الخميس 20 يناير 2022, 03:00

بيريرا وتيتي يؤكدان على أهمية تعليم المدربين

  • تنفيذ برنامج FIFA لتطوير تعليم المدربين بالتعاون مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في منطقة تيريسوبوليس

  • كانت مشاركة كارلوس بيريرا من أبرز فعاليات البرنامج الذي شارك فيه 21 مدرباً من كافة أنحاء البرازيل

  • تتماشى هذه النسخة التجريبية من البرنامج مع رؤية FIFA 2020-2023

في إطار برنامج تطوير تعليم المدربين، عقد FIFA والاتحاد البرازيلي لكرة القدم دورة تدريبية في تيريسوبوليس في ريو دي جانيرو من 8 حتى 12 يناير 2022. وقد استضافت الدورة التدريبية مدرب كرة القدم العالمي كارلوس البرتو بيريرا كضيف شرف. وتعليقاً على مشاركته قال كارلوس: "عندما كنا في السابق نقارن بين كرة القدم الأوروبية والبرازيلية، داخل الملعب وخارجه، كان افتقار مدربينا لتدريبات معينة من أبرز الفروقات بينهما. وهذا أدى في نهاية المطاف إلى تأسيس أكاديمية الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وإطلاق برامج تعليمية كهذا البرنامج". وأضاف بيريرا، الذي قاد منتخب البرازيل للتتويج بكأس العالم الولايات المتحدة 1994 ووصل للدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم المانيا 2006: "ما يزال مستوانا اليوم على حاله، وما زالت كرة القدم الأوروبية تسبقنا بأشواط لأنهم بدأوا قبلنا بوقت طويل، ونحن ما نزال في البداية. من المهم جداً أن يكون المدربين لدينا على أفضل استعداد. وأنا واثق تمام الثقة بأن مستواهم سيتحسن من الناحية الفنية والتكتيكية والجسدية والتخطيطية بفضل تعاون FIFA والاتحاد البرازيلي لكرة القدم".

انعقدت الدورة التدريبية في مقر أكاديمية الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في مجمع جرانجا كوماري، وهو نفس المجمع الذي تتدرب فيه المنتخبات الوطنية للبلاد قبل مشاركتها في البطولات الرئيسية. تكونت الدورة التدريبية من 24 وحدة تعليمية شملت جلسات في التعليم النظري والعملي والانعكاسي، وكانت نتيجة لتعاون امتد على مدار 6 أشهر بين FIFA والاتحاد البرازيلي لكرة القدم. ورغم عدم تمكنه من حضور الدورة التدريبية، عبر تيتي، المدرب الحالي لمنتخب البرازيل، عن رأيه بالدورة التعليمية قائلاً: "إن أي مبادرة توفر معلومات تساهم بتقديم المعرفة ستؤدي دائماً إلى رفع مستوى الجودة. لقد أصبحت مبادرة FIFA لتوفير هذا المؤهل التعليمي لكل من المعلمين والمدربين من حاملي "الرخصة ج" عنصراً أساسياً لتطوير وتحسين مستوى الجميع. كلما زاد تقبلنا لهذا التكامل بين المعرفة النظرية والعملية، كلما أصبحنا أقرب إلى التميز". ومن جانبه، أوضح ماوريسيو ماركيز، المنسق الفني لدورات ترخيص التدريب في الاتحاد البرازيلي وخبير التدريب في FIFA وأحد المدربين في هذه الدورة، آلية عمل هذا التعاون قائلاً: "يقدم FIFA منهجية محددة، ومساراً واضحاً لاتباعه خطوة بخطوة، وتستهدف كل خطوة من هذه الخطوات توفير الأدوات اللازمة لموجهي المدربين لتمكينهم من تقديم أفضل أداء ممكن". وأضاف: "يشارك الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في هذا المشروع التجريبي للمساعدة في ضبط البرنامج وجعله أكثر كفاءة مع احترام خصوصيات كل اتحاد عضو. وتستهدف مشاركة الاتحاد تحسين البرنامج ليتمكن الاتحاد العضو الذي سيشارك لاحقاً في البرنامج من الاستفادة منه".

