يُعتبر الترجي التونسي من أنجح النوادي في تونس والقارة الأفريقية منذ نشأته قبل 100 عام من الآن، حيث عُرف باللونين الأصفر والأحمر، وحقق خلال 100 عام من الوجود العديد من الإنجازات آخرها تتويجه للمرة الثانية على التوالي بدوري أبطال أفريقيا على حساب الوداد البيضاوي، ليستعد للمشاركة بعد أيام فقط في كأس العالم للأندية FIFA قطر ٢٠١٩™. يستعرض موقع FIFA.com أبرز إنجازات الترجي منذ نشأته قبل 100 عام.

حقق الترجي التونسي الموسم الأخير ثالث لقب دوري محلي على التوالي، حيث فاز باللقب في 2017، 2018 و2019، ما يؤكد سيطرة نادي العاصمة على البطولة المحلية التونسية، فضلاً عن سيطرته على القارة السمراء، وفاز بأول لقب الدوري التونسي بعد 23 سنة من تأسيسه، أي سنة 1942، وكانت أفضل فترة له في العشرين سنة الأخيرة أين حقق 14 دوري محلي، أبرزها الإنجاز الكبير بتحقيق سبعة دوري محلي على التوالي ما بين 1998 و2004.

رغم أن ألقاب الترجي التونسي في البطولة المحلية بدأت في الأربعينيات، لكن على المستوى القاري انتظر الترجي لغاية التسعينات كي يحقق أول لقب له في كأس أفريقيا للأندية البطلة (دوري أبطال أفريقيا حالياً)، وكان أمام حامل اللقب وأحد أقوى النوادي حينها الزمالك المصري حيث تعادل معه سلبياً في الذهاب وفاز الترجي (3-1) في العودة بتونس. ووصل الترجي بعدها ثلاث مرات إلى المباراة النهائية لكنه عجز عن تحقيق اللقب، وكان ذلك سنوات 1999 أمام الرجاء المغربي و2000 أمام هارتس أوف أوك الغاني وسنة 2010 أمام تي بي مازيمبي الكونجولي.

ورغم الإخفاقات المتتالية، لم يتوقف الترجي التونسي عن المحاولة من جديد، بل رفع التحدي مرة أخرى ولعب ثاني نهائي أفريقي على التوالي، وتمكّن هذه المرّة من تحقيق اللقب أمام الوداد المغربي بعد 17 سنة من الغياب، وحقق اللقب بعدما تعادل الفريقان في الذهاب من دون أهداف قبل أن يفوز الترجي في الإياب بهدف يتيم من تسجيل الغاني هاريسون أفول.

تشكيلة الترجي أمام الوداد في المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا 2011

الاسم: الترجي الرياضي التونسي التأسيس: 15 يناير/كانون الثاني 1919 اللون: الأحمر والأصفر الرئيس: حمدي المدب المدرب: معين شعباني الهداف التاريخي: طارق ذياب

تتويج الترجي التونسي بدوري أبطال أفريقيا 2011 منحه شرف المشاركة للمرة الأولى في كأس العالم للأندية FIFA، والتي جرت في اليابان سنة 2011، حيث خسر الترجي مرتين على التوالي، الأولى أمام موتيري المكسيكي بنتيجة 3-2 والثانية أمام السد القطري بنتيجة 2-1 ليحتل الترجي المرتبة السادسة في البطولة.

وبعد تتويج الترجي أفريقيا في 2011، هذا اللقب الغالي على أنصار الترجي، خسر نادي العاصمة نهائي آخر في 2012 أمام الأهلي المصري، فبعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل 1-1، تمكّن زملاء أبوتريكة من الفوز في تونس بنتيجة 2-1 ليحرموا الترجي من التتويج الثاني على التوالي، وبعدها بسبع سنوات، عاد الترجي إلى التألق من جديد قارياً، وتزامن ذلك مع تألق منتخب تونس وتأهله إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA، وشارك في التأهل لاعبين من الترجي على غرار البدري والخنيسي، ليقود هذا الثنائي الترجي للقب أفريقي آخر أمام الأهلي المصري، فرُغم انتهاء لقاء الذهاب بنتيجة كبيرة للأهلي 3-1، تمكن الترجي من الفوز في العودة بنتيجة 3-0 ويحقق اللقب الثالث له في دوري أبطال أفريقيا، وعرفت المباراة تسجيل أنيس البدري هدفاً جميلاً بقي في الأذهان.

صورة لتتويج الترجي بدوري أبطال أفريقيا 2018

بعد المشاركة لأول مرة في 2011، عاد من جديد الترجي التونسي إلى كأس العالم للأندية FIFA من بوابة الإمارات 2018، وكله رغبة في أن يمحي إخفاق اليابان 2011، فأخفق الترجي في المباراة الأولى بعدما خسر بنتيجة 3-0 أمام صاحب الأرض والجمهور العين الإماراتي، الذي تألق في تلك البطولة ووصل إلى المباراة النهائية مبعداً من طريقه ريفر بليت الأرجنتيني. لكن الترجي عاد في المباراة الثانية وفاز بركلات الترجيح (6-5) بعدما انتهى اللقاء بالتعادل بنتيجة 1-1، ليحتل الترجي المرتبة الخامسة في البطولة.

جيلان الشعلالي من الترجي وبندر الأحبابي من العين الإماراتي خلال كأس العالم للأندية FIFA الإمارات ٢٠١٨

واصل الترجي التونسي تألقه قارياً، وبعد تتويجه باللقب القاري في 2018، حاول الحفاظ على لقبه لما وقع في المباراة النهائية أمام الوداد البيضاوي المغربي، بطل نسخة 2017، وانتهى لقاء الذهاب بهدف لهدف، لكن يوسف بلايلي سجل هدف الفوز للترجي التونسي الذي نصب نفسه بطلاً للقارة السمراء للمرة الثانية على التوالي، وهي المرة الأولى في تاريخ الفريق الذي يتمكّن من الحفاظ على لقبه القاري لسنتين متتاليتين، بعدما ضيع الفرصة في 2012.

وبشعار الثالثة ثابتة، يريد الترجي التونسي دخول ثالث كأس العالم للأندية FIFA بنية محي كل الإخفاقات السابقة في هذه المنافسة، وتحقيق نتائج أفضل من 2011 و2018، ولم لا المرور إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الفريق، عندما يواجه الهلال السعودي المتوّج بدوري أبطال آسيا مؤخراً، على أمل الذهاب بعيداً والمضي على خطى العين الإماراتي الذي بلغ المباراة النهائية العام الماضي. فهل سيفعلها الترجي قبل أيام من نهاية سنة 2019 التي تُعتبر ذكرى المئوية التاريخية على تأسيس النادي العريق؟