استضاف الاتحاد الألماني لكرة القدم مؤتمراً حضره ممثلون من عالم الرياضة والمجتمع المدني لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في قطر قبل 61 يوماً فقط من انطلاق بطولة كأس العالم FIFA ٢٠٢٢™. افتتح رئيس الاتحاد الألماني، السيد بيرند نويندورف، المؤتمر في المقر الجديد للاتحاد بمدينة فرانكفورت، ليشهد بعد ذلك عدة نقاشات بنَّاءة بمشاركة العديد من الجهات المعنية، من بينها ممثلون عن مفوَّضة الحكومة الاتحادية الألمانية لسياسات حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية، السيدة لويز أمتسبرغ، ورئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، السيدة ليز كلافنيس، والسفير القطري في ألمانيا، الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني.

كما شهدت الندوة مداخلات من الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، السيد حسن الذوادي (عبر الفيديو)، ونقاشات مع مكتب منظمة العفو الدولية بألمانيا، ومنظمة مراسلون بلا حدود، والمنظمة الدولية لعمال البناء والأخشاب، ونائبة رئيس الاتحاد الألماني للعبة، السيدة سيليا شاشيتش، واللاعب الألماني الدولي جوشوا كيميش، وFIFA، وممثلين عن جماهير كرة القدم والجهات الراعية وأطراف أخرى. وأشار رئيس قسم حقوق الإنسان ومكافحة التمييز بـ FIFA، السيد أندرياس غراف، إلى الإجراءات التي يتبعها FIFA لحماية العمال المشاركين في تشييد مشاريع كأس العالم، وحماية الجماهير، وغيرهم من الأفراد المنخرطين في كأس العالم FIFA، إذ تُنفَّذ هذه الإجراءات بالشراكة مع اللجنة العليا وبالتعاون مع نقابات العُمال ومراقبين مستقلين، ويركز برنامج الحماية المُتبع بشكل رئيسي على الشركات المعنية بتشييد البنية التحتية لبطولة كأس العالم، بما في ذلك الاستادات وأماكن التدريب، فضلاً عن مورِّدي الخدمات المشاركين في تقديم البطولة، مثل الفنادق والأمن والنقل.

وثمَّن السيد غراف، ما تحقق من تقدم في قطر منذ أن مُنحت هذه الدولة عام 2010 حق استضافة كأس العالم FIFA، كما أشار إلى أن المهمة الرئيسية تتمثل في الدفع باتجاه إرث إيجابي طويل المدى بعد انتهاء البطولة، علماً أن أبرز الإصلاحات في قطاع العمالة هي : إلغاء نظام الكفالة، واعتماد حد أدنى للأجور على أساس غير تمييزي، وهي تحسينات استفاد منها مئات الآلاف من العمال حتى الآن. وقال غراف في مداخلته: "إن مبادرات من قبيل هذا المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد الألماني لكرة القدم تساهم بشكل كبير في تعزيز النقاش الصريح والمثمر حول الخطوات التي اتخذها مسؤولو FIFA ونظراؤهم القطريون من أجل تنظيم كأس العالم بشكل يصون حقوق الإنسان. وكما أوضح عدد من الخبراء والمنظمات الدولية، فقد عزّزت الأضواء المسلطة على قطر في سياق تنظيمها للبطولة من التغيير الإيجابي في هذا البلد، وهناك إجماع واسع حول ضرورة الحرص على أن يظل التقدم المُحرز قائماً بعد البطولة". وحرص FIFA خلال السنوات الأخيرة على العمل مع اتحاداته الأعضاء والمجتمع المدني في إطار الجهود المستمرة الرامية إلى تشجيع النقاش وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول حقوق الإنسان في الرياضة بما يتماشى مع سياسات حقوق الإنسان بـ FIFA والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان.