الثلاثاء 17 نوفمبر 2020, 10:14

رينان لودي: أكاد أكون رأس حربة آخر لمنتخب البرازيل

  • يُناقش رينان لودي مواجهة البرازيل لمنتخب أوروجواي في تصفيات قطر ٢٠٢٢

  • يتذكر رؤية دموع والده عند إقصاء السيليساو من جنوب أفريقيا 2010

  • يُشيد ابن الثانية والعشرين بزميليه في صفوف أتليتيكو مدريد لويس سواريز وجواو فيليكس

"إنه الخطر الأكبر الذي شكّلة منتخب البرازيل".. هذا ما قالته صحيفة ’مالاكا‘ عقب الفوز على فنزويلا بهدف يتيم. وأضافت: "الفرص الثلاثة التي صنعها السيليساو في الشوط الأول أتت جميعها من قدميه". ورغم أن الصحيفة الأسبانية أشارت إليه باعتباره "رأس حربة"، إلا أن هذا اللاعب المتألق الذي تحدّى شباك الخصم ليس سوى ظهير أيسر.

تحوّل رينان لودي إلى كلمة السر الجديدة في صفوف الكتيبة البرازيلية عقب الفراغ الذي أحدثه غياب نيمار. حتى أن صحفاً عديدة أشارت إلى هذا النجم الشاب باعتباره اللاعب الأفضل في المباراة، في إنجاز كبير كان مستحيلاً تخيّله قبل 18 شهراً.

وُلد لودي في منطقة سيرّانا في ساو باولو، ووصل إلى صفوف أتلتيكو باراناينسي دون أن يكون قد مثّل بلاده على المستوى الوطني في أية فئة عمرية. ولكنه انتقل لاحقاً إلى كتيبة أتليتيكو مدريد، وكرّس نفسه كخيار أول في الظهير الأيسر للمنتخب البرازيلي. حتى أن فيليبي لويس أخذ يصفه "بالمعجزة"، بينما أشار إليه جونيور باعتباره "موهبة رائعة"، أما دييجو سيميوني فقال عنه إنه "لاعب يملك كل شيء".

التقى موقع FIFA.com مع رينان لودي، ابن الثانية والعشرين، وتحدث معه عن مسيرته التي تتطوّر بسرعة مذهلة، وعن مواجهة المنتخب البرازيلي لنظيره الأوغوياني في تصفيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، وعن لويس سواريز وجواو فيليكس، وما إذا كان بمقدر أتليتيكو مدريد الفوز بلقب الدوري الأسباني هذا الموسم، وأفضل لاعبي مركز الظهير في العالَم.

معظم لاعبي منتخب البرازيل مثّلوا بلادهم على مستوى الفئات العمرية الصغيرة، ولكن ذلك لا ينطبق عليك. ما الذي شعرتَ به عندما تم الدفع بك فجأة إلى صفوف المنتخب الأول العام الماضي وأنت لا تزال في الحادية والعشرين من العمر؟

لعبتُ لصالح أتلتيكو باراناينسي في كافة الفئات العمرية. ولطالما راودني حلم أن يتم استدعائي لصفوف السيليساو، في فئات تحت 15 أو تحت 17 أو تحت 20 سنة، أو المنتخب الأول. وعند كل مناسبة لاختيار تشكيلة منتخب السيليساو بالفئات العمرية الصغيرة، كانت تحدوني الآمال، ومن ثم أشعر بالحزن لعدم استدعائي. ولكن لطالما حافظتُ على تركيزي لكي أبلغ مرحلة الاحتراف مع أتلتيكو باراناينسي، وبلوغ منتخب السيليساو الأول، إن شاء الله. أستمتعُ بذلك كثيراً، وأتطلّع للعب قدر الإمكان مع النادي لكي يتم استدعائي دائماً [للمنتخب].

قبل 13 شهراً، لم يكن اسمك قد ظهر في صفوف أي منتخب برازيلي. وها أنت الآن الخيار الأول لشغل موقع الظهير الأيسر. كيف تشعر إزاء ذلك؟

ينتابني شعور بالفخر العارم. أفكّر بالعدد الكبير من اللاعبين الذين راودهم هذا الحلم، لاعبو كرة قدم وأشخاص يضطلعون بأمور أخرى. إني شغوف بارتداء قميص المنتخب البرازيلي. كما إني أتعلّم بأكبر قدر ممكن من كل لاعب ومن كل مدرب. أنا فخور جداً لتواجدي هنا اليوم، وأستمتع بكل لحظة.

قمتَ بثلاث تمريرات حاسمة في ست مباريات ظهرتَ فيها مع المنتخب البرازيلي. هل يُشجّعك المدرب تيتي على التقدّم للأمام في الملعب؟

أكاد أكون رأس حربة آخر! (يضحك) لديّ حرية أكبر للهجوم في صفوف السيليساو. وليس الأمر على هذا الشكل مع النادي. أحب ذلك فعلاً. صحيح، يطلب مني تيتي التقدّم للأمام، ولكنه يطلب كذلك المحافظة على مسؤولياتي الدفاعية.

ما مدى رضاك عن انطلاق مشوار البرازيل في تصفيات قطر ٢٠٢٢؟

أنا سعيدٌ حقاً. الأجواء السائدة في الفريق مذهلة. لا يمكن الإشارة إلى أي أمر سلبي بخصوص ذلك. كل اللاعبين يرغبون بمساعدة بعضهم البعض. ونحن سعيدون بنتائج أول ثلاث مباريات. تسع نقاط.. الغلّة القصوى. لكن أمامنا مواجهة كبيرة مع أوروغواي، ونتطلّع للمزيد. نرغب بتقديم أداء جيد، والاستمرار بحصد النقاط.

ما هو رأيك بمنتخب أوروجواي؟

إنه فريق بالغ التنظيم، ومن الصعوبة بمكان اختراق صفوفه. يُقدّم لاعبوه قصارى جهدهم منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، وهو ما يجعل المباراة حامية جداً وسريعة الإيقاع. يوجد في صفوف الفريق لاعبون باهرون. سواريز مبتعد نتيجة كوفيد19، وهي ضربة موجعة للفريق، لكن في متناول الفريق مهاجمون عظيمون آخرون. سيكون امتحاناً عسيراً جداً بالنسبة لنا، ولكننا نتحلى بالثقة، وعلى أتم الاستعداد، وسنقدّم أفضل ما لدينا في محاولة لحصد نقاط المباراة.

هل ناقشتَ هذه المباراة مع سواريز؟

لقد تمازحنا بخصوص المباراة في أتليتيكو. سخر مني وسخرتُ منه. قال إنه سيُراقبني ويُوقفني وإنهم سيفوزون. ولكني رددتُ عليه. كان مزاحاً لطيفاً.

ما هي ذكرى كأس العالَم الأكثر حضوراً في ذهنك؟

الخروج من نهائيات 2010، لن تغيب تلك الذكرى عني أبداً. كنا نتابع المباراة في المنزل. كنا متقدمين على هولندا، ولكننا تعرّضنا للإقصاء في النهاية. أخذ والدي بالبكاء. رؤية ذلك كانت أمراً بالغ الصعوبة. أتذكره وكأنه حصل بالأمس.

من هم لاعبو الظهير الأيسر الذين استمتعت بمتابعة أدائهم أكثر من غيرهم؟

روبرتو كارلوس كان لاعباً عظيماً، ولكني لم أشهد الكثير منه لأني كنتُ صغيراً. يروق لي كثيراً أداء فيليبي لويس، وكذلك أليكس ساندرو الذي أتابعه عن كثب، ولا سيما طريقته في الدفاع وقراءة مجريات المباراة. [أتابعُ] مارسيلو أيضاً.

من اللاعب الذي تعتبره أفضل ظهير أيسر في العالَم الآن؟

[آندي] روبرتسون في صفوف ليفربول وألفونسو ديفيز في صفوف بايرن ميونخ هما لاعبان استثنائيان. حتى أن ديفير أصغر مني، وروبرتسون لا يزال صغيراً. إنهما لاعبان عظيمان، ويملكان إمكانيات كبيرة جداً.

هل بوسع أتليتيكو مدريد الفوز بلقب الدوري الإسباني هذا الموسم؟

نعم. تمضي الأمور بشكل جيد جداً. نملك تشكيلة قوية جداً. الليغا هوي دوري يصعب الفوز به فعلاً. جدول الترتيب العام يشهد تغييرات عارمة، المرشحون للقب خسروا نقاط. نحتلّ المركز الثالث، وخضنا مباراتين أقل من الفرق المتقدمة بالترتيب، ونبذل جهوداً كبيرة لنخوض حملة ممتازة.

ما رأيك بسواريز؟

إنه ورقة رابحة بحقّ، وممتع جداً. كما يقوم بكل ما في وسعه لمساعدة الجميع يومياً. أحاول أن أتعلّم بأقصى درجة من الوقت الذي أمضيه معه، لأنه ما من كلمات قادرة على وصفه. إنه قوي وموهوب للغاية، وقادر على إتمام الهجمات بكلتا قدميه. إنه لاعب باهر، وثروة هائلة في صفوف النادي.

وماذا عن جواو فيليكس؟

إنه أخي في النادي. عمرنا متقارب جداً. ننسجم سوية بشكل كبير. إنه لاعب موهوب بدرجة هائلة، ولكنه يحاول التعلّم وتحسين الأداء دائماً. ليس لدي أدنى شكّ بأنه سيكون من أفضل اللاعبين في العالَم.