تترقّب عيون الفيتناميين مباراتهم الأولى أمام المنتخب السعودي في الرياض التي ستجرى يوم الخميس ضمن فعاليات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™. وستكون هذه المواجهة الثالثة التي يخوضها المنتخبان في التصفيات، لكنها ستكون أول مباراة للمنتخب الفيتنامي على الإطلاق في هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات.

في الواقع، لطالما كان ممثل جنوب آسيا غريماً سهلاً في التصفيات الآسيوية، حيث اعتاد الخروج مبكراً منها على مدى العقدين الماضيين. غير أن الأمور تغيّرت تحت قيادة المدرب الكوري بارك هانج سيو. فقد أظهر المنتخب الفيتنامي وجهاً آخر خلال هذه التصفيات تحت قيادته، وتمكّن من شق طريقه في الدور الثاني من التصفيات ضمن مجموعة ضمت كذلك منتخبات الإمارات وتايلاند وماليزيا وأندونيسيا. وبالنسبة للكابتن كي نجوك هاي، تكتسي المباراة الأولى أمام الغريم السعودي في الدور الثالث من التصفيات أهمية خاصة. وقد صرّح الكابتن الذي يبلغ 28 سنة من عمره لموقع FIFA.com "لقد مررنا بالعديد من الامتحانات الصعبة للوصول إلى هنا. إن هذا الإنجاز تاريخي بحق،" مضيفاً "يُمكنني القول أننا حققنا حلمنا ببلوغنا هذه المرحلة حيث يُمكننا مقارعة أقوى المنتخبات الآسيوية. إن مشجعينا فخورين بهذا الإنجاز ونحن نأمل أن نواصل تقديم أداء جيد في هذه المرحلة وأن نمنح السعادة لمساندينا." وأضاف "من الواضح أن المنتخب السعودي غريم قوي في هذه المجموعة،" مشيراَ إلى أن منتخب فيتنام خسر مرتين أمام المنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم كوريا/اليابان FIFA 2002 بنتيجتي 5-0 و4-0، قبل أن يتابع قائلاً: "سنلعب خارج أرضنا. ستكون بالتأكيد مباراة صعبة بالنسبة لنا. غير أننا جاهزون لها وسنبذل كل ما في وسعنا."

وقد كان لكي دور مركزي في مرحلة الدور الثاني من التصفيات حيث أدهش المنتخب الفيتنامي كل المتابعين بأدائه الذي ما فتئ يتحسن مباراة بعد أخرى. وبرع في موقعه ككابتن وكمدافع، وتمكّن من تسجيل هدفين، كان ثانيهما حاسماً. حيث كان منتخب فيتنام بحاجة إلى ثلاث نقاط للمرور في مباراتهم ما قبل الأخيرة أما ماليزيا، وكان التعادل سيد الموقف إلى أن تمكّن نجويان فان توان من الحصول على ركلة جزاء قبل ثماني دقائق فقط من نهاية المباراة. عندها تقدم كي إلى نقطة الجزاء وبكل هدوء سجل هدفاً أهدى النصر والتأهل لمنتخب بلاده. وقال "تحت تلك الظروف، يصبح الضغط لا محيد عنه ولا يُمكن تفاديه. لكنني كنت واثقاَ من قدراتي لأن مدربنا أعدنا ودربنا على ركلات الجزاء؛ عند تسديد هذه الركلة، لا بد عليك أولاَ أن تثق في نفسك وأن تكون مستعداً على الجانب النفسي. كنت سعيداَ للغاية حيث كان هدفاَ مهماَ بالنسبة لنا وساعدنا على بلوغ الهدف. كان فوزاَ لجميع مكونات الفريق وللمشجعين." سيرجيو راموس مصدر للإلهام كان كي، الذي يلعب كقلب دفاع، دائماً يتطلع للعديد من النجوم كمثال أعلى، خاصة سيرجيو راموس. وبخصوص نجم باريس سان جيرمان الجديد قال اللاعب الفيتنامي "إنه يلعب في نفس المركز الذي أشغله، وهو لاعب نموذجي من حيث حس الريادة والمستوي الفني الدفاعي والحركية في الملعب، بالإضافة إلى القراءة الجيدة للعب". وأضاف قائلاً "إنه يُجيد أيضاَ الضربات الرأسية؛ كل هذا يجعله مصدر إلهام كبير بالنسبة لي."

شكّل وصول منتخب فيتنام إلى الدور الثالث خطوة كبيرة، وهو الذي وضعته القرعة أيضاً إلى جانب اليابان وأستراليا والصين وسلطنة عمان. و في هذا السياق، قال كي "حتى قبل سحب القرعة، كنّا نعلم أن في هذه المرحلة، كل منافس سيكون قوياً وصعب المراس. ليس لدينا أي خيار سوى المحاولة بكل جدية من أجل كسب الرهان. علينا أن نرفع من مستوانا إذا كنا نريد تحقيق نجاحات أكبر." وأردف قائلاَ "يعتبر كأس العالم أكبر حدث كروي على الإطلاق حيث يحلم كل لاعب بالتواجد فيه ولو مرة واحدة في حياته. يتطلع جميع لاعبينا وكل مشجعي فيتنام إلى اليوم الذي سيروا فيه منتخبنا يتأهل إلى العرس الكروي العالمي. سيكون ذلك حتماَ حلماً يتحقّق بالنسبة لنا جميعاَ."