الاثنين 05 أكتوبر 2020, 03:27

همام طارق: هذا الجيل من اللاعبين أثبت قدرته

  • يحلم همام طارق باللعب في كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢

  • بزغ نجمه في كأس العالم تحت 20 تركيا سنة 2013

  • شارك في كل البطولات الممكنة مع منتخب العراق حتى الآن

لم يكن يخطر ببال جماهير العراق أن بطولة كأس آسيا تحت 19 عاماً 2012 ستُعلن عن ولادة جيل موهوب كان من بينهم شاب يافع يملك مهارات فذة ويلعب بقدمه اليسرى منطلقاً بسرعة ويتحرك مثل "الزئبق" ويملأ الملعب بحركته الدؤوبة متخذاً من شغفه الكبير بكرة القدم وقوداً لكي يقدّم أقصى ما لديه فوق المستطيل الأخضر.

لا يُمكن التصديق أنه خلال السنوات الثمان الماضية شارك همام طارق في كل البطولات الممكنة "بعضها أكثر من مرة" مثل كأس آسيا تحت 19 سنة، وكأس العالم تحت 20 سنة FIFA، وكأس الخليج، وتصفيات كأس العالم FIFA، وتصفيات كأس آسيا ثم نهائيات كأس آسيا، وكأس آسيا تحت 23 سنة كما خاض عدة تجارب احترافية في إيران والإمارات ومصر.

يا لها من سيرة مليئة لشاب لم يُنهِ بعد عامه الـ24، وعندما سئل النجم العراقي عن ذلك أجاب في مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com: "أشكر الله على ما حقّقته حتى الآن. هذا توفيق كبير وشرف عظيم بأن أحمل قميص منتخب العراق في كل تلك البطولات،" ويضيف ضاحكاً "ما زال لديّ الكثير، هدفنا المقبل التأهل لكأس العالم، أنا متأكد أن هذا هو ما نريده جميعاً. العراق بلد كبير وشعبه يستحق منا التضحية ونحن كلاعبين سيكون تركيزنا منصب على إتمام هذه المهمة."

حلم كأس العالم

شرح النجم الموهوب من خلال الحديث معه على الهاتف من مدينة الإسماعيلية المصرية، حيث يحترف طارق مع الإسماعيلي في الدوري المصري، الموقف الحالي لمنتخب "أسود الرافدين" في تصفيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ "نحن في صدارة المجموعة الثالثة، ولدينا ثلاث مباريات بتسع نقاط، وهدفنا الأول هو الفوز بها جميعاً. نريد أن نتأهل من موقع الصدارة للدور النهائي من أجل مواصلة حلمنا الكبير واللعب في نهائيات قطر بعد غياب طويل منذ المكسيك 1986."

حقق العراق مسيرة أكثر من جيدة في التصفيات حتى الآن، إذ انتصر في ثلاث مباريات منها واحدة على إيران (2-1) وتعادل مرتين كانتا أمام البحرين (ذهاباً وإياباً). ويقول طارق حول هذه النتائج "كانت المباريات الخمس قوية حيث عدنا بانتصارين خارج الديار أمام هونج كونج وكمبوديا، وتعادلنا مع البحرين في المنامة، ثم حققنا الفوز المهم على إيران في العاصمة الأردنية عمان. بعد ذلك تعادلنا من جديد مع البحرين في الأردن إياباً وبالنظر لهذه النتائج أعتقد أننا نبلي البلاء الحسن."

وأكد قائلاً "تطوّر منتخب البحرين في العامين الماضيين، وأصبح يقدم كرة جميلة ويحقق النتائج أيضاً. لقد فازوا بكأس غرب آسيا في العراق، وكأس الخليج في قطر وأرى أن التعادل معهم كان عادلاً في اللقاءين. أتمنى أن يتأهلوا رفقتنا للدور النهائي لم لا. أما إيران فنعرف أنها دوما من المرشحين للتأهل لكأس العالم، ولذلك كانت مباراتنا معهم أشبه بالنهائي، لا يمكن الخسارة أمامهم. المباراة الأولى كانت مثيرة وقوية، قدمنا فيها مجهوداً كبيراً وأعتقد أن هدف الفوز الذي أتى في اللحظات الأخيرة هو مكافأة للاعبين على ذلك. كانت مباراة بـ6 نقاط، وخسارتهم الأولى أمام البحرين تجعلهم بوضع مشكوك فيه الآن".

