الثلاثاء 04 أكتوبر 2022, 09:00

الهند تستعد لانطلاقة الحلم

  • كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA الهند ٢٠٢٢™ هو بمثابة احتفال بروح الشباب وحيويتها

  • فرصة فريدة للترويج لكرة قدم السيدات وإلهام الفتيات من كافة الأعمار في أرجاء العالم

  • تسعى البطولة لترك إرث إيجابي لمستوى أكبر من المشاركة في اللعبة في الهند

تحمل تميمة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA الهند ٢٠٢٢™ اسم "إبها" وهي أكثر بكثير من مجرّد دمية كبيرة مسلية للأطفال، بل إنها لبؤة ترمز لقيم الصلابة والتمكين واللطف، التي تجسِّد فلسفة بطولة تنطلق بعد أسبوع من اليوم، وتشهد زرع بذور مواهب كروية ستزهر في المستقبل القريب. تدور رحى المنافسات بين 11 و30 أكتوبر/تشرين الأول في مدن بوبانسوار وجوا ونافي مومباي، ولا تقتصر أهميتها على كونها منصة تتألق فيها اللاعبات الشابات وتتنافسن بين جنبات المستطيل الأخضر، بل تبعث برسالة بصرية هامة جداً، مفادها أن كرة القدم هي للجميع.

وفي زيارتها للهند مؤخراً، قالت أريانا ديميروفيتش، رئيسة قسم FIFA لتطوير كرة قدم السيدات: "يتم تنظيم البطولة هناك لتكون بمثابة محفز لإطلاق أنشطة معينة، ولكن الهدف بالنسبة لنا هو الاستمرار بهذه الأنشطة لأن هناك حاجة لها في ولايات مختلفة، وفي مجتمعات محلية مختلفة. تتمثل الفكرة من وراء ذلك بالحرص على أن يكون لدى أولئك الفتيات اللواتي تشاركن في الأنشطة المتنوعة مكان يعدن إليه، وبرامج أكثر استدامة، وأن نستمر بمتابعة ما يجري، على أمل أن نشهد في المستقبل ارتفاعاً في نسبة المشارَكة". ولا يقتصر شعار البطولة "انطلاقة الحلم™" على أولئك اللاعبات المشاركات في البطولة واللواتي سيُدافعن عن قمصان منتخبات بلادهم، بل يُجسِّد روح المنافسات على مدى شهر أكتوبر/تشرين الأول، إذ تُعتبر هذه فرصة فريدة لإلهام وتمكين الفتيات من كافة الأعمار في الهند وحول العالم.

وبالنسبة للراغبين بكسر الحواجز والانطلاق إلى آفاق جديدة، تهدف البطولة إلى رفع مستوى الجدوى التجارية لكرة قدم الفتيات والسيدات في الهند، بالإضافة إلى تعزيز فرص المشاركة والتمكين، وذلك من خلال مقاربة شاملة ومتكاملة. وإلى جانب تحديث البنية التحتية باعتباره نقطة أساسية، تم إيلاء تركيز خاص على الدفع إلى الأمام بكل ما هو مطلوب لإحداث تغيير على مستوى كرة قدم السيدات في البلاد. وكان اليوم العالمي للمرأة سنة 2020 قد شهد إطلاق "برنامج المنح التكوينية للمدربات"، وهو أحد ثمانية برامج وضعها FIFA لتطوير كرة قدم السيدات، ويهدف لتعزيز تمثيل السيدات في الأدوار القيادية.

وقد تخرجت حتى الآن أكثر حوالي 350 سيدة من نسخ متعددة من هذه الدورة التي نُظمت على مستويين (الترخيص من الفئة 5، والترخيص من الفئة 4) وعُقدت في مدن مومباي، وبونا، ونافي مومباي، وكولهابور، وأوديشا، وغوا، وميغالايا والبنجاب ودلهي.

وبالنظر إلى أنه يتم التخطيط لتنظيم المزيد من النسخ في إطار هذه المبادرة، يتوقع أن يصل عدد الخريجات إلى 500 مدربة. كما يتم تنظيم "برنامج تكويني للحُكّام" كل المشاركات فيه من السيدات.

تُجسِّد قدرة كرة القدم على تحفيز تغيير اجتماعي جوهر قيم هذه البطولة. ولتشجيع مشاركة الجنسين في اللعبة، تم تنظيم فعالية خاصة تحت عنوان "مهرجان انطلاقة حلم كرة القدم"، وتَمثّل الهدف الرئيسي منه بتشجيع الأطفال على كسر الصور النمطية القائمة بين الجنسين من خلال الترويج لمشاركة الجميع من خلال ألعاب وأنشطة كروية. “وأضافت ديميروفيتش وابتسامة تعلو وجهها: "أمر مؤثر جداً وملهمٌ على المستوى الشخصي أن نرى هذا العدد من الأطفال يستمتعون بكرة القدم، بعضهم للمرة الأولى، ويلعبون في بطولات متعددة، وألعاب تشمل فرقاً صغيرة، ويفوزون بجوائز مختلفة، ويتشاركون التجارب، ويُعرفوننا على جوانب من الثقافة، ويتوجهون لنا بالأسئلة عن كرة القدم، وكرة قدم السيدات على وجه الخصوص". يمكن القول باختصار إذاً أن البطولة هي أكثير بكثير من مجرد تنافس كروي. فبالنسبة لأولئك الذين سيتابعون المباريات بين 11 و30 أكتوبر/تشرين الأول، فإنهم لن يساندوا من المنتخبات من المدرجات فحسب، بل سيضطلعون بدور فعال في دفع مسيرة المساواة نحو مستقبل أفضل.