نتائج متفاوتة حققها ممثلو آسيا في كأس العالم روسيا FIFA 2018 مع بلوغ السباق إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ منعطفاً حاسماً في المرحلة الثالثة من تصفيات القارة الأكبر في العالَم. فقد حققّت كل من إيران وأستراليا والسعودية انطلاقة قوية بحصد كل منهما انتصارين من مباراتين. أما كوريا الجنوبية واليابان، فقد تمكنتا من تجاوز أداء مخيب في باكورة المواجهات وتحقيق الفوز في اللقاء الثاني. المفاجأة الأكبر في هذه الجولة من المباريات تمثّلت بالمنتخب العُماني الذي أوقع هزيمة باليابان بهدف دون رد في أول مواجهاته، بينما حافظت الإمارات على سجّل خالٍ من الهزائم عبر تعادلين. أما منتخبا لبنان وسوريا فقد حصد كل منهما نقطة يتيمة من تعادل واحد، بينما اختفت النقاط من غلة الصين وفيتنام. انضموا إلى موقع FIFA.com في استعراض للإثارة الكروية التي شهدتها آسيا على مدى الأيام القليلة الماضية.

المباراة الأبرز العراق 0-3 إيران استاد خليفة الدولي، الدوحة أثبتت الأيام أنه في كل مرة يتواجه هذا الجاران، بخصومتها الكروية القديمة، تكون الموقعة ندية ونارية. لكن يبدو أن المواجهة الأحدث كانت استثناءاً لهذه القاعدة بالنسبة للعراق الذي استضاف المنتخب الإيراني على أرض محايدة في الدوحة وتلقى هزيمة ثقيلة. قطع تيم مللي خطوة كبيرة في سبيل التأهل إلى قطر ٢٠٢٢ بفضل فوز عريض بثلاثية نظيفة في المواجهة الثالثة بين هذين الفريقين في هذه التصفيات. افتتح لاعب خط وسط نادي فيينورد علي رضا جهانبخش سجلّ التهديف لإيران في الدقيقة الثالثة من عمر المباراة، قبل أن يسجل رأس حربة نادي بورتو مهدي طارمي ثاني أهداف الضيوف من مسافة قريبة من المرمى وذلك في الشوط الثاني. واختتم علي جولزاده، المحترِف في بلجيكا، سجل الأهداف الإيرانية في الدقيقة الأخيرة من اللقاء ليؤكد الفوز المستحقّ.

أبرز اللحظات هيمنة أسترالية حافظت أستراليا على زخمها الفوز وسجلها المثالي في تصفيات قطر ٢٠٢٢ في إطار مساعيها لبلوغ كأس العالم FIFA للمرة الخامسة على التوالي. وقد افتتحت كتيبة المدرب جراهام آرنولد منافسات هذه المرحلة بفوز كبير بثلاثية نظيفة على الصين. أما في اللقاء الثاني، ورغم شحّ الفرص التي سنحت أمام السوكيروز في مواجهة فيتنام المستضيفة، إلا أن رايان جرانت تمكّن من اقتناص الهدف اليتيم في اللقاء، ليكون ذلك باكورة أهدافه مع المنتخب الوطني وإهداء الفوز لفريق بلاده.

أول هدف لفيتنام كانت فيتنام على موعد مع هزيمتين على التوالي في أول بلوغ لها لمنافسات المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالَم. ورغم الخسارتين، إلا أن كتيبة المدرب بارك هانج سيو قدّمت أداءً تُرفع له القبعات. فقد افتتح الفريق الفيتنامي الضيف سجل التهديف في اللقاء أمام السعودية عندما اقتنص نجوين كوانج هاي أول هدف لفريق بلاده في هذه المرحلة، وذلك في الدقيقة الثالثة فقط ليكون أسرع أهداف هذه الجولة من المباريات. ثم نجح الفريق في تشكيل خصم عنيد أمام الأستراليين الضيوف في هانوي. نصر تاريخي لعُمان سجّل عصام الصبحي الهدف الوحيد قبل دقيقتين فقط من نهاية عمر المباراة الأولى. وبذلك تكون كتيبة المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش قد اقتنصت أول فوز على الإطلاق لعُمان أمام اليابان المستضيفة في تصفيات كأس العالم FIFA. وكانت الإحصائيات التي سبق اللقاء تشير إلى أن الفريقين التقيا ثماني مرات في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA على مدى السنوات الستة عشر الماضية، تعرّضت عُمان فيها للهزيمة ست مرات وتعادلت في اثنتين.

