بعد أن صوت ليونيل ميسي وإيدين هازارد له على أنه الأفضل في العالم، يبدو أن ساديو ماني المتوج لتوه بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا له الكثير من المعجبين.

وبعد أن نجح برفقة فريقه المدجج بالنجوم أن يفوز بكأس العالم للأندية FIFA وبدوري أبطال أوروبا، سار ماني البالغ من العمر 27 عاماً على درب زميليه فيرجيل فان دايك ومحمد صلاح في التتويج بالألقاب الفردية.

ويأتي تربع النجم الفائز بالحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي على عرش الكرة الأفريقية بعد مسيرة رائعة وملهمة انطلقت من شوارع بامبالي في جنوب السنغال. كان عمر ماني 10 سنوات حين شاركت أسود التيرانجا لأول مرة في كأس العالم FIFA لكنه كان بالفعل مهووسا بالساحرة المستديرة.

وفي حديثه مع موقع Goal.com، قال ماني "عمت الإثارة جميع أنحاء البلاد في 2022 خلال كأس العالم لكنني كنت مولعاً بكرة القدم حتى قبل ذلك. حين رأت عائلتي أن كرة القدم تحتل عقلي وقلبي، بدأت أقنعهم بالسماح لي بالذهاب إلى داكار".

بعد عشر سنوات ظهر ماني بقميص المنتخب السنغالي في دورة الألعاب الأوليمبية 2012 قبل أن يقود أسود التيرانجا في ثاني ظهور لهم في كأس العالم FIFA في 2018 وفي نهائي كأس الأمم الإفريقية 2019 لكن صعوده إلى المجد لم يكن سهلاً.

فر ماني من بيته في فترة المراهقة ليجرب حظوظه في العاصمة لكن أول تجربة لاعب وهو في عمر 16 عاماً كادت أن تبوء بالفشل بسبب عدم امتلاكه لطقم ملابس رياضي.

ففي حديثه مع مجلة فرانس فوتبول، قال ماني "لم أبدو كلاعب كرة قدم حينها. كنت أرتدي سروالاً لا يشبه سروال كرة قدم من قريب أو بعيد. كما كان حذائي مهترئاً تماماً من الأجناب وقمت بإصلاحه بواسطة سلك في حدود إمكاناتي".

لحسن الحظ كانت موهبته الفذة هي من تركت أثراً في عقول الكشافين ليبدأ رحلته إلى القمة. تألق ماني مع ميتز في القسم الثاني للدوري الفرنسي قبل أن يلفت أنظار ريد بول سالزبورج. وأثناء تواجده في النمسا، كان ماني قريباً من اللعب تحت قيادة يورجن كلوب في بروسيا دورتموند لكن المدرب الألماني كان له رأي آخر.

وهنا يقر مدرب ليفربول قائلاً "كان بلا شك سوء تقدير من جانبي. هذا ليس هو الخطأ الوحيد الذي ارتكبته لكنني تداركته بعد سنوات قليلة".

رحل ماني إلى الدوري الإنجليزي لينضم إلى صفوف ساوثامبتون ليلفت أنظار الجميع. فبعد أن سجل 15 هدفاً وصنع 9 آخرين في موسم 2015/2016 بما في ذلك أسرع هاتريك في تاريخ الدوري الإنجليزي، ضمه كلوب في أول صفقة مهمة مع الريدز.

وبعد 150 مباراة وأكثر من 100 هدف سجلها أو صنعها، واصل الثنائي تحقيق نجاحات مبهرة. إذ سطر السنغالي اسمه بحروف من ذهب مع واحد من أفضل أجيال ليفربول على مر العصور.

"من المؤسف أن يحتل ماني المركز الرابع (في سباق الكرة الذهبية) لكنني أعتقد أن هذا الموسم شهد تألق عدد كبير من اللاعبين الكبار ولذا كان من الصعب اختيار لاعب بعينه لكنني اخترت ماني لأنني أحب أسلوب لعبه. مر ماني بعام رائع كان استثنائياً لليفربول ككل ولهذا اخترته".

عثرت عليه في ميتز في القسم الثالث وكان تطوره مذهلاً. رأينا إمكانات كبيرة وشاهدنا تحركاته وسرعته وتعطشه لإحراز الأهداف. وحينا التقينا به شخصياً كان واضحاً تماماً أنه يرغب في خوض مرحلة جديدة".

"هو أول صفقة كبرى ضمها كلوب وهو الذي ساعد ليفربول في العودة للمربع الذهبي وفي الموسم الثاني خاض الفريق نهائي دوري الأبطال وهو ينافس هذه الموسم على اللقب. لقد لعب دوراً كبيراً منذ البداية".