقيا، الذي خسر 1-2 أمام كل من الألبيسيليستي ومنتخب هولندا، الذي احتل المركز الثاني في المجموعة ليرافق الأرجنتين إلى الدور ثمن النهائي.

المجموعة الخامسة - كأس العالم المكسيك 1986 FIFA (ألمانيا الغربية، أوروجواي، الدنمارك، اسكتلندا)

بعدما حلت وصيفة للبطل في إسبانيا 1982، وضعت القرعة منتخب ألمانيا الغربية مجدداً في "مجموعة الموت"، إلى جانب أوروجواي، بطلة العالم مرتين (1930 و1950) وحاملة لقب كوبا أمريكا، فضلاً عن منتخب الدنمارك، وصيف بطل أوروبا، والذي كان يخوض أول مشاركة له في كأس العالم. أضف إلى ذلك كتيبة اسكتلندا، بقيادة أليكس فيرجسون. فبفضل تألق مبهر من مايكل لاودروب ومورتن وجيسبر أولسن وسورين ليربي وبريبين إلكيار لارسن، فجر الديناميت الدنماركي مفاجأة مدوية، حيث أنهى الدور الأول في صدارة المجموعة، بثلاثة انتصارات متتالية، كان أحدها بنتيجة كبيرة أمام أوروجواي (6-1). أما ألمانيا الغربية، المدججة بكوكبة من النجوم مثل رودي فولر ولوثر ماتيوس، فلم تضمن تأهلها إلا بشق الأنفس (فوز وتعادل وخسارة)، قبل أن تواصل شق طريقها بثبات إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي.