في فويلتا دي خوركو، وهي منطقة ريفية في مقاطعة أسيري تقع على بعد ما يزيد قليلاً عن ٢٠ كيلومتراً جنوب غرب سان خوسيه، عاصمة كوستاريكا، سيشهد مسار العديد من عشاق كرة القدم منعطفاً جديداً.

انسجاماً مع اللوائح الأخيرة التي وضعتها لجنة التراخيص التابعة لاتحاد كوستاريكا لكرة القدم، أنجز نادي إف سي أسيري مشروعاً طموحاً يهمّ تجديداً شاملاً لغرف تبديل الملابس ومجمعه الرياضي.

وقد تم تنفيذ المشروع، الذي يسعى إلى تعزيز التنمية والتنافسية الكروية للشباب من الذكور والإناث في هذه المنطقة من كوستاريكا، بالشراكة مع برنامج FIFA Forward، وشركة إمدادات الكهرباء بالمنطقة، وبلدية أسيري، واللجنة الإقليمية للرياضة.

وفي هذا الصدد، أكد فريدي أرتورو كيروس كامبوس، المسؤول عن المشاريع في اتحاد كوستاريكا لكرة القدم، أن "هذا المشروع يحسّن ظروف لعب كرة القدم في منطقة ريفية، خارج المنطقة الحضرية الكبرى لكوستاريكا، ولا يستفيد منه فريق محترف من الدرجة الثانية فحسب، بل الساكنة قاطبة؛ المكونة من أطفال وشباب ومشجعين وممارسين لهذه الرياضة".

كما سلط الضوء على الدور الذي اضطلعت به مختلف الجهات الفاعلة في تنفيذ المشروع. "إن دعم مهنيي مكتب FIFA  الإقليمي في بنما يعد أمراً حيوياً لإنجاح تطوير البنية التحتية. فبالإضافة إلى المساهمة الاقتصادية، يقدمون المشورة وتتبعون تدبير المشروع، سواء في مجال التصميم والبناء أو تدبير الأشغال. إن هذه المبادرات تجسد تظافر الجهود بين FIFA واتحاد كوستاريكا لكرة القدم والأندية والمؤسسات العامة لتعزيز تطوير كرة القدم والمجتمع بشكل عام".

وبفضل هذا المشروع، تم تحقيق سلسلة من التحسينات المثيرة للإعجاب في المجمع الرياضي لنادي إف سي أسيري، الذي يلعب حاليًا في دوري الدرجة الثانية في كوستاريكا، في ملعب يتسع لحوالي ٣٠٠ شخص.

قال كارلوس سولانو، رئيس نادي أسيري: "بفضل دعم FIFA وبرنامجه Forward، أضحى لدينا في منطقة ريفية في كوستاريكا مرافق لم نكن نحلم بامتلاكها لولا دعم برنامج FIFA Forward. نحن سعداء للغاية وممتنون ومتحمسون لأنهم أقحموا نادينا ضمن مشاريع البنية التحتية، وأسعدوا هذا المجتمع من خلال المساعدة في تنميتها الاجتماعية والاقتصادية".

وقد تم إعادة تصميم قسم غرفة تبديل الملابس لتوفير مساحات كافية وعملية للفريق المضيف والضيف والحكام.

وتبلغ مساحة غرفة تبديل ملابس الفريق المضيف الآن ٤٠ مترًا مربعا مع فضاء خاص وخزانة لكل لاعب، وأربعة فضاءات للاستحمام، ومرحاضين، ومغسلتين. وسيحصل الفرق الضيف، على مساحة تمتد إلى ٣٥ مترًا مربعًا على الخدمات ذاتها التي يتمتع بها الفريق المحلي. وبالنسبة للحكام، تخصص لهم مساحة ١٥ متراً مربعاً مع غرفة لتبديل الملابس وفضاءين للاستحمام ومرحاض ومغسلة. كما يشمل الفضاء مساحة للتخزين تبلغ ١٥ متراً مربعاً.

وعلاوة إلى ذلك، تم إصلاح المدرجات الحالية وتوسيعها. حيث أصبح يتوفر على سقف هيكل معدني مغطى بصفائح مطلية يوفر الحماية ضد الطقس العاصف.

وأخيراً، تم تركيب شبكة على الهيكل المعدني الذي يحيط بالملعب، مما يوفر الأمن ورسم حدود الملعب إلى جانب بوابة تسهل الوصول إلى ملعب كرة السلة المجاور، حيث تم توفير مكان لتوقيف السيارات يتسع لـ 30 مركبة، مع مكانين مخصصين للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما أن التركيز على الاستدامة واضح في هذا المشروع. فقد تم استخدام مصابيح من نوع (LED) لتقليل استهلاك الطاقة، وتم تركيب أدوات صحية منخفضة الاستهلاك وأنظمة لتجميع مياه الأمطار لاستخدامها لاحقاً في ري عشب الملعب.

من جانبه، أكد ديريك كانافاجيو، مدير التطوير في مكتب FIFA الإقليمي في بنما: "إن تأثير مثل هذه المشاريع ليس فقط على ناد رياضي، بل على مجتمع بأكمله. إنه أمر مذهل. فقد استفادت الساكنة بأكملها من التأثير الذي أحدثه هذا المشروع. الفريق، على غرار مشجعيه، لديه الآن مجمع رياضي يمكن أن يعتبره قلعة خاصة به. إنه لأمر رائع حقًا أن نرى كيف أسهم المشروع في ازدهار المجتمع. من بائعي المواد الغذائية إلى أكشاك أسواق الحرفيين، جلبت البنية التحتية الجديدة المزيد من النشاط إلى البلدة، وأهدت مقراً دائماً لنادي أسيري إف سي".

إن إنجاز هذا المشروع لا يمثل تحسنًا في المرافق الرياضية فحسب، بل يؤسس أيضاً إرثاً مستداماً في كرة القدم للشباب في كوستاريكا ، من خلال توفير مساحة كافية لتطوير نجوم المستقبل في كرة القدم للسيدات والرجال في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى.

وختم كارلوس سولانو حديثه بالقول: "إن هذا المشروع سيحفز الأطفال والشباب ويلهمهم ليحلموا بأن يكونوا جزءً من فريق محترف، ويمثلوا مجتمعهم ومقاطعة أسيري، بل وحتى تمثيل كوستاريكا بقميص المنتخب الوطني. مبادرات مثل هذه تمنح الفرصة لكل هؤلاء الأطفال والشباب للمساهمة في تحقيق هذا النوع من الأحلام".