نهج مبتكر لرؤية جديدة

تحدث برانيمير إويفيتش، مدير تطوير كفاءات المدراء الفنيين واللاعبين في FIFA، بالتفصيل أكثر عن هذا البرنامج الذي يتماشى مع رؤية FIFA 2020-2023 وقال: "لكي تصبح رياضة كرة القدم رياضة عالمية بالفعل، نرغب في مساعدة الاتحادات الأعضاء على تطوير مهارات مدربي المدربين لديها عبر تقديم مسار تدريبي، وهو مفهوم بدأنا العمل عليه منذ عامين".

Image of the FIFA-CBF Coach Educators’ Development Programme

وعن مضمون البرنامج، قال إويفيتش: "البرنامج عبارة عن نهج تعليمي مختلط وشامل للغاية وضعه مجموعة من خبراء التدريب في FIFA من مختلف أنحاء العالم وكافة الاتحادات الرياضية. كخطوة أولى، يستطيع كافة المشاركين الوصول إلى المحتوى من خلال منصة للتعلم الإلكتروني خصصها لهم الـFIFA".

وأضاف: "وبعد ذلك تبدأ الدورة التعليمية الإلكترونية، وفيها يتم مناقشة المحتوى النظري. كلتا الخطوتين السابقتين من الشروط الإلزامية للمشاركة في الدورات التعليمية المباشرة، كالدورة التي تم تطويرها هنا في البرازيل. وتعد الدورة التعليمية المباشرة الجزء الأهم، لأنها تمثل النقلة من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي. وتكمن الخطوة الأخيرة في عملية التوجيه الشخصي، وهو ما سيتم تنفيذه لاحقاً".

التدريب على كرة القدم وغيرها

وأكد إويفيتش على أن برنامج الـ FIFA هذا يستهدف الشريحة الموجودة في قاعدة هرم تدريب المدربين، ممن يعملون في الغالب مع أطفال من كلا الجنسين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و12 عاماً. كما سلط ماركيز الضوء على التأثير المضاعف الذي يمكن أن يحدثه تحقيق هذا الهدف في بلد كبير كالبرازيل قائلاً: "شارك في هذه الدورة التدريبية 21 مدرباً من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حائزين على "الرخصة ج" وجميعهم مؤهلين وأكفاء. إذا قام كل من مدربي المدربين هؤلاء بإجراء 10 دورات تعليمية، وحضر كل دورة حوالي 40 مدرباً، فإننا نتحدث عن تدريب أكثر من 8000 شخص. وإذا علّم هؤلاء المتدربين 50 شاباً، فسنقدم تدريباً عالي الجودة لآلاف الأطفال".

Image of the FIFA-CBF Coach Educators’ Development Programme

“وأضاف المنسق الفني في الاتحاد البرازيلي: "نحن هنا نزرع بذور حصاد سنجنيه في الغد، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه التعليم. ولن تقتصر مكاسبنا في المستقبل على وجود المواهب وعلى هؤلاء الأطفال الذين سيصبحون محترفين مهرة، بل ستمتد المكاسب لتشمل ما هو أهم من ذلك وهو تطوير القدرات الاجتماعية والتعليمية لدى الأطفال الذين لن يصبحوا كذلك. سيكون لهذه الدورة أثر إيجابي سينعكس على المجتمع البرازيلي بأكمله".

آراء المشاركين

لقد شكل حضور بيريرا في هذه الدورة التدريبية لمشاركة خبراته والإجابة على أسئلة المشاركين إضافة قيمة لها، وهي التي تميزت أيضاً بمشاركة "طالب" مميز للغاية في كرة القدم البرازيلية هو أوزفالدو توريس. توريس، البالغ من العمر الآن 62 عاماً، هو مؤسس أكاديمية الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عام 2009 والمنسق الأكاديمي فيها الآن. تعليقاً على هذه الدورة التعليمية، قال توريس الذي قدم عرضاً حول كرة الصالات باعتبارها أداة للتطوير، وهي رياضة شائعة للغاية في ثقافة كرة القدم البرازيلية: "لقد طلبت أن أشارك في الدورة لأنني أرغب في أن أتعرف أكثر على طريقة تطور المشاركين على الصعيد الشخصي، كما أردت أن أشاهد مدربي المدربين خلال عملهم وأن أتعرف على سلوكياتهم وملاحظاتهم، إضافة إلى السعي الدائم للتميز في التعليم والتدريب".