لعب كل العراق والبحرين خمس جولات قبل التوقف بفعل جائحة كورونا، أما منتخب إيران فخاض أربع جولات، وعليه أن يفوز بالمباريات الثلاث قبل أن يواجه العراق ربما على تذكرة العبور للدور النهائي. ويقول همام عن مواجهة إيران "نعرف أنهم سيبذلون أقصى ما لديهم من أجل الحصول على النقاط التسع قبل مواجهتنا. سنكون مستعدين لهذا بالتأكيد، ونحن كذلك نريد أن نصل للجولة الأخيرة متصدّرين."

plh0axkdgj6zne07izvq.jpg

الصبر والمثابرة

تواجد همام بعيداً عن عائلته خلال فترة الإغلاق العالمية التي فرضتها جائحة كورونا حيث بقي في الإسماعيلية وتحدّث عن هذه التجربة الصعبة بالقول "كان وقتاً عصيباً أن أكون بعيداً عن عائلتي، ولكن كانت الأمور جيدة هنا، فلدي أصدقاء وسكان المدينة رائعون. أمضيت الكثير من الوقت وأنا أتدرب منفرداً في المنزل للحفاظ على اللياقة البدنية بانتظار عودة النشاط. وها نحن نكمل البطولة وقاربنا على إنهاء الموسم الطويل."

يملك همام شغفا كبيراً كلما أتى الحديث عن المنتخب العراقي "لم نخض أي مباراة منذ وقت طويل، لكن عندما يحين موعد المباريات سنكون جاهزين للإنخراط سريعاً ورفع المستوى الفني من أجل استكمال التصفيات. أعتقد أن عام 2021 سيكون مزدحماً بالمباريات الدولية ولكن لا ضير من ذلك لأنه قد يكون أفضل حتى نبقى في تواصل دائم وتكون النتائج أفضل في كل مرة."

بطولات في الذاكرة

بزغ نجم همام طارق في كأس آسيا تحت 19 سنة 2012 حيث وصل مع منتخب العراق إلى المباراة النهائية وقد استذكر البطولة التي أُقيمت في الإمارات قائلاً "كانت بطولة رائعة! لقد حققنا انتصارات متتالية وتأهلنا لكأس العالم ثم بلغنا النهائي. تصدّرنا مجموعتنا على حساب كوريا الجنوبية في الدور الأول وتفوّقنا على اليابان في ربع النهائي ثم أستراليا في نصف النهائي. لم يكن التوفيق حليفنا في النهائي أمام كوريا الجنوبية بعدما سجلوا هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، ثم خسرنا اللقب بركلات الترجيح."

رغم الخسارة في المباراة النهائية، إلا أن همام وزملائه نجحوا في استعادة معنوياتهم قبل المشاركة في كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013 FIFA والتي أنهاها المنتخب العراقي في المركز الثالث. وقد وصف همام المشاركة في تلك البطولة بأنها كانت "تاريخية."

وقال لاعب الوسط المتميّز "امتلكنا كل المقومات من لاعبين موهوبين ومدرب رائع والفترة التي قضيناها معا كانت تشهد تطويراً هائلاً في الأداء والتفكير وطرق اللعب. في تركيا تصدّرنا مجموعتنا أمام تشيلي ومصر وإنجلترا واعتقد الكثيرون أن هذه مفاجأة وأننا سنغادر من الدور الثاني. لقد كان تحدٍ كبير وأردنا أن نثبت للجميع قوتنا. انتصرنا على باراجواي ثم قمنا برد الدين بنفس الطريقة أمام كوريا الجنوبية (بركلات الترجيح). وقفت أوروجواي أمامنا في نصف النهائي حيث كنا قريبن من تحقيق المعجزة والمنافسة على اللقب. لكن بالنهاية أعتقد أنها كانت تجربة رائعة، وقدّمنا فيها خير مثال عن كيفية لعب العراقيين لكرة القدم."

وأضاف "هذا الجيل من اللاعبين، أثبت قدرته وحجز مكانه في كل البطولات التالية، وأعتقد أنني محظوظ لخوض كل تلك البطولات الكبيرة. فزت بلقب كأس آسيا تحت 23 سنة في نسختها الأولى، ولعبت بمسابقة كرة القدم في الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو وفي كأس آسيا مرتين (2015 و2019). كل تلك المنافسات الكبيرة راكمت فيها خبرات هائلة. وكما قلت لدينا الفرصة الآن كلاعبين من أجل أن نصب كل تلك الخبرات ونركّز على هدف التأهل لكأس العالم في قطر ٢٠٢٢."

وختم حديثه بالقول "هذا أقل ما يمكن أن نقدمه للشعب العراقي الذي يعيش أوقاتاً صعبة ويحتاج للفرح."