لما تذكر اسم بواليا في أفريقيا يتبادر إلى الذهن مباشرة اسم كالوشا بواليا، هذا اللاعب السابق الزامبي الذي لم يستقل طائرة منتخب زامبيا سنة 1993، فسقطت الطائرة وتوفي كل من عليها ليبقى كالوشا بواليا على قيد الحياة. شاء القدر بعد سنتين أن يولد والتر بواليا في مدينة لومومباشي الكونجولية، التي تبعد عن كينشاسا بأكثر من 2200 كلم وهي أقرب منها لزامبيا من عاصمة البلد، علماً أن والتر بواليا يملك الجنسيتين الكونجولية والزامبية.

ترعرع والتر بواليا في لوبومباشي قبل أن يتنقل للعب في عدة نوادي كونجولية ليحط الرحال في البطولة المصرية، وفور وصوله إلى مصر تألق بشكل لافت للانتباه وأصبح هداف نادي الجونة، وبعد موسم ونصف تهافت عليه قطبي القاهرة، وانتقل إلى القلعة الحمراء خلال الميركاتو الشتوي الأخير، ليجد نفسه يلعب واحدة من أفضل البطولات في العالم، كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠٢٠™.

رغم أنه خرج في الشوط الثاني بسبب التعب، إلا أن اللاعب والتر بواليا كان من أفضل اللاعبين فوق أرضية الميدان، حيث ساهم في تسجيل الهدف الأول لما استرجع الكرة التي سددها الشحات في الشباك، وسجل هدفاُ ثانيا لكنه رٌفِضَ بحجة التسلل بعد تدخل تقنية VAR وهو الذي كان متسللاً ببضعة سنتيمترات فقط.

يعيش بواليا ضغطاً نفسياً كبيراً، حيث لم يسجل أي هدف منذ التحاقه بنادي الأهلي، لكن الجميع يرى أنه مهاجم جيد وسبب تضيعه الفرص يعود إلى الضغط النفسي الذي يعاني منه. وفي هذا الصدد قال مدرب الأهلي بيتسو موسيماني عن بواليا " كان قريبا من تسجيل هدفه الأول مع الأهلي، أظن أنه سجل اليوم لكن VAR حرمه من التسجيل، هم أقرب منا ويرون أفضل منا ولا يمكننا الاعتراض على ذلك."

كما يرى بيتسو موسيماني أنه قدم مباراة جيدة أمام الدحيل " كان قوياً في الهجوم، كنا مضطرين إلى تغييره في الشوط الثاني بسبب الضغط النفسي والتعب البدني الذي يعاني منها اللاعبون في مثل هذه المباريات."

سيكون والتر بواليا أمام فرصة العمر لما يواجه بايرن ميونيخ في الدور نصف النهائي، ففي حال سجل هدفه الأول أمام بطل أوروبا سيدخل التاريخ من بابه الواسع "هو مهاجم جيد ومهمته تسجيل الأهداف، ومتأكد أنه سيفكر الشفرة قريبا" يقول عليه مدرب الأهلي الذي يضع فيه الثقة الكاملة لهز شباك الخصوم، ولما لا تكون البداية من مباراة بايرن ميونيخ الألماني.

وصحيح أن مواجهة بايرن ميونيخ تختلف عن مواجهة نوادٍ أخرى، إلا أن القوة البدنية لبواليا وطول قامته وسرعته في التنفيذ، فضلاً عن لعب يايرن بطريقة هجومية قد يفتح المساحات لهجوم الأهلي، وما قد يسمح لوالتر بواليا بتسجيل أول هدف له مع القلعة الحمراء.