الاثنين 04 أكتوبر 2021, 22:00

مالطا في كأس العالم؟ "لا شيء مستحيل!"

  • حقّقت مالطا الفوز الثالث في تاريخها في تصفيات كأس العالم

  • نتحدّث مع كل من كين أتارد، صاحب ثنائية، والمدرب ديفيس مانجيا

  • أتارد: "التحسّن المستمر يمكن أن يرتقي بنا إلى آفاق جديدة"

على الرغم من أنها واحدة من أصغر الدول في العالم، إلّا أن مالطا لديها تاريخ كروي حافل وأعرق من بلدان أخرى. فقد تأسس اتحاد مالطا لكرة القدم في عام 1900، أي قبل تأسيس FIFA، لينضم إلى UEFA وFIFA بعد ذلك بـ60 عاماً. ومنذ ذلك الحين، شارك منتخب مالطا في جميع التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية - كانت أولى مشاركاتها في نسخة 1974 - وكأس العالم FIFA. وسجلت أول فوزين لها في المباريات الرسمية على حساب منتخبي اليونان وأيسلندا في عامي 1975 و1982 على التوالي، واللذين تأهلا لاحقًا إلى نهائيات العرس العالمي.

Malta Striker Cain Attard

وعلاوة على ذلك، فقد خاضت مالطا على أرضها العديد من المباريات التي لا تُنسى في تاريخ التصفيات. فبعد عامين فقط من احتلالها مركز الوصيف في كأس العالم 1982، حلّت جمهورية ألمانيا الاتحادية، بفريق يعج بالنجوم، ضيفة على مالطا أمام عدد غير مسبوق من الجماهير، لتفوز عليها بصعوبة بنتيجة 3-2، فيما اكتفت البرتغال بالتعادل 2-2 في عام 1987. وفي مباراة تحضيرية لكأس الأمم الأوروربية 2000، حققت إنجلترا الفوز بنتيجة 2-1 بعد أن تمكّن حارس مرماها ريتشارد راين من صد ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء، ليتفادى الأسود الثلاثة مفاجأة من العيار الثقيل. وفي العام الماضي، أنهت مالطا تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2020 بفوز على حساب جزر فارو، تلاه انتصار ثالث في تصفيات كأس العالم أمام قبرص (3-0) في مطلع سبتمبر/أيلول 2021. وقد تحدث موقع FIFA.com إلى كين أتارد، الذي سجّل هدفين في هذا اللقاء، والمدرب ديفيس مانجيا. موقع FIFA.com: قبل أربعة أسابيع فقط، كانت مالطا قد حقّقت الفوز في مباراتين فقط من أصل 105 مباريات من تصفيات كأس العالم: 1-0 على إستونيا في مايو/أيار 1993 و1-0 أمام أرمينيا في يونيو/حزيران 2013. ثم أحرزتم الفوز الثالث ضد قبرص. كيف تصفون شعوركم بعد هذا الفوز؟ أتارد: من الرائع دائماً تحقيق الفوز، والأروع من ذلك هو أن تحققه في مباراة رسمية مع منتخب بلادك. لقد كان أداءًا قوياً من الفريق بأكمله. وأعتقد أننا نفذنا خطة المدرب واستغلّينا مختلف المواقف في المباراة لصالحنا. كما أن عودة الجماهير إلى الملعب بعد غياب طويل أعطتنا دفعة قوية. مانجيا: بعد الفوز على قبرص، شعرنا بالرضا لأن فريقنا تحسن وأصبح أفضل. فبالنسبة لنا، الأداء الجماعي أهم من النتيجة. وقد أسعدنا عودة الفريق لخوض مباراة إيجابية أخرى تضاهي التقدم الذي أحرزه في الأشهر الماضية.

