الخميس 02 يونيو 2022, 09:00

هداف الإمارات الأسطوري مبخوت يسعى لكتابة التاريخ أمام خصم مألوف

  • تلتقي الإمارات وأستراليا في الملحق الآسيوي في الطريق إلى قطر ٢٠٢٢™

  • علي مبخوت سجل أهدافا دولية أكثر من لاعبي أستراليا مجتمعين

  • الهداف التاريخي للإمارات يسعى لتكرار ذكريات كأس آسيا ٢٠١٩

عندما تتجه أنظار العديد من متابعي كرة القدم العالمية إلى لقاء منتخبي الإمارات وأستراليا في الملحق الآسيوي يوم الثلاثاء، فإنهم سيشاهدون في قائمة المنتخب الأسترالي مجموعة من الأسماء التي تشارك في كبار الدوريات العالمية من إسبانيا إلى ألمانيا وهولندا وفرنسا، بينما على الجانب الآخر سيرون منتخبا يلعب جميع أفراده في الدوري المحلي.

لكن رجلا واحداً يرتدي القميص الأبيض - قد تخدعك شخصيته المتواضعة الرافضة للظهور- يمكنه القول إنه سجل لوحده أهدافا بقميص منتخب بلاده أكثر من جميع اللاعبين في قائمة الخصم مجتمعين، ليس ذلك فحسب، بل إنه سجل أهدافا دولية أكثر من أي لاعب كرة قدم حالي باستثناء كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

لطالما كانت أستراليا حاضرة في مسيرة علي مبخوت، الهداف التاريخي لمنتخب الإمارات. ففي عاصمتها كانبيرا في ١١ يناير ٢٠١٥ افتتح مبخوت سجل مشاركاته الآسيوية بهدفين في مرمى المنتخب القطري، وبعدها بأربعة أيام دخل مبخوت تاريخ كأس آسيا من أوسع أبوابه مسجلاً أسرع هدف في تاريخ البطولة في مرمى البحرين بعد ١٤ ثانية. وفي كبرى مدن أستراليا سيدني سجل مبخوت هدفًا تاريخيًا في شباك اليابان ساعد الأبيض في الوصول إلى نصف النهائي لثاني مرة في تاريخه، والمرة الوحيدة خارج أرضه.

مواجهة المنتخب الأسترالي لأول مرة حملت ذكرى سيئة لمبخوت حيث أقصى أصحاب الأرض الإماراتيين بهدفين نظيفين، لكن المهاجم الهداف أضاف هدفا آخر في مباراة تحديد المركز الثالث ليعود من أستراليا حاملا جائزة هداف كأس آسيا كأول لاعب إماراتي يحصل على هذا الشرف.

بعد مرور سبعة أعوام، يتذكر اللاعب البالغ من العمر ٣١ عامًا تلك اللحظات الساحرة التي تعرف فيها الجمهور الآسيوي على اسم علي مبخوت لأول مرة.

تحدث المهاجم المولود في أبوظبي حصريًا لـ+FIFA قبل مواجهة الفريقين في الدوحة، مستذكرا: "أستراليا ٢٠١٥ كانت المشاركة الأولى لأغلب اللاعبين في قائمة المنتخب في بطولة بهذا الحجم، لكننا كنا متحدين كمجموعة، شاركنا بقيادة المدرب مهدي علي في بطولة العالم للشباب في مصر ٢٠٠٩ وأولمبياد لندن ٢٠١٢، دخلنا البطولة دون ضغوطات وكان هدفنا أن نبرز قدراتنا وأعتقد أننا نجحنا إلى حد كبير في ذلك، مما منحنا الثقة اللازمة واكتسبنا خبرات أفادتنا كثيرا في مسيرتنا سواء مع الأندية أو المنتخب."

"مواجهة أستراليا في نصف النهائي كانت صعبة في مواجهة منتخب قوي يلعب على أرضه وأمام جمهوره، كما أننا لعبنا ١٢٠ دقيقة أمام المنتخب الياباني قبلها بأيام قليلة، بينما لعب المنتخب الأسترالي ٩٠ دقيقة. هذه العوامل الصغيرة تصنع الفارق في مباريات خروج المغلوب خصوصا في بطولات بهذا الحجم، لذا عندما واجهنا أستراليا على أرضنا في ٢٠١٩ كان الفوز من نصيبنا."

الانتصار المذكور جاء بفضل سرعة بديهة مبخوت وفطرة الهداف لديه، حيث توقع المهاجم الإماراتي تمريرة خاطئة من المدافع الأسترالي ميلوش ديجينيك إلى حارس مرماه، فخطف الكرة وراوغ مات ريان ليحرز هدف الفوز في ربع النهائي على استاد هزاع بن زايد في العين.

الهدف كان الرابع لعلي مبخوت الذي أثبت مكانته مرة أخرى ضمن أحد أفضل المهاجمين الآسيويين في جيله، فأنهى البطولة في المركز الثاني للهدافين، بينما وضعه مجموع أهدافه التسعة ثالثا ضمن الهدافين التاريخيين لكأس آسيا خلف علي دائي (١٤) ولي دونج جوك (١٠).

يضيف مبخوت: "على المستوى الشخصي، أنا سعيد بأدائي في ٢٠١٥ و٢٠١٩، الأولى تبقى البطولة التي حصدت فيها جائزة الهداف والتي قدمت مبخوت للجمهور الآسيوي، لكن و٢٠١٩ كان لها طعم مختلف على أرضنا رغم النهاية المحبطة لكن الوصول إلى نصف النهائي مرتين على التوالي يسجل في تاريخنا كلاعبين."

الانتصاران المتبادلان في بطولة آسيا هما أحد دلالات تقارب المستوى بين الفريقين وفقا لمبخوت الذي تحدث عن الوصفة التي يحتاج فريق المدرب رودولفو أروابارينا إلى اتباعها لحجز مكانهم في قطر ٢٠٢٢™. "أعتقد أن مستوى الفريقين متقارب، بناء على مواجهاتنا في السنين الأخيرة وكذلك أن الفريقين حصدا المركز الثالث في المجموعتين، لذا سيكون علينا التركيز وعدم ارتكاب الأخطاء".

"أن تكون على بعد ١٨٠ دقيقة من كأس العالم فرصة لا تتكرر كثيرًا، الأمر بأيدينا وليس علينا انتظار أي نتائج أخرى، كل ما نحتاجه هو أن نركز على مواجهة أستراليا أولا باعتبارها مباراة نهائية وأن نبذل قصارى جهدنا طوال المباراة. أتمنى أن يكون التوفيق بجانبنا لتحقيق الفوز."

الرحلة التي قادت الأبيض إلى هذه المحطة على بعد خطوتين من كأس العالم شهدت تحطيم مبخوت للرقم القياسي كهداف تاريخي لمنتخب الإمارات، وهو الذي كان مسجلا باسم عدنان الطلياني بـ٥٢ هدفا، ليتجاوزه مبخوت بهاتريك في شباك المنتخب الاندونيسي في أكتوبر ٢٠١٩.

الطلياني كان دائما المعيار الذي يقارن به أي هداف ناجح في الكرة الإماراتية، لذا فإن المقارنات ازدادت مع كل هدف يحرزه مبخوت في شباك الخصوم، حتى بقي أمامه الهدف الأكبر، والذي حققه الطلياني في أكتوبر١٩٨٩ عندما سجل الهدف الذي قاد الإمارات لظهورها الأول والوحيد في كأس العالم FIFA إيطاليا ١٩٩٠، وهو الحلم الذي بقي تكراره عصيا على الأبيض حتى الآن.

يختم مبخوت حديثه قائلا:" لا أحبذ المقارنات، عدنان الطلياني يبقى اسما تاريخيا في كرة القدم الإماراتية بغض النظر عن الأرقام. إذا نجحت في تكرار ما فعله الطلياني وقيادة المنتخب للتأهل إلى كأس العالم فسأكون سعيدا، وكذلك الحال إذا سجل لاعب آخر وتأهلنا، جميعنا نهدف إلى رفع اسم الإمارات وعلمها في بطولة بحجم كأس العالم، وهو نفس الأمر الذي كان هدفا لعدنان وزملائه وقتها."

Ali Mabkhout