Image of the FIFA-CBF Coach Educators’ Development Programme

وشاركت في هذه الدورة التدريبية سيدتين اثنتين، إحداهما آنا لورينا، 32 عاماً، وهي تحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الرياضية وتشغل حالياً منصب منسق برنامج FIFA لتطوير كرة القدم للسيدات مع اتحاد ساو باولو لكرة القدم. وتعليقاً على مشاركتها قالت: "لقد ساعدتني الدورة التعليمية على التفكير ملياً في تصرفاتي وحياتي اليومية بصفتي معلمة ومدربة/ موجهة للأشخاص الذين يعملون معي. لقد تعلمت طريقة مشاركة ما أملكه من معرفة معهم بأكثر من طريقة. لقد كانت تجربة مفيدة للغاية". كارلوس ثينغو، 41 عاماً، مدرب يحمل "الرخصة ج"، ولكن بصفته مدرباً في أكاديمية الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، يمكنه تقديم دورات للمدربين مهما اختلفت تراخيص التدريب التي يمتلكونها، بما في ذلك رخصة تدريب Pro. وتعليقاً على مشاركته، قال كارلوس: "لقد تمكنت بفضل الدورة التدريبية من التفكر وتطبيق ما تعلمته على عملي الخاص بصفتي مدرباً للمدربين والمعلمين. وهذا الأمر لا يقتصر على هذا الأسبوع ومع الجميع هنا فقط، بل بدأت بذلك منذ أن بدأنا تدريبنا من خلال التعلم عن بعد. لقد أصبحت هذه الأمور جزءً من وظيفتي الآن، لقد كانت تجربة تحولية".

جعل كرة القدم عالمية بحق

يقول برانيمير إويفيتش إن هذا البرنامج من FIFA يتضمن حالياً تعاوناً من خمس اتحادات أعضاء من أربع اتحادات قارية مختلفة، ويضيف: "كنا في الولايات المتحدة الأمريكية وها نحن الآن في البرازيل. وتشمل برامجنا القادمة السنغال والمملكة العربية السعودية وأستراليا. ثلاث دول مختلفة بلغات وثقافات مختلفة، ولكنها جميعا بحاجة لدورات تدريبية مباشرة. نرغب في أن نختبر المسار الذي وضعناه عملياً".

Image of the FIFA-CBF Coach Educators’ Development Programme

وقد وصف جون بيكوك، مدرب FIFA في الدورة التدريبية التي انعقدت في تيريسوبوليس الدورة بأنها: "مبادرة مذهلة" من قبل FIFA. وقال: "كان الوضع في الماضي يقتصر على دورات تعليمية محددة، أما الآن، فهناك نهج محدد بالإضافة إلى وضوح طبيعة العمل عبر الإنترنت، وعمل الوحدات التعليمية، والتعلم الإلكتروني والاتصال الشخصي بالمدربين، مع وجود نظرة مستقبلية حول تقديم المشورة أو توجيه المزيد من المدربين في المستقبل". وأضاف بيكوك: "أعتقد أن مسؤولية FIFA تكمن في تطوير لعبة كرة القدم بالكامل وفي جميع أنحاء العالم. ولا يوجد هدف أسمى من تدريب المدربين وتقديم أعمال التعليم والتثقيف لكافة الاتحادات الأعضاء في جميع الاتحادات القارية. يختلف كل مكان عن الآخر، لذلك من الضروري أن يكون التدريب مرناً وقابلاً للتكيف. يتمثل الهدف النهائي برفع مستوى التعليم للحصول على لاعبين ومدربين أفضل في المستقبل".

Image of the FIFA-CBF Coach Educators’ Development Programme