الخميس 29 ديسمبر 2022, 20:45

بيليه، لا يموت وسيبقى معنا إلى الأبد

إلى جميع من يحب اللعبة الجميلة، إنه اليوم الذي لم يكن نريد أن يأتي أبداً. اليوم الذي نفقد فيه بيليه. ”الملك“ كان فريداً في العديد من الأمور. كان اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات، وكان يملك مهارة وخيالاً لا نظير له. لقد قام بيليه بأمور لم يحلم أي لاعب آخر بأن يقوم بها حتى، مثل المراوغة الشهيرة في نصف نهائي كأس العالم لسنة 1970 والتي أصبحت معروفة باسم ”مراوغة بيليه“، أو الهدف الذي سجله وهو ابن 17 عاماً في نهائي كأس العالم 1958 حيث رمى بالكرة ليتجاوز بها مدافعاً قبل أن يسكنها في الشباك من رمية هوائية. إن احتفال الجوهرة السمراء بأهدافه وهو يقفز في الهواء أصبح واحدة من أشهر الصور التي ارتبطت برياضتنا وحفرت في ذاكرتها. بل إننا لم نرى سوى نزر خفيف مما كان قادراً على القيام به بسبب أنه عاش في حقبة كان النقل التلفزي لكرة القدم ما يزال يخطو خطواته الأولى. وأهم ما يمكن مشاهدته هو ”الملك“ وهو يعتلي عرشه بابتسامة عريضة تعلو محياه. لقد كانت كرة القدم كرة عنيفة في تلك الأيام، وهو ما عانى منه بيليه في بعض الأحيان. لكن، وعلى الرغم من أنه كان يتقن الدفاع عن نفسه إلا أنه كان يتحلى بأخلاق رياضية من الطراز الرفيع، خاصة باحترام أصيل لخصومه.

لقد حظيت بشرف لقائه غير ما مرة. وفي سنة 2016 كنت إلى جانبه بصفتي رئيساً لـ FIFA في أول عرض لفيلمه، والذي ذكرني بجلوسي إلى جانب أبي سنة 1981 حين اصطحبني لمشاهدة فيلم ”الهروب للنصر“ حيث مثل بيليه إلى جانب سيلفستر ستالون وعدد من النجوم الآخرين. لم يكن سني يتجاوز الحادية عشرة حين أخبرني أبي عن اللاعب العظيم بيليه. والهدف الذي سجله في ذلك الفيلم كان حينها الطريقة التي يمكن من خلالها رؤية لمحة عن مهاراته التي لا تُصدق. إن اللحظات التي قضيتها معه ستبقى إلى الأبد عالقة في ذاكرتي ومحفورة في قلبي. لقد كان لبيليه حضور جذاب، وكان الزمن يتوقف بصحبته. إن حياته كانت أعظم من أن تُختَزَلَ في حدود كرة القدم. لقد كانت له القدرة على تغيير وجهات النظر للأفضل في البرازيل وأمريكا الجنوبية والعالم بأسره. وتعجز الكلمات عن التعبير عن الإرث الذي خلفه.

أتقدم بخالص عبارات عزائي لأسرته وأصدقائه وللاتحاد البرازيلي لكرة القدم والبرازيل وكل عشاق كرة القدم الذين أحبوه. إننا اليوم في حداد على فقدان الحضور المادي لعزيزنا بيليه. لكنه وصل فعلاً للأبدية قبل وقت طويل، ولذلك فإنه سيظل معنا إلى الأبد. جياني إنفانتينو - رئيس FIFA