الثلاثاء 23 أبريل 2019, 08:24

الأسطورة الإنجليزية هورست: أبهرني استعدادات قطر لنهائيات 2022

ارتبط تتويج إنجلترا باللقب الوحيد في تاريخ نهائيات كأس العالم FIFA في النسخة التي استضافتها عام 1966، ارتبط دوما بنجم كبيرهو السير جيف هورست الذي حقق إنجازاً فريداً لا يزال صامداً حتى الآن، إذ أنه اللاعب الوحيد الذي سجل ثلاثة أهداف في تاريخ المباريات النهائية، حيث هز هيرست شباك المانيا ثلاث مرات ليقود منتخب الأسود الثلاثة لهزيمة منافسيهم 4-2 في نهائي مشهود لازال عالقا في الأذهان.

ومع بدء العد التنازلي لاستضافة قطر نهائيات كأس العالم 2022 FIFA، قام النجم الإنجليزي السابق بزيارة إلى الدوحة واطلع على آخر التحضيرات التي تقوم بها البلاد من أجل النهائيات المرتقبة، حيث زار استاد خليفة الدولي أول الملاعب التي تم تجهيزها لاستضافة الحدث الكبير، كما زار جناح الإرث في مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وعلى هامش هذه الزيارة، أجرى هيرست مقابلة أعرب خلالها عن إعجابه بالتحضيرات للبطولة، وعن ثقته في قدرة المنتخب الإنجليزي على الفوز باللقب.

ما رأيك في تحضيرات دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 FIFA؟ أبهرني كل ما رأيته في قطر من تحضيرات وأنا سعيد بهذه الفرصة الفريدة للتعرف على ما ينتظر العالم في 2022. إن تقنية التبريد المتطورة في الاستادات مبهرة حقاً، فقد تعرفت خلال زيارتي لاستاد خليفة الدولي على فعالية هذه التقنية في خفض درجة الحرارة داخل الملعب إلى 19 درجة مئوية.

من المهم تسليط الضوء على الإيجابيات، وسأكون صوتاً لمونديال قطر عند عودتي للمملكة المتحدة، وسأطلع الناس على ما ينتظرهم عام 2022، وأنا على يقين بأنها ستكون بطولة مذهلة.

rxsdnbcny6cwe7z65fgk.jpg

تستضيف قطر أول نسخة من كأس العالم FIFA في الوطن العربي والثانية في آسيا، فهل ترى من المهم أن تستضيف دول مختلفة هذه البطولة الأضخم في العالم؟ أؤيد استضافة بطولة كأس العالم FIFA في كافة مناطق العالم. كرة القدم رياضة عالمية وترتبط بها أنشطة تجارية على مستوى العالم. سبعون في المائة من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز من الأجانب. وبالتالي، فإن عدداً كبيراً من مواطني تلك الدول التي ينتمي إليها اللاعبون يتابعون الدوري الإنجليزي. أؤمن بأن إتاحة فرصة استضافة بطولة كأس العالم لعدة دول مختلفة يمهد الطريق لمستقبل مشرق لهذا الحدث الرياضي العالمي والدولة المضيفة، واستضافة قطر لنسخة 2022 من البطولة أفضل مثال على ذلك.

ستقام البطولة خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2022، هل برأيك أن سيعزز توقيت إقامة البطولة تزامناً مع منافسات الدوريات الأوروبية من أداء المنتخب الإنجليزي في البطولة؟ بكل تأكيد، فهذه الفترة هي ذروة المنافسة في الموسم الذي ينطلق في أغسطس/آب، حيث تكون اللياقة البدنية للاعبين في أفضل حالاتها، هذا على عكس نهاية الموسم في يونيو ويوليو، وهو الموعد التقليدي لإقامة منافسات بطولة كأس العالم، لذا ستعود استضافة قطر لهذه النسخة  بالنفع الكبير على أداء المنتخب الإنجليزي.

ومع الانطلاقة القوية لمنتخبنا الوطني في آخر 18 شهراً، كأدائه في نهائيات 2018، وفي بطولة دوري الأمم الأوروبية التي تغلب فيها على المنتخبين الكرواتي والإسباني، مسجلاً خمسة أهداف في المباراتين، لا شك أن مشاركتنا في البطولة القادمة ستشهد أداءً أفضل للفريق. فإذا واصل المنتخب تحسين مستواه، واكتسب لاعبوه الشباب خبرة إضافية، فحينها سنكون على الطريق الصحيح، وسيتزامن الأداء القوي للمنتخب مع بطولة كأس العالم.