Malta Striker Cain Attard

كين، لقد سجلت هدفين. هل كانت تلك أفضل لحظة في مسيرتك المهنية حتى الآن؟ أتارد: كانت تلك لحظة مميزة جدًا بالنسبة لي، وعنت الكثير بالنسبة لي شخصيًا. أنا لست لاعبًا يسجل الكثير من الأهداف، لذلك كان من الرائع جدًا أن أسجل هدفين لصالح فريقي في مثل هذه المباراة المهمة. إنها بالتأكيد واحدة من أفضل اللحظات في مسيرتي حتى الآن، وآمل أن يكون هناك المزيد منها. في تصنيف FIFA Coca-Cola العالمي، حققت مالطا أفضل ترتيب لها منذ سنوات حين احتلت المركز 171 (+6) في سبتمبر/أيلول. هل بلغت مالطا مستوى جديد؟ أتارد: يسعى فريقنا على الدوام إلى تحقيق نتائج إيجابية بغض النظر عن هوية الخصم، وهذا الأمر سيساعدنا في مواصلة تسلق المراتب. لذلك أعتقد أن هناك فرصة جيدة للغاية لمواصلة الصعود نحو الأعلى في التصنيف العالمي إذا واصلنا تسجيل مثل هذه العروض والنتائج الجيدة. ولكن تبقى هذه عملية تدريجية، الهدف منها الاستمرار في النمو. التحسّن المستمر يمكن أن يرتقي بنا إلى آفاق جديدة. مانجيا: من الواضح أننا سعداء لأن مالطا حسّنت مركزها في تصنيف FIFA العالمي، لكن هذا مجرد تأكيد على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. من الخطأ أن نتوقف ونعتقد أننا حققنا إنجازاً كبيراً، لأنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه. علينا أن ننظر إلى هذا على أنه خطوة إضافية في تطوير الفريق ومواصلة العمل معًا للاستمرار في تحسين الأداء..

ما هي أهدافكم في المباريات القادمة؟ أتارد: نضع الفوز دائمًا نصب أعيننا كلما دخلنا إلى أرض الملعب. فنحن نعرف خصومنا وسنحلل أسلوب لعبهم عندما يحين وقت خوض المباريات الدولية. أمامنا مباراتان صعبتان بالتأكيد: على أرضنا ضد سلوفينيا وخارجها ضد قبرص، ولكن ستكون لدينا فرصة جيدة لتحقيق نتائج إيجابية في موجهتي أكتوبر/تشرين الأول إذا ما لعبنا بتركيز تام وبالعقلية الصحيحة. مانجيا: هدفنا الرئيسي هو تأكيد وتعزيز الإنجازات الإيجابية التي حققناها حتى الآن. يجب أن نلعب بالعقلية الصحيحة، لأن هذا أمر في غاية الأهمية حتى نتمكن من الاستمرار في تحسين أدائنا. تكمن فلسفتنا في أن النتيجة تعكس الأداء على أرض الملعب، وعملنا في التدريبات ينصب على إعداد اللاعبين لتحقيق أقصى قدر من مهاراتهم الفردية والجماعية يوم المباراة.

هل تعتقد أن مالطا ستخوض يوماً ما نهائيات كأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم؟ أتارد: لا أحد يعرف ما سيحدث في المستقبل، لكنني أعتقد أنه مع التقدم المستمر والتطور في كرة القدم المالطية على جميع الأصعدة، سنحصل يوما ما على فرصة التأهل لبطولة كبرى. قد يحدث ذلك في المستقبل القريب أو البعيد. كل شيء ممكن. مانجيا: لا شيء مستحيل! نعلم أنه تحدٍ كبير، لكن في كرة القدم، وكما هو الحال في الحياة الطبيعية، عليك دائمًا أن تعمل بجد وتسعى لتحقيق أهداف أكبر. هذه هي فلسفتي وهي في صميم عملنا مع الفرق الوطنية والمدربين وكرة القدم المالطية بشكل عام.

Malta Coach Devis Mangia

كين، لقد تولى مانجيا تدريب مالطا منذ عام 2019. كيف تصفه؟ أتارد: لقد انصب عمل المدرب، لحظة أن تولى منصبه، على الطريقة التي يريد أن يلعب بها الفريق. وأظهرت العروض التي قدمناها أن اللاعبين يتأقلمون مع أسلوبه. فمن الجيد دائمًا أن ترى فريقًا يبني اللعب من الخلف، وهذه طريقة مختلفة تمامًا عما عهدناه سابقا في منتخب مالطا. أعتقد أن كرة القدم التي نلعبها الآن أكثر إثارة ومتعة، سواء بالنسبة للاعبين أو الجمهور المالطي الذي يشاهد مباريات المنتخب. ما هي الجوانب التي يُمكن لمالطا أن تتحسن فيها على المستوى الكروي؟ مانجيا: يمكننا كفريق تحسين أدائنا في جميع جوانب اللعب. ولكي تتطور مالطا كروياً على الصعيد الدولي، يجب على الجميع أن يساند ويتقاسم رؤية اتحاد كرة القدم المالطي. ويجب أن نستوعب أن جميع المكونات، بما في ذلك لاعبي المنتخب والجهاز الفني والإدارة والأندية، يتعين عليها أن تلعب دورها جنبًا إلى جنب مع السلطات والحكومة، لأن الطريقة الوحيدة لرفع المستوى في جميع المجالات تكمن في العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة.