الأحد 04 ديسمبر 2022, 14:00

مجموعة الدراسات الفنية تحلل أضلاع المربع الذهبي والإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي

بالنسبة إلى مشجعي المنتخبات المشاركة وعشاق كرة القدم في شتى أصقاع العالم، كانت مرحلة خروج المغلوب في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ حافلة بالإثارة والتشويق. ولكن بالنسبة لمجموعة الدراسة الفنيةFIFA ، فإن مباريات خروج المغلوب تعتبر كذلك مصدراً لاستخلاص الدروس. وعقب منافسات الدور ربع النهائي، عقد فريق الخبراء، بقيادة الكابتن يورغن كلينسمان، مؤتمره الصحفي الرابع لاستعراض الدروس التي تم استخلاصها. وكان برفقة المهاجم الألماني السابق كافة أعضاء الفريق؛ وهم ألبرتو زاكيروني، وتشا دي ري، وصنداي أوليسيه، وفريد مونراغون، وباسكال زوبيربولر. في ما يلي الملاحظات والتوجهات الرئيسية في مرحلة خروج المغلوب قبل الدور نصف النهائي.

المنتخبات المتأهلة إلى المربع الذهبي

ألبرتو زاكيروني:

لدي انطباع إيجابي عن البطولة ككل. وصلت المنتخبات الأربعة الأخيرة إلى هذا الدور بأربعة أساليب مختلفة من اللعب. وفي هذه المرحلة، حققت أهدافها بفضل جودة اللاعبين، ولكن ذلك كان مدعوماً بالأداء الجماعي، مقارنة بالنسخ الأخيرة من كأس العالم. لقد كانت هذه الفرق أكثر صلابة ودينامية من الناحية الدفاعية، من خلال الاعتماد على خط دفاع متأخر قليلاً. وحاولت تعزيز صفات أفضل لاعبيها. كرواتيا وصلت إلى هذا الدور بفضل جودة خط الوسط. لديهم خط وسط رائع، ليس فقط من حيث الجودة، ولكن أيضاً من حيث المثابرة والتضامن والتغطية المتبادلة واللعب بين الخطوط والضغط لمساعدة الدفاع. المغرب قام بعمل رائع، حيث تمكن من تحقيق استفادة قصوى من مهارات لاعبيه. لعب كثيراً على الجناحين، وتسبب في تمديد دفاع الخصم، معتمدا على الكثافة في خط الوسط لمحاولة استعادة الكرة أمام الدفاع. ومن بين المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي، كان المغرب أكثرها دفاعاً بخط متأخر. لكن اللاعبين المغاربة قاموا بعمل رائع عندما استعادوا الكرة، واستفادوا من حيويتهم وسرعتهم. دفاعياً بشكل عام، رأينا لاعبين مهمين جداً مثل حكيم زياش أو أنطوان جريزمان، يضحيان من أجل مصلحة الفريق. وبمناسبة الحديث عن فرنسا، فهو أخطر فريق في منطقة الجزاء، بفضل جودة أوليفييه جيرو وكيليان مبابي، ولتألق لاعبي خط الوسط، بدءً من أدريان رابيو الذي يغطي 80 متراً بجودة رائعة. وأخيراً، عرفت الأرجنتين كيف تتأقلم مع الخصم من مباراة إلى أخرى، دون الالتزام دائمًا بنفس خطة اللعبة. كما عرفت كيف تحقق استفادة قصوى من أفضل لاعب في البطولة، ليونيل ميسي.

Netherlands v Argentina: Quarter Final - FIFA World Cup Qatar 2022

أداء منتخبات الاتحاد الآسيوي

تشا دو ري: سجلنا تقدم المنتخبات الآسيوية. فقد حقق انتصارات ضد منتخبات كبيرة، وتأهل ثلاثة منها إلى الدور ثمن النهائي. فازت السعودية على الأرجنتين، واليابان على كل من ألمانيا وإسبانيا، وجمهورية كوريا على البرتغال، وهي كلها منتخبات قوية تاريخياً. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو أن معظم اللاعبين محترفون في أوروبا. عندما شاركتُ في كأس العالم، كنا لاعبين اثنين فقط من كوريا الجنوبية محترفين في الدوريات الأوروبية.

