حضر جياني إنفانتينو جميع مباريات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ البالغ عددها 64 مباراة، وبعد عام واحد من رفع ليونيل ميسي الكأس بعد نهائي ملحمي جمع بين الأرجنتين وفرنسا، صرّح رئيس FIFA أنه لا يزال ترواده "مشاعر جياشة" حين يتذكر "أفضل كأس عالم على الإطلاق".

FIFA.com: ما الكلمات التي تصف على أكمل وجه ذكرياتك عن كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™؟ جياني إنفانتينو: حسنا، كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ كانت، ببساطة، أفضل كأس عالم [FIFA] على الإطلاق. السعادة، والفرح والفخر والإنجاز؛ فقد شهدت نهائيات قطر كل ما يمكن أن يحلم به أي شخص حين يفكر في أقصى ما يمكن أن تقدمه كرة القدم للعالم. شهدت هذه النسخة خمسة مليارات مشاهد من المنازل، بجانب ثلاثة ملايين ونصف متفرج، تقريبا في المدرجات. قدم مليون ونصف من شتى أنحاء العالم في جو بهيج. شهدت البطولة مباريات لا تصدق حفلت بالإثارة والشغف وضربات القلب، بطولة شهدت أفراح ودموع وعواطف جياشة بل شهدت كل شيء.

منحتك البطولة فرصة فريدة أيضا، أليس كذلك؟ كانت كأس العالم [FIFA] فريدة من نوعها أيضا، فقد منحني تقارب الملاعب بحضور جميع المباريات الـ 64 وهذا بلا شك إنجاز فريد. تمكن عدد كبير المشجعين حضور مباريات متعددة كل يوم. كان كل شيء قريبا؛ يمكن للاعبين العودة إلى فنادقهم، ومقر اقامتهم بعد المباراة مباشرة دون الحاجة إلى السفر. لذلك، فإن الأمر كان إيجابياً من وجهة نظر اللاعبين، كان الطقس مثاليا، وكانت الملاعب مثالية، والاستادات مذهلة، وكان كل شيء رائعاً.

كما قلت، كانت بطولة فريدة من نوعها داخل وخارج الملعب. ما سبب ذلك؟ من الواضح أن الأهم بالنسبة لأغلب المشجعين في جميع أنحاء العالم هو ما يحدث على أرض الملعب، وعلى أرض الملعب، كانت كأس العالم فريدة أيضا: 172 هدفا، وهو رقم قياسي من الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم. صعدت ثلاثة منتخبات آسيوية، على سبيل المثال، إلى مرحلة خروج المغلوب. شهدت البطولة تأهل منتخب أفريقي- وهو المغرب- لأول مرة في التاريخ في نصف النهائي. شهدت البطولة إثارة ومفاجأت وترقب. وكان لدينا، بالتأكيد، أفضل نهائي على الإطلاق. نهائي مثير شهد اهداف هنا وهناك، ووقت إضافي، ركلات جزاء. أعني، كل شيء. كان نهائي ملحمي!

خارج الملعب أيضا، حققت البطولة نجاحاً لا يصدق. لم نشهد أي وقائع سلبية، شاد البطولة أجواء مبهجة. توافد على منطقة المشجعين، في مهرجان FIFA للمشجعين مليونا شخص. أتى مشجعون من جميع أنحاء العالم ليستمتعوا بكرة القدم. أقيمت المباريات على ثمانية ملاعب حديثة، من البيت، الذي شهد حفل الافتتاح، إلى لوسيل، الذي احتضن المباراة النهائية؛ كانت جميع الاستادات الثمانية مذهلة للغاية. أكثر من 53000 متفرج لكل مباراة وكان دخول الملاعب والخروج منها سلس للغاية.

المطار كان رائعا. كل شيء سار بشكل متميز، لذلك أود أن أقول: نجاح كبير على أرض الملعب، ونجاح كبير لمنظم كأس العالم FIFA خارج الملعب، بفضل قطر، وبفضل FIFA والعمل الجماعي وأسلوب إدارة البطولة معاً.

بالنظر إلى الدول التي احتضنت النسخ السابق لكأس العالم، هل كان من المهم تبديد الشكوك حول قدرة دول في أماكن أخرى من العالم على تنظيم هذا النوع من البطولات؟ بالتأكيد، كان من المهم أن تذهب كأس العالم [FIFA] لأول مرة إلى مكان آخر، وليس الدول المعتادة، إذا جاز التعبير؛ إلى قطر، أو إلى العالم العربي. هذا جزء من رؤيتنا أيضا لجعل كرة القدم عالمية حقا، وأعتقد أن تنظيم كأس العالم في قطر لأول مرة ساعد على تحقيق شيئين رئيسيين.

الأول، هو أن كأس العالم [FIFA] حفز إحداث تغيير إيجابي في قطر؛ ليس فقط فيما يتعلق بالبنية التحتية، ولكن أيضا، فيما يتعلق بالحقوق، على سبيل المثال، حقوق العمال. أنا لست أنا من يقول ذلك، بل منظمة العمل الدولية هي من أكدت ذلك. فمئات الآلاف من العمال اليوم يعيشون في ظروف أفضل بكثير مما كانت عليه قبل كأس العالم [FIFA]، وذلك بفضل التغييرات التي حدثت. وهذا بالتأكيد أحد أهم الجوانب.

أما الجانب الثاني الذي ساهمت فيه كأس العالم [FIFA] فهو أنها فتحت الباب أمام العالم لزيارة - والاستمتاع أيضا - بثقافة جديدة، الثقافة العربية وكرم الضيافة في البلد بل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بأكمله والتي رحبت بالمشجعين من جميع أنحاء العالم. كانت هذه هي المرة الأولى التي يذهب فيها الكثير من المشجعين إلى العالم العربي حيث اكتشفوا حجم الترحاب هناك. الأجواء هناك رائعة والطعام متميز؛ كل ما يريده أي مشجع كان موجوداً. لذلك، فإن البطولة حققت نجاحاً كبيراً من هذا المنظور.

لماذا كان من المهم لـFIFA أن تنظم دولة عربية أهم بطولاته؟ من الواضح أن FIFA منظمة عالمية. أعتقد أن هناك من تساءل- بل هناك من سألني- في السنوات التي سبقت كأس العالم "لماذا قطر؟" كانت إجابتنا دائما: "لم لا؟" FIFA يضم 211 بلد تشكل جزءا من FIFA، وكلها تملك نفس الحقوق ونفس الواجبات تماماً، وإذا كان بإمكان بلد ما استضافة كأس العالم، فيجب بالطبع السماح لها بذلك.

أعتقد، مرة أخرى، أن هذا يأتي في إطار جعل كرة القدم عالمية يحق، وتوحيد الناس أيضا من خلال كرة القدم وكأس العالم [FIFA] بالذات، لا سيما أنها تركزت في مكان واحد، ليس فقط بلد واحد، ولكن في الأساس مدينة واحدة، وقد ساهم، ذلك في تهيئة هذه الوحدة بين المشجعين، الذين كانوا يجتمعون في الشوارع في مناطق مختلفة من المدينة وفي الملاعب.

أنت رئيس FIFA، لكنك بالطبع مشجع كبير لكرة القدم. ما هي المباراة المفضلة لك في البطولة؟ كما تعلمون، حضرت جميع المباريات ال 64. لذلك، بالنسبة لي كمشجع فقد كان ذلك حلم. حسنا، إنه في الواقع أكثر من مجرد حلم، شيء لا يمكنك حتى أن تحلم به وتحقق وفي الواقع حين قررت أنني أرغب في حضور جميع المباريات ال 64، كنت خائفا بعض الشيء، حيث قلت: "حسنا، ربما سأنام خلال بعض المباريات لأن عددها كبير". لكن في الواقع لم يحدث، لأن كل مباراة كانت ممتعة للغاية، لكن الذروة كانت في المباراة النهائية.

مباراة لا تصدق، نتيجة مذهلة، وقت إضافي، ركلات جزاء، فرص في الثانية الأخيرة على الجانبين. سجل ميسي ثلاثة أهداف، وسجل مبابي أربعة أهداف بما في ذلك ركلات الترجيح بالطبع. مشاعر لا تصدق، وهذا ما يمكن أن تحققه كرة القدم فقط، أليس كذلك؟ أعتقد أننا لو طلبنا - أو إذا كنت قد طلبت قبل كأس العالم من أفضل كاتب أفلام في العالم أن يكتب لنا سيناريو النهائي الأكثر إثارة، فلن يكون على هذا النحو.

لقد كان نهائي فريداً حقا، فاز ليو ميسي بكأس العالم [FIFA] في محاولته الخامسة - شارك في خمس نسخ وفاز بها، أخيرا - كما لعب أكبر عدد من المباريات - 26 مباراة – ليتفوق على لوثار ماتيوس الذي خاض 25 مباراة. توج لوثار، بالطبع، بطلا للعالم في نهائيات 1990 في إيطاليا، لكن هذا يظهر الكثير كيف يقاتل لاعب عظيم مثل ليو ميسي، مع منتخب بلده، ويتوج بطلا للعالم في النهاية. لذا، من الواضح كان تسليم الكأس له مصحوباً بمشاعر لا تصدق.

فرنسا أيضاً قدمت مباراة رائعة. سجل مبابي ثلاثية وسجل ركلة ترجيح أيضا. سبق لكيليان أن فاز بالفعل بكأس العالم [FIFA] قبل أربع سنوات، ولا يزال شابا. فريق رائع، نهائي لا يصدق، واسمحوا لي أن أعطي جمهور الأرجنتين حقه، فقد كانوا مذهلين للغاية طوال البطولة. أتذكر حتى في دور المجموعات – الذي بدأ بهزيمة ضد السعودية – أنهم كانوا يشجعون منتخبهم، وجاء عشرات الآلاف من المشجعين لدعم فريقهم. حتى بعد المباريات، كانوا ينتظرون في الملعب، ويهتفون ويغنون لمدة ساعة أو ساعتين أو ثلاث ساعات، وأعتقد أن هذا أعطى اللاعبين الأرجنتينيين دافعاً خاصاً.

هل كانت هناك لحظة معينة في البطولة تلخص تجربة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™؟ كل لحظة من كأس العالم [FIFA] كانت مميزة: كل الأشخاص الذين التقينا بهم، وكل من حضر هنا. الفرح في عيون الناس، والابتسامات التي علت وجوه جميع من شاركوا في كأس العالم بطريقة أو بأخرى، كانت مذهلة. المباريات كانت رائعة.

لكن أعتقد أن هناك لحظة تلخص كأس العالم [FIFA] وهي بالتأكيد الفعالية التي نظمناها في مهرجان المشجعين لتوجيه الشكر للمتطوعين. تلقينا أكثر من 400 ألف طلب للتطوع في كأس العالم FIFA ولكن لم يمكن بإمكاننا سوي اختيار 20 ألف متطوع فقط. كان من المؤثر جدا أن نكون مع هؤلاء المتطوعين، الذين رافقونا طوال البطولة، لإقامة فعالية خاصة بهم لكي نشكرهم ونحتفي بهم.

كانوا - والمتطوعون بشكل عام - هم وجه وابتسامة كأس العالم؛ فهم أول من يلتقي به الزوار. فالانطباع الأول مهم جداً، كما كانوا هم من يودعوك عند مغادرتك وإذا كان ذلك إيجابياً، فإن التجربة برمتها حتما ستكون رائعة. كان المتطوعون رائعين للغاية في هذه النسخة من كأس العالم. كان كل شيء مثاليا ورائعاً، وكلما أتذكر البطولة، تراودني مشاعر جياشة.