الثلاثاء 15 يونيو 2021, 22:38

رقم قياسي ودروس مستفادة للثلاثي المغاربي

  • رقم قياسي خال من الهزائم للمنتخب الجزائري

  • ثعالب الصحراء تتألق، أسود الأطلس تتحلى بالواقعية، ونسور قرطاج تحاول التحليق عالياً

  • منتخبات الجزائر وتونس والمغرب تستعد لخوض تصفيات كأس العالم وبطولة كأس العرب FIFA

يلوح في الأفق نصف ثان من العام حافل بالتحديات بالنسبة للكثير من المنتخبات العربية، مع التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ في كل من آسيا وأفريقيا، وكذلك مع انطلاق النسخة الأولى من كأس العرب FIFA، التي ستنظّم في قطر في أواخر هذا العام.

وفي انتظار انطلاق التصفيات المؤهلة لهذه البطولة الجديدة في الأيام المقبلة، وفي ظل خوض منتخبات آسيا التصفيات المؤهلة إلى النهائيات العالمية، استغلت عدة منتخبات فترة التوقف الدولي للعب مباريات تحضيرية. ويتعلق الأمر خصوصاً بمنتخبات الجزائر والمغرب وتونس، التي تمكنت من استخلاص دروس قيمة في أفق المشاركة في الاستحقاقات القادمة.

ثعالب الصحراء.. رقم قياسي وتأكيد للذات

يبدو أن الجزائر، حاملة لقب كأس الأمم الأفريقية التي لم تتجرّع مرارة الهزيمة منذ نوفمبر/تشري الثاني 2018، جاهزة تماماً لمواجهة جميع التحديات. لكن المدرب جمال بلماضي ليس من أولئك الذين يعيشون على أمجاد الماضي، لذا أعطى أهمية كبيرة للمباريات التحضيرية الثلاث ضد كل من موريتانيا ومالي وتونس.

وعلّق بلماضي قائلاً "هذه اللقاءات الودية بعيدة كل البعد عن أن تكون دون رهان بالنسبة لي، لأنها ستكون حاسمة بالنسبة لتصنيف FIFA المقبل. هدفنا هو الحفاظ على مركزنا ضمن أفضل خمس منتخبات على مستوى القارة، حتى نتمكّن من خوض مباراة إياب محتملة في ملحق كأس العالم 2022 على أرضنا."

وبالفعل، فقد أنجزت ثعالب الصحراء المهمة بنجاح بثلاثة انتصارات: 4-1 ضد موريتانيا، و1-0 ضد مالي، و2-0 في تونس. وبهذه المناسبة، حطّم المنتخب الجزائري الرقم القياسي بالنسبة لعدد المباريات المتتالية بدون هزيمة بالنسبة لبلد أفريقي، بعد خوض مباراته السابعة والعشرين دون هزيمة، متقدماً على كوت ديفوار (26).

وإلى جانب ذلك، تمكنت الجزائر، في هذا الديربي المغاربي، من الابتعاد عن جارتها ومنافستها، بتحقيق انتصارها السادس عشر في 44 مباراة، مقابل 15 انتصاراً لتونس و13 تعادلاً. وفي هذا الصدد، قال مدرب كتيبة الخضر بعد الفوز في رادس "هذه السلسلة من المباريات دون هزيمة تعني الكثير. أولاً، الاستمرارية بعد التتويج الأفريقي عام 2019، من خلال العمل بجدّ لتقديم عروض رائعة. ويعود الفضل في ذلك إلى اللاعبين، الذين عملوا بجدّ لتحطيم هذا الرقم القياسي"، مضيفاً "والآن لن يكون من السهل الحفاظ على هذه السلسلة، خاصة وأن جميع المنتخبات تتحين الفرصة للفوز علينا."

كما أتاحت هذه الانتصارات الثلاثة للمدرب الجزائري الفرصة لتجريب خيارات متعددة في الفريق، بحيث أعطى الفرصة للاعبي خط الوسط أحمد توبا وعبد القادر بدران، اللذين أبانا أنه بإمكانهما تعويض جمال بلعمري وعيسى مندي. كما تألق رامز زروقي وحارس بلقبلة، فيما أكد رياض محرز أن موهبته وخبرته لا تقدران بثمن في اللحظات الحاسمة حيث سجل مهاجم مانشستر سيتي الهدف الوحيد في المباراة أمام مالي، والهدف الثاني في مرمى تونس بعد هدف بغداد بونجاح.

empn7cz5eihjpiisk3fc.jpg

نسور قرطاج..تعثّر وأمل

أكدت تونس خلال المباريات الودية الثلاث التي خاضتها أنها لا تزال قوة ضاربة في كرة القدم الأفريقية والعربية، حيث حقّقت انتصارين على جمهورية الكونغو الديمقراطية (1-0) ومالي (1-0). كما أنها تحتل حالياً المركز الثاني أفريقياً في التصنيف العالمي. وعانى المنتخب التونسي، الذي افتقد خدمات لاعبي خط الوسط يوسف المساكني وفرجاني ساسي، الأمرّين في مواجهة الضغط والحيوية من نظيره الجزائري، لينهزم بشكل منطقي رغم الاستماتة والشراسة اللتين أبان عنهما في الشوط الثاني.

لم تكن هذه الشخصية القوية كافية في الديربي المغاربي، ولكن قبل أيام قليلة، مكّنت كتيبة منذر الكبير من الفوز على جمهورية الكونجو الديمقراطية بفضل هدف من توقيع نعيم سليتي في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، وكرّرت السيناريو نفسه ضد مالي بهدف حمل توقيع أنيس بن سليمان قبل ثوان معدودة من صافرة النهاية.

ومن بين الدروس المستخلصة من هذه اللقاءات، لا شك أن المدرب سيكون راضياً عن المباريات الأولى التي خاضها بقميص صقور قرطاج مهاجم مانشستر يونايتد الشاب حنبعل مجبري، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي يمكن أن يمثل خيارًا هجومياً إضافياً لفريق تنقصه الفعالية على الرغم من الجهود التي يبذلها وهبي خزري.

أسود الأطلس.. فعالية وثبات

خاض المغرب مباراتين فقط، ولكن ضد منافسين قويين. ونجحت كتيبة وحيد خليلودزيتش في الفوز على كل من غانا (1-0) وبوركينا فاسو (1-0). وعلى الرغم من أن المنتخب المغربي لم يقدّم عروضا قوية، إلا أنه لم يعانِ كثيراً لتحقيق مبتغاه.

واعتمدت كتيبة أسود الأطلس على نقاط قوتها المتمثلة في هدوء وصلابة ياسين بونو في المرمى، وتألق حكيم زياش منذ دخوله بديلاً أمام النجوم السوداء ومشاركته في صنع هدف جواد الياميق، وفعالية أشرف حكيمي الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة من ركلة حرة ضد كتيبة الأحصنة.

وتمكّن المدرب البوسني من التحقق من قوة وواقعية فريقه رغم التغييرات العديدة التي أجراها، إذ لم يحتفظ بمقعده في التشكيلة الأساسية في كلتا المباراتين سوى عادل تاعرابت ورومان سايس وحكيمي ويوسف النصيري. وعلى الرغم من الحصيلة الجيدة، قال المدرب عقب المباراة ضد بوركينا فاسو "أعتقد أنه بحلول سبتمبر/أيلول، سنكون أكثر كفاءة وتصميماً خلال مباريات التصفيات."