مع تطور البلدان، فإن أندورا ليست بالضبط ما يمكن أن نطلق عليه اسم "التقليدي". يمتد هذا البلد غير الساحلي على مساحة صغيرة ويقع بين جبال البرانس، ويشكل حجمه وتضاريسه عائقًا خطيرًا أمام أي جهود للتوسع والتطوير. من المؤكد أن هذه التحديات لها تأثير على النظام البيئي لكرة القدم في البلاد وعمل الاتحاد الأندوري لكرة القدم (FAF). ومع ذلك، فقد ضمنت جرعة صحية من التفكير الخيالي وعدم وجود نقص في المسعى تحقيق خطوات كبيرة - داخل وخارج الملعب -  والتي كانت تبدو غير قابلة للتصور قبل بضع سنوات قليلة. وغني عن القول أن الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية كان لها دور كبير في تقدم أندورا، حيث قدمت مساهمة لا تقدر بثمن من خلال برنامج FIFA Forward وسلسلة FIFA، والتي تم لعب مرحلتها التجريبية للتو. وكما قال ديفيد رودريجو، الأمين العام لاتحاد أندورا لكرة القدم، لموقع FIFA Inside: "لقد كان برنامج Forward حيوياً بالنسبة لنا، لا سيما فيما يتعلق ببناء البنية التحتية، والتي تعد حالياً واحدة من أكبر عيوبنا. هناك حوالي 120 فريقًا في جميع أنحاء البلاد، من مستوى الشباب إلى مستوى الكبار، ونحن مجرد دولة صغيرة جدًا.

وأضاف: "في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لدينا خمسة ملاعب كرة قدم فقط، وعندما يتعلق الأمر بالتدريب، يكون الأمر بمثابة صراع حقيقي لتناسب جميع الفرق". ومع ذلك، فإن هذه العقبات لم تفعل الكثير لإضعاف رغبة القوات المسلحة الأفغانية في اتخاذ خطوات واسعة والإشراف على تحسينات البنية التحتية. "نحن نقوم حاليًا ببناء ملعب جديد لكرة القدم، والذي سيستضيف مباريات منتخبنا الوطني للرجال. حتى الآن، ساهم برنامج Forward بمبلغ 3.5 مليون دولار أمريكي خلال دوراته الثلاث الأولى، وسنستثمر كل المبلغ المتبقي البالغ 2 مليون دولار أمريكي في الملعب." لا يمكن المبالغة في التأكيد على أهمية الدعم الذي يتلقاه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من FIFA. وأكد المدير التنفيذي لاتحاد أندورا لكرة القدم، الذي حرص على لفت الانتباه إلى مجمع لا ماسانا التابع للاتحاد، والذي تم افتتاحه رسميًا في 20 سبتمبر/أيلول 2023، أن "الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، حيث يأتي حوالي 20-25% من ميزانيتنا من برنامج FIFA المستقبلي". وحصل على المركز الثاني في حفل توزيع جوائز FIFA Forward Awards الافتتاحي الذي أقيم في يونيو 2023.

“إن حصول مشروع لا ماسانا على الجائزة الثانية كان أمرًا مهمًا للغاية بالنسبة لنا لأنه يثبت أنه، على الرغم من كوننا جمعية صغيرة، إذا قمت بالأمور بالطريقة الصحيحة، فلا يزال من الممكن الفوز بمثل هذه الجوائز. وأضاف رودريجو وهو يبتسم بابتسامة فخور: "إنه أمر مُرضٍ أن اتحادًا صغيرًا مثل اتحادنا قادر على مقارعة الاتحادات الكبرى، لأننا غالبًا ما نكافح للتنافس معهم على أرض الملعب". يعد تطوير كرة القدم للشباب وأندية الإمارة من الأهداف الرئيسية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، حيث يلعب لا ماسانا دوراً أساسياً على كلا الجبهتين.

“إنه مركزنا الفني الوطني، وقد مكّن لاعبي منتخبنا الوطني من مضاعفة عدد ساعات التدريب الخاصة بهم. يقضون الصباح معنا، مع قسم الأداء لدينا، قبل التوجه للانضمام إلى فرق أنديتهم في فترة ما بعد الظهر/المساء. لقد كان هذا الترتيب أساسيًا في التحسن الذي شهدناه في أدائنا على مستوى المنتخب الوطني. بالإضافة إلى ذلك، اتخذ الأندوريون مؤخرًا خطوة إلى الأمام في تطورهم كفريق وطني من خلال التنافس في بطولة FIFA Series 2024 الجزائر™، والتي توفر لرجال كولدو ألفاريز الفرصة لاختبار أنفسهم ضد منافسة من الاتحادات القارية الأخرى. "إنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، لأنه بدون سلسلة FIFA، لم تكن لدينا فرصة لمواجهة جنوب أفريقيا أو بوليفيا. إنها فرصة لنا لاكتشاف ثقافات وأساليب لعب أخرى. علق رودريجو، الذي شدد على مدى أهمية إتاحة الفرصة للاعبين والفرق والمشجعين في البلاد لخوض مباريات تنافسية أكثر أهمية: "إنها تجربة غنية حقًا بالنسبة لنا كدول صغيرة".

لا تسمح البطولة العابرة للقارات التي تم إطلاقها حديثاً للاتحاد الأندوري لكرة القدم بالسير في منطقة مجهولة فحسب، بل إنها توفر أيضاً للمنتخب الوطني تجربة تعليمية مفيدة، مع منح اللاعبين والجهاز الفني إمكانية الوصول إلى مباريات أكثر أهمية. "إنه أمر مهم لتطوير اللاعبين، لأنه يمنحهم طعم أساليب اللعب من القارات الأخرى. لقد اعتدنا على مواجهة المنتخبات الأوروبية، لكن هذه تجربة تنافسية مختلفة تمامًا. "نحن سعداء، والطاقم التدريبي لدينا سعداء بشكل خاص لأنهم طلبوا منا ترتيب مباريات ضد منتخبات وطنية من قارات أخرى، لكن ميزانيتنا كانت في كثير من الأحيان حجر عثرة،" قال رودريغو قبل أن يوقع بكلمات الأمل للمنتخب. مستقبل سلسلة FIFA. "أود أن أرى أنه أصبح لاعبا أساسيا في السنوات المقبلة. نحن بالتأكيد نحب المشاركة. لقد منحتنا سلسلة FIFA الفرصة لمواجهة منتخبات وطنية من اتحادات أخرى.