ضربة حاسمة مع اكتمال الساعة أنقد كوون تشانج جون الموقف لصالح كوريا الجنوبية، مسجلاً هدفاً من زاوية قاتلة مع اكتمال ساعة من عمر اللقاء ليحصد نصراً صعباً من مواجهة لبنان، بعد أن وقع عمالقة القارة في فخ التعادل السلبي أمام جمهورهم في اللقاء الأول الذي جمعهم بالعراق. وقد كانت تسديدة كوون تشانج جون بمثابة تكرار لأخرى مشابهة بقدم نفس اللاعب وأمام نفس الخصم في الطريق إلى روسيا 2018 عندما اختتم سجل التهديف في الفوز 3-0 بهزّ الشباك مع مرور ساعة على انطلاق اللقاء. انتفاضة يابانية وضعت اليابان الهزيمة المفاجئة على يد عُمان بهدف دون رد في باكورة لقاءات هذه المرحلة خلف ظهرها، لتقتنص فوزاً مستحقاً بهدف يتيم من الصين. سجّل يويا أوساكو الهدف الحاسم قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول للقاء الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة. وقبل خمس سنوات من الآن، تمكّن محاربو الساموراي من تجاوز بداية باهتة في هذه المرحلة (حيث كانوا عندها قد تعرّضوا للهزيمة في مباراتهم الأولى أمام الإمارات 2-1) قبل أن يشدّوا العزم في ثماني مواجهات متتالية لم يتجرّعوا فيها مرارة الهزيمة ليضمنوا التأهل إلى روسيا 2018 بغض النظر عن نتيجة مباراتهم الأخيرة.

أفضل هدّاف عزّز رأس حربة المنتخب الإماراتي علي مبخوت مكانته على صدارة قائمة أفضل هدافي التصفيات في العالم عندما سجّل لبلاده هدفها الوحيد في التعادل أمام سوريا. وبذلك يصبح في جعبة هذا المهاجم المتألق 12 هدفاً في تصفيات قطر ٢٠٢٢، أما أقرب منافسيه في التصفيات الآسيوية فهما الثنائي الياباني تاكومي مينامينو ويويا أوساكو. تألق تهديفي لجهانبخش أثبت علي رضا جهانبخش علوّ كعبه في مباراتي فريقه في هذه المرحلة وساعد فريقه على حصد انتصارين والتربّع على صدارة المجموعة الأولى. وقد أنقذ نجم المنتخب الإيراني الموقف في اللقاء أمام سوريا واقتنص الهدف اليتيم في اللقاء الأول الذي جمع فريقه بالمنتخب السوري، ومن ثم هزّ الشباك مجدداً في الفوز بثلاثية نظيفة على العراق.

هل تعلم؟ حافظت إيران على سجلّها المثالي تحت إمرة المدرب دراغان سكوسيتش. ويأتي الفوز على العراق ليمدّد سجل فوز الفريق بإشراف هذا المدرب الكرواتي المخضرم إلى تسعة. يُذكر أن سكوسيتش - الذي استلم زمام التدريب من سلفه مارك فيلموتس قبل حوالي عام ونصف - أدار دفة الفريق خلال تعافيه من الإصابة بـCovid-19. كذلك، يضطلّع المنتخب الأسترالي بسجل انتصارات مشرّف، فقد أصبح أول دولة تحقق الفوز في عشر مباريات متتالية في حملة واحدة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم FIFA.