الخميس 22 يونيو 2023, 08:00

FIFA، الاتحاد الأفريقي واتحاد أوقيانوسيا يعملون معاً لتحسين مسارات التدريب النسائية

  • دعوة مسكيرم جوشايم وإيما إيفانز للمشاركة في ورشة عمل برنامج FIFA لتوجيه المدربين في لشبونة بصفة مراقبتين

  • الاتحادان يركزان على تنمية الفرص رغم الاختلافات الجغرافية والثقافية العديدة بين منطقتيهما

  • الاتحادان يخططان للاستفادة من الطلب المتزايد على المشاركة في ضوء بطولة كأس العالم للسيدات FIFA لهذا العام

20,000 كيلومتر هي المسافة التي تفصل بين أوكلاند ولشبونة. لكنّ بُعد المسافة وإرهاق السفر لم يمنعا إيما إيفانز من المشاركة في برنامج FIFA لتوجيه المدربين، عندما انطلقت ورشة العمل الثانية منذ شهر.

عملت إيفانز في اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم لمدة 4 سنوات ونصف، وتعمل حالياً مديرة لكرة القدم للسيدات. وقد لبت الدعوة التي تلقتها من بليندا ويلسون، مديرة التطوير الفني الأولى في فريق تطوير كرة القدم للسيدات FIFA، للمشاركة في الورشة التي استضافتها لشبونة في نهاية شهر مايو/آيار، إلى جانب مسكيرم جوشايم، نظيرتها في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

قالت ويلسون: "هذه هي النسخة الثانية من برنامج FIFA لتوجيه المدربين، وحتى الآن، كان تمثيل المدربين من إفريقيا وأوقيانوسيا محدوداً. ونحن نسعى من خلال دعوة إيما ومسكيرم إلى تشارك منهجيتنا والتواصل مع المزيد من المدربات لضمان حصولهن على نفس الفرص للاستفادة من برنامج توجيه المدربين".

يقع المقر الرئيسي لاتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم في أوكلاند، نيوزيلندا، وهو يضم 11 اتحاداً عضواً منتشراً عبر منطقة المحيط الهادئ.

قالت إيفانز: "الانتشار الجغرافي في منطقتنا هائل. وعلى الرغم من انخفاض أعداد السكان في بلدان المنطقة، إلا أن بعض تلك البلدان تضم مئات الجزر الصغيرة. قد يكون هناك فقط بضع مئات من الأشخاص الذين يعيشون على تلك الجزر، لكننا نحاول جعل التعليم في متناول الجميع".

وأضافت: "نواجه أيضاً تحديات عندما يتعلق الأمر بالاتصال عبر الإنترنت في بعض البلدان، لذلك يجب علينا أن نتحلى بالمرونة. وهنا يأتي دور برامج مثل برنامج FIFA التوجيهي هذا. إنه ليس دورة تدريبية تعقد لمرة واحدة فحسب، بل هو عبارة عن دعم مباشر ومتواصل. ومن المفيد حقاً أن نرى كيفية تنفيذه على المستوى العالمي. ومن ثم سنعمل على تنفيذه في منطقتنا".

Girls attend a football clinic in Tahiti. Emma Evans Photo

على نفس المنوال، سافرت مسكيرم جوشايم من مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في القاهرة إلى لشبونة للمشاركة في الورشة. ولا تختلف التحديات اليومية التي تواجهها مسكيرم عن تلك التي تواجهها إيفانز.

وقالت مسكيرم، رئيسة كرة القدم للسيدات في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والمولودة في إثيوبيا: "لدينا 54 اتحاداً عضواً من ثقافات مختلفة، وبيئات مختلفة، ومراحل مختلفة من تطور كرة القدم للسيدات. هذا أحد أكبر التحديات التي نواجهها".

وأضافت: "نحن نحقق الكثير من التقدم في أفريقيا في كرة القدم للسيدات - بطل دوري أبطال أفريقيا للسيدات الحالي يتم تدريبه من قبل امرأة - لكننا نعلم أيضاً أن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به لتحسينه. لدينا اتحادات أعضاء تركز بشدة على تعليم المدربين وقد طورت الكثير من المدربين بالفعل، في حين أن الاتحادات الأعضاء الأخرى لا تمتلك هذا النوع من القدرات، وعدد المدربات لديها قليل".

