الجمعة 07 أغسطس 2020, 01:40

تطلّعات عالية لنجم فيتنام دوان فان هاو

  • عاد دوان فان هاو مؤخرًا إلى بلده بعدما أمضى سنة واحدة في هولندا

  • يُعد هذا المدافع المتألق من جيل الشباب الذهبي في كرة القدم الفيتنامية

  • كتيبة التنين الذهبي في طريقها إلى بلوغ الأدوار الحاسمة من تصفيات كأس العالم

اختير ثلاث مرات أفضل لاعب شاب في فيتنام وتُوج ببطولة اتحاد جنوب شرق آسيا عام 2018 ومعها الميدالية الفضية لبطولة كأس آسيا تحت 23 سنة في العام نفسه، ناهيك عن مشاركته في كأس العالم تحت 20 سنة 2017 FIFA وبلوغ ربع نهائي كأس آسيا 2019. إنه ملخّص موجز لما حققه المدافع الفيتنامي دوان فان هاو من إنجازات في عالم كرة القدم وهو الذي لا يتجاوز من العمر 21 ربيعاً، علماً أنه يُعد من النجوم الواعدة على الصعيد القاري.

عاد الشاب الموهوب إلى وطنه يوم الأحد، بعد انتهاء تجربته مع نادي هيرينفين الهولندي، الذي قضى معه موسماً واحداً. وتمامًا كما كان الحال عند انتقاله إلى أوروبا على سبيل الإعارة في سبتمبر/أيلول الماضي، قوبلت عودته باهتمام إعلامي كبير في فيتنام وخارجها.

ومع ذلك، بدا الهدوء واضحاً على هاو وهو يتحدث إلى موقع FIFA.com مستحضراً موسمه الرائع في هولندا، حيث قال المدافع الشاب، الذي يخضع حاليًا للحجر الصحي بسبب جائحة COVID19 "كان مقامي وعملي في هيرينفين جيدًا. لقد تحقّق حلمي بنيل فرصة الإنضمام إلى ناد أوروبي مثل هيرينفين. ذلك أن التدريب واللعب مع هؤلاء اللاعبين الجيدين ساعدني كثيراً على التحسن."

نجم قادم بقوة

وُلد هاو في ريف هونج ها بمقاطعة تاي بينه، وبدأ ممارسة كرة القدم عندما كان في الثامنة من عمره. وبما أن عائلته لم تكن قادرة على شراء كرة حقيقية، كان عليه اللعب بفاكهة بوميلو، وهي من الحمضيات التي تنمو في جنوب شرق آسيا. خلال تلك الفترة وضع هاو الصغير نصب عينيه هدفاً واضح المعالم: ألا وهو تحسين المستوى المعيشي لأسرته من خلال مزاولة كرة القدم.

وقال ابن الحادية والعشرين في هذا الصدد "أحب كرة القدم، ومنذ طفولتي كان يراودني حلم بأن أصبح لاعباً محترفاً. بما أن كانت عائلتي فقيرة جدًا، سعيت دائماً إلى الإرتقاء بمستوانا المعيشي من خلال احتراف كرة القدم."

بفضل طموحه الكبير وشغفه الدؤوب باللعبة، لم يكن هاو بحاجة إلى مزيد من الحوافز لمواصلة تطوير أدائه. فقد انضم إلى الفئات العمرية في هانوي عام 2010 وارتقى إلى الفريق الأول في 2017.

ثم شهد العامان التاليان تألق هاو على الساحة المحلية، حيث فاز مرتين بلقب الدوري مع نادي هانوي، بالإضافة إلى كأس السوبر الفيتنامي. وعلى المستوى الدولي، كان المدافع الصنديد جزءًا لا يتجزّأ من الفريق الذي تأهل لنهائيات كأس العالم تحت 20 سنة كوريا الجنوبية 2017 FIFA، حيث أصبحت فيتنام أول دولة من جنوب شرق آسيا تُحرز نقطة في بطولة دولية من بطولات FIFA للشباب.

كانت تلك مشاركة فيتنام الأولى في بطولة منظمة تحت لواء FIFA، حيث شكّل اللعب في تلك النهائيات العالمية حافزاً دفع هاو إلى التطلع لتحقيق نجاحات أكبر ويستحضر تلك التجربة بالقول "لقد كنت متحمسًا للغاية حيال إمكانية اللعب في مثل تلك البطولة الرائعة. كان أداؤنا ضعيفًا ولم نتمكن من تحقيق أي فوز، لكن انطلاقاً من تلك التجربة بدأنا نحلم بتحقيق إنجاز أكبر – ألا وهو التأهل إلى كأس العالم."

عين على قطر ٢٠٢٢

استُدعي هاو إلى فريقه الوطني عند تعيين الكوري الجنوبي بارك هانج سيو مدرباً لفيتنام عام 2017. وقد حقق هاو تقدمًا سريعًا لينال موطئ قدم بشكل منتظم في صفوف منتخب الكبار، حيث تألق في مهامه الدفاعية مساهماً في حفاظ فيتنام على سجلٍ خالٍ من الهزيمة في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى قطر ٢٠٢٢.

فبرصيد ثلاثة انتصارات وتعادلين، فاجأت كتيبة التنين الذهبي كل المراقبين برتبعها على صدارة مجموعة صعبة تضم أيضًا تايلاند وماليزيا وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة. وعلى بعد ثلاث مباريات من خط النهاية، فإن أبناء جنوب شرق آسيا يوجدون في وضع جيد ينعش آمالهم في بلوغ الأدوار التأهيلية الحاسمة للمرة الأولى.

وقال هاو في هذا الصدد: "صحيح أننا نتصدر هذه المجموعة ولدينا بعض الأفضلية نوعاً ما. ومع ذلك، لا يمكن اعتبار أن الأمور قد حُسمت. يُمكن أن يحدث أي شيء في كرة القدم."

تتقدّم فيتنام بنقطتين على ماليزيا صاحبة المركز الثاني، وهي الآن تمتلك فرصة سانحة لتعزيز صدارتها في حال الفوز على جارتها عند استئناف التصفيات في أكتوبر/تشرين الأول، قبل استضافة إندونيسيا المتعثّرة، ومن ثم مواجهة الإمارات في الجولة الختامية.

وأكد هاو أن "هذه المباريات الثلاث مهمة بالنسبة لنا. علينا أن نبذل قصارى جهدنا لكسب أكبر عدد من النقاط وضمان مقعدنا في الدور المقبل. أعتقد أننا قادرون على تحقيق ذلك."

ثم ختم بالقول "لست أنا وحدي، بل كل زملائي يمنون النفس بالتأهل لكأس العالم. سأبذل قصارى جهدي لمساعدة فريقي وأعتقد أنه يُمكننا تحقيق المزيد من المفاجآت. على المرء أن يفعل ما يستطيع ويؤمن بقدراته وإمكانياته. لا شيء مستحيل."