وعلَّق مستطرداً: "هذه هي المرة الأولى التي ننظم فيها دورياً يضم أفضل 12 فريقاً في البلاد، بالإضافة إلى دوري للدرجة الثانية، والذي يضم بدوره 12 فريقاً، ناهيك عن الدوريات التي ننظمها على المستوى الإقليمي، ما يعني أن كل هذه المنافسات تنطوي على فرص كثيرة للتنافس والتطور كما يعزز درجة الاهتمام بكرة القدم النسائية". وأضاف رئيس الاتحاد الزامبي للعبة: "لدينا 72 فريقاً في كل محافظة، وهناك عشر محافظات في البلاد، ما يعني أن لدينا 720 فريقاً في المجموع. وبفضل الدعم المالي الذي نتلقاه من FIFA، تمكنَّا من تزويد كل محافظة بما تحتاجه من قمصان وكرات، فضلاً عن توزيع منح في مختلف أرجاء البلاد ". وتابع أندرو كامانغا، مُعرباً عن اعتزازه بالمنتخب الزامبي للسيدات وتأثيره الكبير في إحراز هذا التقدم: "لقد زاد الاهتمام بشكل هائل بعد النجاحات التي تحققت في السنوات الخمس الماضية، ولدينا خطة عمل مُحكمة للتنقيب عن المواهب الشابة ودعمها وصقل مهاراتها، ذلك أن احتراف العديد من لاعباتنا في أوروبا أصبح يشكل مصدر إلهام للاعبات المحليات".

ولعل غريس تشاندا تُعد من أبرز النجمات الزامبيات المتألقات في ملاعب القارة العجوز، وهي التي قدَّمت موسماً رائعاً مع نادي مدريد فيمينينو خلال عامها الأول في إسبانيا، لكن من تم استبعادها من نهائيات كأس العالم للسيدات عشية مباراتها الافتتاحية ضد اليابان. وقالت صاحبة القميص رقم 10 في كتيبة كوبر كوينز (منتخب سيدات زامبيا): "لقد أصبحنا مصدر إلهام لكثير من الفتيات، فنحن نُدخل الفرحة إلى قلوبهن ونحفزهن على التدريب والعمل بجد لبلوغ ما يسعين إليه. عندما أعود إلى أرض الوطن، ترى الفتيات كيف أتمرَّن ويحاولن السير على خطاي". وتابعت لاعبة خط الوسط البالغة من العمر 26 عاماً:

"أصبحت لدينا دوريات كثيرة الآن، وهذا يعني أن مستوى التنافس قد ارتفع كذلك، إذ تواصل كرة القدم الزامبية نموها وتطورها بشكل مطَّرد". ومع ذلك، فإن تشاندا تعرف تماماً أن الطريق لا يزال شاقاً وطويلاً حتى تتمكن زامبيا من مقارعة إسبانيا على مستوى بالبنية التحتية. وقالت النجمة الأفريقية المحترفة في الليغا: "الملاعب ليست جيدة في زامبيا، حيث لا تتاح للمدربين المعدات اللازمة للعمل، ولذلك فإنه من الصعب جداً إخراج أفضل ما في جعبة اللاعبات من مواهب ومهارات، أما عندما نكون في معسكر المنتخب، فإننا نملك كل المعدات الضرورية، وهو ما يتيح لنا الفرصة للعمل بجد واجتهاد وتحسين الأداء".

ففي ظل هذه النقلة النوعية بفضل الجهود التنموية والنتائج الجيدة المحقَّقة على المستطيل الأخضر، تُواصل كرة القدم النسائية الزامبية تطورها بخطى ثابتة يحركها حماس أبناء وبنات شعب يعشق الساحرة المستديرة حتى النخاع، وهو ما يؤكده الرئيس كامانغا بالقول: "إذا سألت أي فرد من أفراد الشعب الزامبي، فسوف يخبرك أنه يشجع منتخب السيدات أكثر من فريق الرجال، لأن فريقنا النسائي أكثر نجاحاً. نحن جميعاً نقف خلف منتخبنا قلباً وقالباً، آملين أن نراه يحقق إنجازاً آخر بالتأهل للدور الثاني من بطولة كأس العالم".

وتابع: "لقد رفع المغرب سقف التحديات إلى مستوى أعلى بتأهله لنصف نهائي كأس العالم في قطر، ونأمل أن نرى منتخباً أفريقياً يصل إلى النهائي ويفوز أخيراً بكأس العالم، عاجلاً وليس آجلاً، سواء على صعيد الرجال أو السيدات".

ربما لا يزال من المبكر بعض الشيء تحقيق هذا الحلم في نسخة أستراليا ونيوزيلندا 2023، لكن من شأن هذه المشاركة في كأس العالم الأولى أن تمنح نجمات كوبرز كوينز فرصة سانحة لإظهار علو كعبهن على مرأى ومسمع العالم بأسره. وختمت تشاندا، التي تأمل في الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة مع منتخب بلادها في الحدث الكروي الأبرز على صعيد كرة قدم السيدات: "عندما ندخل غمار كأس العالم، سيعرفنا الجميع على حقيقتنا، وسيتذكر الجميع منتخب زامبيا، لأننا نعشق الرقص والغناء".