FIFA Coach Mentorship programme workshop, Lisbon

“وتابعت: "نحن نعمل على تنظيم المزيد من دورات التدريب النسائية للمدربات، ويمكن أن يكون برنامج توجيه المدربين هذا وسيلة تعليم أساسية تساعدنا على تحقيق هذا الهدف".

من جانبها، ترى ويلسون أن ضمان وجود مسارات محسنة للمدربات، لا سيما مع استمرار انتشار لعبة كرة القدم للسيدات على مستوى العالم، يعد موضوعاً بالغ الأهمية لمواكبة مجالات النمو الأخرى.

قالت ويلسون بحماسة: "لقد تقلدت العديد من المناصب في مجال كرة القدم، ابتداء من المستوى الشعبي ووصولا إلى المنتخبات الوطنية، والآن في FIFA. إن كرة القدم النسائية تنمو بوتيرة متسارعة، وأنا سعيدة بذلك. ولكن علينا أن نتذكر أيضاً أننا بحاجة إلى بناء أسس قوية".

FIFA Coach Mentorship programme workshop, Lisbon

في الماضي، كان للمدربات مسار مهني واحد يتمثل في تدريب فريق وطني للشابات قبل الوصول إلى الفريق الأول إما بصفة مساعد مدرب أو مدرب رئيسي. لكن الاحتراف المتزايد لكرة قدم السيدات، بما في ذلك بطولات الدوري، يوفر الآن المزيد من الفرص وإمكانيات الوصول إلى مسارات مهنية أخرى.

تابعت ويلسون: "أعتقد أن منتخباتنا الوطنية بحاجة إلى فهم ما يحدث في بيئة النادي، والعكس صحيح. وأعتقد أن هذا الموضوع يتسم بالأهمية ويجب أن يطرح للمناقشة المستمرة خلال السنوات القليلة المقبلة".

FIFA Coach Mentorship programme workshop, Lisbon

“وأضافت: "إن تطوير المدربين لا يتعلق بالحضور ومنح المشاركين التراخيص أو شارات التدريب. إنه يتعلق بوضع تلك المعرفة موضع التنفيذ. لدينا اتحادات أعضاء تنتهج مساراً ثابتاً، وهذا أمر رائع، لكننا نرى أيضاً بعض الفجوات. إذا كنت تحلم بأن تصبح مدرباً في المستوى الأول، فمن المهم حقاً أن يتم تضمين نهج تطوير المدربين في هذا المسار".

في 20 يوليو/تموز، ستنطلق بطولة كأس العالم للسيدات FIFA التاسعة بمشاركة 32 فريقاً لأول مرة في تاريخ البطولة. وبينما تتنافس أفضل لاعبات العالم على رفع الكأس، ستكون بطولة السيدات مرة أخرى محط أنظار العالم. إنها لحظة "مليئة بالمشاعر" على حد تعبير الأسترالية ويلسون. أما بالنسبة إلى مسكيرم وإيفانز، فإن هناك فرصة رائعة للاستفادة من هذه اللحظة لتطوير كرة القدم النسائية.

قالت إيفانز: "لدينا إستراتيجية لكرة القدم للسيدات في أوقيانوسيا تسمى“الكل يشارك" نحاول من خلالها الاستفادة من الزخم والتشويق الذي ستجلبه بطولة كأس العالم للسيدات FIFA إلى منطقتنا".

وتابعت: "لقد حاولنا لفترة طويلة نقل كأس العالم للسيدات إلى المحيط الهادئ. نريد أن تحظى البطولة بالاهتمام الذي تستحقه. نريد كسر الحواجز حتى يتمكن الجمهور من الوصول إلى المباريات على أعلى المستويات. لذلك، فإننا ننشئ عدداً من مناطق ومراكز المعجبين".

وقالت: "آمل أن تلهم هذه البطولة الفتيات والفتيان الصغار على حد سواء للعب، وأن تتجاوز ذلك بحيث تثبت للآباء أن كرة القدم للسيدات يمكن أن تكون مساراً وظيفياً لبناتهن وحفيداتهن، وأنها تستحق دعمهم. نحن نتبع حقاً نهجاً شاملاً للتأكد من جهوزية البنية التحتية والمسارات المحيطة بكرة القدم عندما ترى تلك الفتيات بطولة كأس العالم للسيدات FIFA".

