الأربعاء 01 يوليو 2020, 04:32

مورزايف يتطلّع لاستمرار تألق كرجيزستان

  • حقّقت جمهورية كرجيزستان نتائج جيدة في تصفيات كأس العالم حتى الآن

  • أبناء آسيا الوسطى يطاردون العملاق الياباني متصدر المجموعة

  • يسعى المهاجم ميرلان مورزايف لقيادة بلاده إلى قطر ٢٠٢٢

ظاهرياً، يبدو أن حجز بطاقة المشاركة في كأس العالم FIFA ليس من الأهداف التي تجرؤ دول مثل جمهورية كرجيزستان على الحلم بتحقيقها. ذلك أن أبناء آسيا الوسطى، الذين يحتلون المرتبة 96 في النسخة الحالية للتصنيف العالمي FIFA/Coca Cola، لم يسبق لهم أبداً حتى بلوغ الدور التأهيلي الأخير في التصفيات القارية.

لكن بالنظر إلى الأداء الجيد الذي يقدمه الفريق في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى قطر ٢٠٢٢، فإن الجمهورية السوفيتية السابقة لديها آمال حقيقية في تحقيق إنجاز تاريخي هذه المرة. فتحت قيادة أليكساندر كريستينين، أحرزت كتيبة الصقور البيضاء فوزين وتعادلاً في خمس مباريات، مما جعلها تنقض على المركز الثاني في المجموعة السادسة، خلف المتصدرة اليابان بفارق خمس نقاط، بينما تأتي خلفها طاجيكستان بفارق الأهداف.

ومع بقاء ثلاث مباريات ضد كل من ميانمار ومنغوليا واليابان، أصبح منتخب كرجيزستان يملك حظوظاً وفيرة للتقدم على الأقل إلى الدور الثالث للمرة الأولى في تاريخه، حيث يُعد من أكبر المرشحين للعبور كواحد من أفضل الفرق الخمسة المحتلة للمركز الثاني. وإذا سارت الأمور وفق ما هو مخطط له، فلا يمكن استبعاد حتى تحقيق التأهل الأول لكأس العالم.

وفي هذا الصدد، أكد قائد الهجوم ميرلان مورزايف أن "الفريق قدم كرة قدم جميلة في هذه التصفيات، حيث أخرجنا كل ما في جعبتنا خلال كل مباراة". وأضاف اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً في حديث خصّ به موقع FIFA.com: "كنا في مستوى الاختبارات التي واجهناها، حيث تحسّن أداؤنا مباراة تلو أخرى. صحيح أننا خسرنا مباريات مهمة ولكن لا تزال أمامنا فرص لبلوغ الدور التالي."

وتابع المهاجم المخضرم: "مشجعونا يدعموننا ويؤازروننا دائماً وسنحاول قصارى جهدنا ألا نخذلهم. وسنبذل كل ما في وسعنا لكسب أكبر عدد ممكن من النقاط في المباريات المتبقية. هدفنا دائمًا هو الوصول إلى كأس العالم. تمثيل منتخب جمهورية كرجيزستان في كأس العالم هو حلمنا الأسمى."

الظهور بقوة

أعلنت جمهورية كرجيزستان ظهورها بقوة على الساحة الآسيوية خلال تصفيات روسيا 2018. فبعدما كان حضورها خجولاً بشكل دائم في المراحل التأهيلية، تركت كتيبة الصقور البيضاء انطباعاً جيداً قبل أربع سنوات، حيث تمكّنت من تحقيق أربعة انتصارات وتعادلين لتحل ثالثة خلف أستراليا والأردن.

ورغم أن ذلك قضى على أحلام أبناء آسيا الوسطى في مواصلة التنافس على بطاقة العبور إلى عروس البطولات، إلا أن احتلال الفريق المركز الثالث في الدور الثاني من تلك التصفيات كان كافياً لضمان موطئ قدم في المرحلة التالية من المنافسات التأهيلية لبطولة كأس آسيا 2019، التي شهدت تألق مورزايف، صاحب هدف الفوز ضد كل من ماكاو والهند، مانحاً قيرغيزستان تذكرة المشاركة في النهائيات القارية للمرة الأولى على الإطلاق.

ويستحضر صاحب القميص رقم 10 ذكريات تلك الليلة التاريخية التي ضمنت فيها الصقور البيضاء التأهل إلى نهائيات الإمارات العربية المتحدة 2019: "لقد كانت بمثابة عيد وطني لأبناء شعبنا، حيث عشنا جميعاً فرحة غير مسبوقة، مشجعين ولاعبين. كنت سعيداً بتسجيل الهدفين، وأنا مدين بالشكر لزملائي على مساعدتي في بلوغ ذلك."

ثم تواصل تألق مورزايف وزملائه بتقديم عروض قوية في كأس آسيا، حيث تمكّنت كرجيزستان من بلوغ دور الـ16 الذي خسرت فيه بشق الأنفس أمام البلد المضيف بنتيجة 3-2 بعد الإحتكام إلى الوقت الإضافي، علماً أن مورزايف سجل الهدف الأول للصقور البيضاء في منتصف الشوط الأول، ليعيد الأمور إلى نصابها بعدما كان أصحاب الضيافة متقدمين في النتيجة.

وعلّق مورزايف على تلك المشاركة المشرفة قائلاً: "لقد كان إنجازاً هائلاً بالنسبة لنا أن نلعب في كأس آسيا خلال أول ظهور لمنتخب بلادنا في البطولة. لقد بذلنا الكثير من الجهد في التحضير لتلك النهائيات ولعبنا بشكل جيد كفريق. لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق، ولكن الأمر يتعلق بالكبرياء والشغف عندما تمثل بلدك في مسابقة عالية المستوى مثل هذه. أما بالنسبة للهدف الذي سجلته ضد الإمارات العربية المتحدة، فإنني ما زلت عاجزاً عن إيجاد الكلمات للتعبير عن مشاعري حيال تلك اللحظة. إنه هدف يمكنني التباهي به أمام أطفالي في يوم من الأيام."

كريستينين مصدر الإلهام

بعد المشوار المتألق في كأس آسيا، دخل الفريق غمار تصفيات قطر ٢٠٢٢ بحثًا عن إحراز مزيد من التقدم. ورغم خسارته 1-0 أمام الجارة طاجيكستان في المباراة الإفتتاحية، سرعان ما نفض غباره أمام ميانمار بفوز ساحق 7-0 قبل هزم منغوليا 2-1 في عقر دارها، حيث سجّل مورزايف مرة أخرى الهدف الذي منح الصقور البيضاء نقاط المباراة الثلاث.

ويعزو المهاجم المخضرم نجاحات الفريق إلى المدرب كرستينين، الذي تمكّن من تشكيل مجموعة منسجمة وقادرة على مقارعة الكبار منذ توليه دفة المنتخب عام 2014. وقال مورزايف عن المدير الفني الروسي البالغ من العمر 41 عاماً: "لقد فعل كل ما بوسعه لإحداث تغيير على الفريق وجعلنا منتخباً قوياً. تحت قيادته، تسود أجواء ودية داخل الفريق. أنا ممتن له على كل ما فعله من أجلنا."

وختم بالقول: "لدينا أفضل فريق وأفضل طاقم تدريبي. يُمكننا تحقيق الأهداف التي سطّرناها من خلال تضافر الجهود الجماعية. نحن نواجه منافسينا بروح عالية ولا نستسلم أبداً. عليك أن تثق في نقاط قوتك وفي قدرتك على الفوز مهما كان الخصم الذي تلعب ضده."