في المكسيك، أضحت الأغنية التي أصبحت نشيدًا شعبيًا بمثابة تذكير دائم بأهمية الصبر: "ليس عليك أن تصل إلى هناك أولاً، ولكن عليك أن تعرف كيفية الوصول إلى هناك". تناغمًا مع أبيات الملحن خوسيه ألفريدو خيمينيز، لا تزال "Liga MX Femenil"، بعد مرور ست سنوات تقريبًا على تأسيسها، تخطو خطوات "صغيرة" مقارنة ببعض الدوريات الأخرى التي قطعت شوطًا أطول في مسارها التطوري. ومع ذلك، فإن تلك الخطوات، دون أدنى شك، تسير في الاتجاه الصحيح. "أعتقد أن قيمة الدوري وسبب قدرته على الانتقال من قوة إلى قوة هو أن جميع الأندية، وخاصة قيادة Liga MX، تمكنت من المضي قدمًا خطوة بخطوة،" علق المكسيكي كارلوس فالينزويلا، نائب الرئيس، ومسؤول العمليات والتسويق في نادي تيجريس، بعد وقت قصير من مشاركته في حلقة نقاش حول احتراف كرة القدم للسيدات في مؤتمر FIFA لكرة القدم للسيدات في سيدني.

تناولت حلقة النقاش القضايا التي تهدف إلى المساعدة في تمكين وتطوير كرة القدم النسائية. وتضمنت هذه الاستراتيجيات كيفية تسريع نموها والوصول إلى آفاق جديدة بما يتماشى مع استراتيجية FIFA لكرة القدم للسيدات. بالإضافة إلى ذلك، كيفية مساعدة الدوريات والأندية على الاحتراف من خلال حلول عملية والحصول على أطر تنظيمية أكثر قوة وبرامج تطوير مبتكرة. تعتبر فالينزويلا شاهدة مباشرة على نمو كرة القدم النسائية في المكسيك، حيث تعتقد أن النقطة المحورية في بداياتها كانت عودة المواهب المكسيكية إلى الوطن. "لقد بدأنا بدون مراكز دولية في كل فريق. لذلك، بدأن اللاعبات المكسيكيات الذين كانوا في الخارج في العودة إلى ديارهن - لأنه حتى ذلك الحين لم يكن هناك دوري في بلادنا. وتابع: "كان العديد منهن بالفعل لاعبات ذوات خبرة، لكن لم تتح لهن الفرصة مطلقًا للعب في الدوري المحلي. كان من المهم أن يكون لدينا لاعبات محليات ومواهب شابة".

وبمجرد تحقيق ذلك، فُتحت الأبواب تدريجيًا أمام العالم أجمع لتعزيز المواهب المحلية. "كنا نعلم أنه يمكن أن يكون أحد ركائزنا الأساسية هو وجود المواهب الشابة لقاعدة المشجعين للتفاعل معهم. بعد أن كان لدينا لاعبات محليات فقط، قرر الدوري المكون من 18 فريقًا أن الوقت قد حان للحصول على مركزين دوليين لكل ناد. كانت ذلك نقطة تغيير قواعد اللعبة للجميع" وفي هذه اللحظة بدأت الثورة الحقيقية. كان على الأندية أن تستثمر أكثر وأن تحسن بنيتها التحتية وقسم الكشافة الدولي. وكنتيجة واضحة لذلك ارتفع مستوى الدوري وأصبح أكثر احترافية. كما تجاوزت التداعيات مجال اللعب. "فيما يتعلق بالتسويق، بدأنا في جذب المزيد من الاهتمام. وبعد عامين ونصف، أصبح لدينا الآن أربعة مراكز دولية لكل ناد. وأعتقد أن كل فريق يستخدم هذه المراكز ليكون أكثر قدرة على المنافسة على أرض الملعب."

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذا، غابت المكسيك عن كأس العالم للسيدات أستراليا ونيوزيلندا 2023™. "صحيح أننا لم نتأهل. وهذا أمر محزن، لأن لدينا مثل هذا الجيل المذهل وهذه المواهب الكبيرة، ولكن، مرة أخرى، إنها لعبة، إنها كرة القدم، لذلك، لا يمكنك الفوز بكل شيء، و لقد قامت الفرق الأخرى بعمل رائع حقًا." وعلى الرغم من الانتكاسة، فإن التركيز على تطوير الدوري وأنديته لم يتوقف "نحن بحاجة إلى مواصلة الاستثمار بشكل أكبر في اللاعبات المحليات، وتطوير الشابات وأكاديميات الشباب، للحصول على لاعبات أفضل والاستعداد جيدًا لكأس العالم المقبلة. لدينا بنية تحتية جيدة، لكننا بحاجة للفوز بالمباريات حتى نمثل بلدنا في كأس العالم." وعلى المدى المتوسط؟ "نحن بحاجة إلى المزيد من البنية التحتية والمرافق الأفضل لأكاديميات الشباب لدينا لتطوير اللعبة والنمو، لدينا مسؤولية كبيرة للاستثمار خارج الملعب لمساعدتهن (اللاعبات) على التطور في مدرستهن ومع عائلاتهن أيضًا. وهذا أمر حيوي، كما نحاول تطوير اللاعبات التي أعمارهن بين 24-7."