FIFA Coach Mentorship programme workshop, Lisbon

في إفريقيا، تطورت كرة قدم السيدات أيضاً بشكل سريع فاجأ الجميع حتى أولئك الذين كان لهم باع طويل فيها مثل مسكيرم.

تقول مسكيرم: "لقد ساعدتنا تصفيات كأس أمم أفريقيا للسيدات على رؤية التقدم الهائل في كرة القدم النسائية في مختلف الاتحادات الأعضاء. لقد كانت رؤية الفتيات وهن يأتين لمشاهدة كرة القدم النسائية بأرقام قياسية شيئاً جديداً بالنسبة لنا وكان بمثابة تغيير لقواعد اللعبة".

ومع انضمام زامبيا والمغرب إلى نيجيريا وجنوب إفريقيا في كأس العالم للسيدات FIFA، فإن الاهتمام بالمناطق الجديدة متوقع بشدة. وقد تم تخصيص ديزيريه إليس، مدربة منتخب جنوب أفريقيا للسيدات والمدربة في برنامج توجيه المدربين، واثنتين من المتدربات في لشبونة هما ماجي تشومبو، مدربة منتخب ملاوي للسيدات تحت 20 عاماً، وشيلين بويسن، لدعم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

اختتمت مسكيرم حديثها بالقول: "تعمل ديزيريه وماجي وشيلين جميعهن معنا كمدربات. وفي سبتمبر، نخطط لعقد دورة جديدة لتدريب المدربين. كما أننا نعمل عن كثب مع FIFA لتصميم برنامجنا الخاص لتوجيه المدربين والمتدربين، وسوف ندعو هؤلاء النساء الثلاث لمشاركة خبراتهن مع المدربات الأخريات".

الأهداف الرئيسية

سيحقق FIFA أهدافه من خلال تنفيذ استراتيجية خماسية من أجل:

التطوير والتنمية... داخل وخارج الملعب

يتعيّن على كل اتحاد عضو توفير منصب واحد في لجنته التنفيذية مخصّص لمصالح السيدات، وبحلول عام 2026 يجب أن يكون هناك سيدة واحدة على الأقل في هذا المنصب، بينما بحلول عام 2022، سيكون ثلث أعضاء لجنة FIFA على الأقل من السيدات. تعزيز وتوسيع برنامج تطوير القيادات النسائية وتحسين الاحتراف والرقابة التنظيمية.

التعليم والتمكين

معالجة القضايا الاجتماعية والصحية المحددة والتركيز عليها والتواصل مع المنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة الحكوميين لتطوير مشاريع مستدامة تعمل على تحسين حياة السيدات.

الإدارة والقيادة... داخل وخارج الملعب

بحلول عام 2022، وضع استراتيجيات كرة القدم للسيدات في 100% من الاتحادات الأعضاء، وبحلول عام 2026، مضاعفة عدد الاتحادات الأعضاء التي تملك دوريات منظّمة للشباب. توسيع نطاق برامج كرة القدم في المدارس، وإنشاء أكاديميات النخبة، وزيادة عدد المدربين والحكام المؤهلين، مما يحسّن بشكل كبير وصول الفتيات إلى اللعبة.

تسليط الضوء على اللعبة... تطوير بطولات السيدات

تحسين التصفيات الإقليمية لمسابقات FIFA وتطوير تلك الأحداث لبناء لاعبات مميّزات في سن مبكرة. تطوير وإطلاق مسابقات دولية جديدة وتحسين إطار عمل الأندية المحترفة.

التواصل والتسويق... زيادة الانتشار والقيمة

تعزيز الوعي باللاعب المميزات ورفع مستوى كرة القدم للسيدات من خلال تعزيز المشاركة وتسخير التكنولوجيا وتنفيذ استراتيجية علامة تجارية متميزة واستخدام نماذج القدوة والسفراء بالإضافة إلى برنامج مخصّص لأساطير السيدات. بحلول عام 2026، إطلاق برنامج تجاري لكرة القدم للسيدات.