ما رأيك في أداء المنتخب الإنجليزي خلال الفترة الأخيرة؟ وماذا عن أداء المدرب غاريث ساوثجيت مع الفريق؟ بإمكاننا القول بأن أسلوب إدارة ساوثجيت للمنتخب الإنجليزي فعّال للغاية، وهذا واضح في أداء الفريق، وأسلوبه في مخاطبة وسائل الإعلام، وحتى الطريقة التي يحتفي بها بعد تسجيل أهدافه، وهو ما لم نشهده منذ فترة مع المنتخب الوطني.

لا شك أن أحد أهم أسباب نجاح أي رياضة هو الدور الذي يلعبه مدراء الفرق. وقد حالفني الحظ عندما لعبت مع المنتخب الإنجليزي تحت إدارة المدرب آلف رامسي الذي لعب دوراً هاماً في اختيار أفضل اللاعبين، ووضع خطط لعب تلائم إمكانياتهم ومهاراتهم الكروية. ويبدو لي أن ساوثجيت يمتاز بهذه الموهبة أيضاً.

هناك فارق كبير بين المنتخب الإنجليزي اليوم والفريق الذي شاركت ضمن صفوفه، حيث نجد عدداً من اللاعبين لم يشاركوا لفترة طويلة في أنديتهم بالدوري الإنجليزي الممتاز، مثل اللاعب هودسون أودوي. لذا، عندما أعاود النظر لمسيرتي المهنية أقول وجب أن ألعب مع منتخب إنجلترا قبل ثلاثة أعوام من انضمامي له، وذلك عندما كنت أسجل أهدافاً بانتظام مع نادي وست هام يونايتد والفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الكؤوس الأوروبية. لا شك أن أداء المنتخب قد تغير بشكل ملحوظ. وبوجه عام، أشيد بطريقة ساوثجيت في إدارة الفريق وقيادة هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين.

هل هناك أوجه شبه بين أسلوبي إدارة غاريث ساوثجيت وآلف رامسي؟ لا أجد تشابه بينهما في إدارة الفريق. ببساطة، فاز المدرب رامسي بلقب بطولة كأس العالم على عكس ساوثجيت، الذي لم يتمكن حتى الآن من تحقيق ذلك. ولكن، يحظى ساوثجيت بأسلوب إداري فعّال يعود بالطبع لأداء الفريق الذي يضم لاعبين شباب لم يشاركوا إلا في عدة مواسم. أما رامسي، فكانت لديه الفرصة آنذاك لاختيار لاعبين من ذوي الخبرة الكبيرة، وكما كان يقول دائماً إنهم العمود الفقري للفريق، ويمكنه بكل ثقة الاعتماد عليهم.

من أهم مقومات نجاح المنتخبات الوطنية أن تتمتع بروح الترابط والتآلف خلال منافسات بطولة كأس العالم، وهذا أمر ضروري عند غياب اللاعبين عن أهلهم وأصدقائهم. وقد حرصنا على تحقيق ذلك عام 1966، ويبدو بأن المنتخب الحالي يتحلي بهذه الروح.

شاركت في بطولة كأس العالم التي أقيمت في إنجلترا، وحصدت لقب البطولة. بم تنصح لاعبي المنتخب القطري الذي سيخوض ذات التجربة عام 2022؟ أنصحهم أن يستمتعوا بالتجربة لأنها لا تدوم طويلاً. لا يشارك في بطولة كأس العالم إلا نخبة اللاعبين، لذا، يجب أن لا يفوتوا فرصة الاستمتاع بخوض هذه التجربة المميزة في مشوارهم الكروي. كما أشجعهم على أن لا يدخروا جهداً لتحقيق غاياتهم وأهدافهم، وأن يتحلوا بروح الفريق الواحد، ففرصة اللعب على أرض المنتخب وأمام مشجعيهم تجربة استثنائية يصعب وصفها بالكلمات. إن المشاركة في كأس العالم تجربة لا مثيل لها في المسيرة المهنية لأي لاعب. أتذكر هذه اللحظة، وما زلت لا أصدق أني شاركت مع منتخب بلادي في ذلك الحدث الكروي التاريخي. وما زلت أشعر كما لو أن مشاركتي في تلك البطولة حلم بالنسبة لي.

zm9ewk1nz876qh6z83lq.jpg