يُعتبر كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ بمثابة تغيير كامل للقواعد فيما يتعلق بتنظيم بطولة مستدامة، وسيكون للعديد من الابتكارات إرث دائم على طريقة تخطيط وتنظيم أحداث مشابهة مستقبلاً. ونعود معكم إلى عدد من أكثر لحظات البطولة إثارة لربطها بجوانب الاستدامة في البطولة.
لا جهد ضائع مع ميسي أمام المكسيك (فعالية تتمتع بالكفاءة)
عقب الهزيمة أمام منتخب المملكة العربية السعودية، كان الامتحان التالي لكتيبة الألبيسيليستي بمواجهة خصمهم من أمريكا اللاتينية، المنتخب المكسيكي. انتظر الساحر ميسي بصبر وحافظ على طاقته حتى الدقيقة 63 عندما تلقى تمريرة بدت غير خطيرة من زميله أنخيل دي ماريا خارج منطقة الجزاء، ثم استدار باتجاه المرمى وسدد الكرة باتجاه العرين المكسيكي بدقة باهرة وكفاءة عالية.
تم توظيف برنامج خاص وشامل لإدارة الطاقة والمياه في استادات هذه النسخة كأس العالم FIFA™ والذي يتبنى تصاميم وإنشاءات وعمليات تتمتع بالكفاءة، حتى أن هذه الخطوات لتوفير الطاقة ستُبهر ميسي نفسه:
كفاءة الطاقة في كافة الاستادات أعلى بنسبة 30%، وتستهلك مياه بنسبة تقلّ بـ 40% عن المعايير العالمية (ASHRAE 90.1).
يُستخدم بخار الماء المكرر من أنظمة التبريد في الاستادات لري المناطق المحيطة بالملاعب.
تم استبدال 90٪ من مولدات الديزل المؤقتة بمعدات كهربائية فرعية محطات توفر طاقة شبكية أكثر اخضرارًا وتقلل من تلوث الهواء.
حصلت كافة مراكز الطاقة الخمسة في ملاعب كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ على شهادة GSAS في مجال كفاءة استخدام الطاقة.
ستستمر النسخ المقبلة من كأس العالم باستخدام هذا البرنامج المستدام كخارطة طريق لضمان أقصى كفاءة عملية.
تسديدة من ريتشارليسون كشرارة صاعقة (النقل الكهربائي)
صورة واحدة تساوي ألف كلمة، وفي حالة رأس الحربة البرازيلي الصاعق ريتشارليسون فإنه يُساوي مليون فولت من المتعة! فهدفه في شباك صربيا يستحقّ بجدارة أن يدخل قائمة أروع أهداف السيليساو على مرّ التاريخ. وبينما لم يتمكّن العِلم حتى الآن من تسخير الطاقة الهائلة الكامنة لدى الجماهير البرازيلية، إلا أن الاستخدام واسع النطاق للسيارات الكهربائية كان له أثر كبير في تقليل انبعاثات غاز الكربون.
وقد قامت شركة هيونداي وكيا الراعية بتوفير أسطول من 311 مركبة هجينة وكهربائية صديقة للبيئة و10 حافلات كهربائية لكي يتم استخدامها في تنقلات المنتخبات والمسؤولين وكبار الشخصيات خلال البطولة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها وضع مركبات كهربائية بهذا العدد تحت تصرّف المنظمين، لتكون هذه خطوة غير مسبوقة سيتم الاستمرار بالعمل فيها مع مضي FIFA قُدماً نحو التأكيد على الحاجة إلى التنقل النظيف. وكان الواجب البيئي المتمثل بتقليل النفايات وإعادة استخدامها وتدويرها بمثابة عنوان رئيسي للسياسة المتّبعة في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ منذ مراحل التخطيط الأولى، وهو ما يعكس الروح القيادية والتزام المنظمين بتحويل كل نفايات البطولة من مكب النفايات:
إعادة التدوير على مستوى البطولة للبلاستيك والألمنيوم والكرتون والورق والزجاج وتحويل المواد الغذائية وأدوات المائدة القابلة للتسميد إلى سماد في جميع الملاعب والتدريب والمواقع الرسمية الأخرى.
تم تصنيع جميع الزي الرسمي للقوى العاملة ولعدد 20000 متطوع من مواد معاد تدويرها، وتوزيعها في أكياس محولة من الملابس واللافتات من الأحداث السابقة.
قامت جمعية حفظ النعمة الخيرية المحلية بإعادة توزيع بقايا الطعام من الملاعب والمناسبات على المحتاجين.
المغاربة: صُنّاع التاريخ (خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة)
لم يسبق لأي منتخب أفريقي أو عربي قبل قطر ٢٠٢٢™ أن تجاوز منافسات الدور ربع النهائي في كأس العالم، إلا أن هذا تغيّر في الرحلة التاريخية للمغرب في النهائيات. كانت الشمولية هي العوامل التي غيرت قواعد اللعبة وراء القائمة الموسعة من الميزات التي تم تنفيذها في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ هذا العام للمساعدة في جعل المنافسة في متناول المعجبين ذوي الاحتياجات الخاصة:
المساعدة في التنقل، والنقل الذي يمكن الوصول إليه، ومواقف السيارات، والطرق، والمرافق، وخمسة أنواع من التذاكر في جميع الملاعب للأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة.
شرح وصفي صوتي باللغة الإنجليزية ولأول مرة باللغة العربية للمكفوفين وضعاف البصر للاستمتاع بالمباريات في أجواء الاستاد الحية.
لأول مرة في كأس العالم FIFA ، غرف حسية للأشخاص الذين لديهم معدات وصول حسية للسماح لهم بحضور المباراة دون أن تغمرهم أصوات ومحفزات يوم المباراة.
إذا كنت قد استمتعت بهذا الملخص لميزات الاستدامة في كأس العالم FIFA هذا العام، فخذ نفسك في جولة إرشادية حول الاستدامة في هذا الفيديو أو استكشف بنفسك من خلال هذه الخريطة التفاعلية.