اليوم، يلعب في أوروبا الكثير من الأستراليين والكوريين، وخاصة اليابانيين، وبعضهم قادة في الدوري الألماني. وبالتالي، فهم يلعبون ضد فرق أوروبية أخرى، وتعودوا على مقارعة كبار اللاعبين. السبب آخر هو أن المنتخبات الآسيوية حققت الكثير من التقدم من الناحية التكتيكية. العديد من اللاعبين يتمتعون بفهم تكتيكي أفضل ويمكنهم اللعب في مراكز متعددة. وبالطبع، في الدور ثمن النهائي، عانت المنتخبات الآسيوية، لكن الفجوة بين المنتخبات التقليدية الكبيرة تقلصت بلا شك.

Technical Study Group Media Briefing

الأداء التاريخي لكرة القدم الأفريقية في كأس العالم FIFA

صنداي أوليسيه: إنها أفضل بطولة على الإطلاق. ليس فقط بالنظر إلى تأهل منتخب أفريقي وعربي، لأول مرة، إلى الدور نصف النهائي، وإنما أيضاً لأن جميع المنتخبات الأفريقية المشاركة فازت بمباراة واحدة على الأقل. فقد نجحت السنغال في التأهل للدور الثاني بدون لاعبها الأفضل، ولعب بشكل جيد للغاية. المغرب هو أفضل فريق من الناحية الدفاعية طوال البطولة.

كانت هناك تضحيات من الفريق بأكمله بدون كرة. لديهم أيضاً لاعب أعتقد أنه يقوم بعمل كبير، هو سفيان أمرابط، الذي يملأ الفراغات في كل مكان. وفي الدفاع، يعتمد اللاعبون المغاربة كثيرا على المثلثات. وفي هذه الحالة، يصعب على الخصم التمرير أو كسر الخطوط بسهولة دون الاصطدام بمقاومة شرسة. وماذا كانت النتيجة؟ تلقت شباك المغرب هدفاً واحداً فقط لم يسجله الخصم، بل كان هدفاً عكسياً في مرماهم بالخطأ.

أداء حراس المرمى في ركلات الجزاء

باسكال زوبيربولر: الزيادة في معدل صدّ ركلات الجزاء كانت هائلة. عندما اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم القاعدة الجديدة التي تنص على وجوب بقائ حارس المرمى على خط المرمى، لم يتأقلم حراس المرمى معها بشكل جيد في البداية. وكانت هناك تذمر من أنها قاعدة سلبية بالنسبة لحراس المرمى، لكن يمكن هنا رؤية الأرقام بوضوح: معدل التصدي لركلات الجزاء بلغ 36٪ (في 90 أو 120 دقيقة). فريد موندراغون: الطريقة التي تأقلم بها حراس المرمى مع القواعد الجديدة كانت مذهلة، خاصة للتمكن من التوقيت والتركيز لترك قدم واحدة على الخط والقدرة على الانطلاق لصدّ الكرة. نحن سعداء للغاية لأنها كانت كأس عالم رائعة لحراس المرمى حتى الآن. كان أداء حراس المرمى الأربعة الذين قادوا منتخبات بلادهم إلى الدور نصف النهائي حاسماً، ليس فقط من حيث التصدي خلال المباراة والمشاركة في بناء اللعب، بل أيضاً في سلسلة ركلات الترجيح.

Japan v Croatia: Round of 16 - FIFA World Cup Qatar 2022

يمكنكم مشاهدة المؤتمر الصحفي كاملاً في الفيديو أدناه: