انطلقت المرحلة النهائية من تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي بمشاركة ثمانية منتخبات، حيث يحتدم التنافس على ثلاث تذاكر ونصف. وبعد ثلاث جولات، اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن المنافسة ستكون محتدمة ومتكافئة للغاية في الطريق إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™. صحيح أن المكسيك تتصدّر جدول الترتيب بسبع نقاط، بيد أن أي تعثر قد يصب في مصلحة كندا أو الولايات المتحدة أو بنما، التي تطارد التريكولور عن كثب برصيد خمس نقاط لكل منها. فيما يلي، يُسلّط FIFA.com الضوء على أبرز أحداث المباريات الأولى في تصفيات Concacaf.

لم يكن طريق الفريق المكسيكي سهلاً على الإطلاق، حيث كان عليه إخراج كل ما في جعبته لحصد النقاط السبع التي في رصيده. فقد كانت المباراة الأولى امتحاناً عسيراً أمام الضيف الجامايكي، إذ لم يتمكن أصحاب الأرض من كسر التعادل إلا على بُعد دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي عبر هنري مارتن. وبعد الفوز على كوستاريكا بفارق ضئيل، اكتفى التريكولور بالتعادل أمام بنما، التي كانت سباقة إلى افتتاح التسجيل، حيث كان التعديل التكتيكي الذي أجراه مدرب المكسيك خلال الشوط الثاني حاسماً في تفادي الهزيمة أمام واحد من الخصوم التقليديين في المنطقة.

يأتي المنتخب الكندي في المركز الثاني، مستفيداً من سرعة لاعبيه الشباب الذين منحوا نفساً جديداً للفريق ورفعوا مستوى الإثارة في أوساط الجماهير الكندية، التي تتطلع لرؤية منتخبها مرة أخرى في ملاعب كأس العالم FIFA. ففي عمر لا يتجاوز 21 عامًا، أصبح جوناثان ديفيد رقماً أساسياً في هجوم الفريق، حيث لعب دوراً بارزاً في الفوز على السلفادور يوم 8 سبتمبر/أيلول (3-0). وبدوره يُعتبر كايل لارين من الأسماء البارزة في خط المقدمة، حيث ساهم بخبرته التهديفية في حصد نقاط حاسمة خلال المباريات الثلاث الأولى.

بدأ منتخبا الولايات المتحدة وبنما مشوارهما بالتعادل السلبي. وبينما سحقت كتيبة كناليروس ضيفتها جامايكا في المباراة الثانية، خطف الأمريكيون تعادلاً قيِّماً من كندا. وفي منافسات الجولة الثالثة، قدم كلا الفريقين أفضل مستوياتهما، حيث أجبرت بنما العملاق المكسيكي على التعادل من خلال فرض نسق سريع واللعب باندفاع والضغط على حامل الكرة في نصف ملعب الخصم، بينما لم تكن الولايات المتحدة رحيمة بضيفتها هندوراس. ففي أول ظهور للشاب ريكاردو بيبي، سجل ابن الثامنة عشرة هدفًا وأتبعه بتمريرتين حاسمتين، مساهماً بذلك في 3 من الأهداف الأربعة التي أحرزها فريقه.

يُمكن القول إن الأرقام لا تعكس بوفاء ما قدّمه منتخب السلفادور على أرض الملعب. صحيح أن الفريق لم يسجل أي هدف حتى الآن، بيد أنه يزخر بنقطتين في رصيده، حيث استغل بشكل جيد صلابته الدفاعية التي قابلها سوء الحظ أمام مرمى الخصوم، حيث تمكّنت كتيبة لاسيليكتا من صنع العديد من فرص التسجيل. من جانبها، قدمت كل من هندوراس وكوستاريكا وجامايكا مستويات جيدة تخللتها عروض مثيرة للإعجاب، لكنها دفعت غالياً ثمن عدم التركيز في بعض الفترات، مما انعكس على ترتيبها الحالي في أسفل الجدول.

10 - رفعت بنما رصيدها الخالي من الهزيمة في التصفيات إلى عشر مباريات متتالية، محققّة حتى الآن ستة انتصارات وأربعة تعادلات. 1 - حققت جامايكا أول تعادل لها على أرض كوستاريكا، التي سبق لها أن فازت على كتيبة الريجي بويز في المباريات السبع التي دارت بين الفريقين في تاريخ التصفيات. 10 - سجّل الكندي كايل لارين عشرة أهداف في آخر 10 مباريات ضمن التصفيات.

"أثبتت التصفيات تاريخياً أنها منافسة معقدة للغاية، إذ ليس من السهل اللعب في أمريكا الوسطى. لو قيل لنا قبل انطلاق هذه المرحلة النهائية أننا سنحصد سبع نقاط من أصل تسع، لكنا قبلنا الأمر بصدر رحب،" حارس مرمى المكسيك جييرمو أوتشوا.