الأربعاء 26 فبراير 2020, 07:15

عدنان: حان الوقت ليتأهل العراق إلى كأس العالم FIFA من جديد

  • يحلق منتخب العراق عالياً في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢

  • يواصل العراق تحقيق الانتصارات، بما في ذلك الفوز على إيران، رغم كل الصعاب

  • يتحدث علي عدنان عن أداء منتخب بلاده في التصفيات

لم يكن علي عدنان قد رأى النور حين تأهل العراق للمرة الأولى والأخيرة حتى الآن إلى نهائيات كأس العالم FIFA نسخة المكسيك 1986، في المقابل تابع عن كثب تتويج كتيبة أسود الرافدين بكأس آسيا عام 2007.

صرّح عدنان لموقع FIFA.com قائلاً: "كنت في الثالثة عشرة من عمري. أتذكر أنني رقصت في الشارع مع أصدقائي حتى الفجر."

وأضاف مسترسلاً: "يعلم الجميع أن العراقيين يعانون كثيراً في الآونة الأخيرة. في تلك الأيام، كان الناس يخافون الخروج في الليل. ولكن عندما فزنا بكأس آسيا، اجتاحت الجموع الشوارع. أعتقد أن ذلك التتويج ساعد على التقريب بين العراقيين. وهذا أمر يعني حقاً الكثير. لا يزال الناس يتحدثون عن ذلك الفريق."

بمجرد استحضار تلك الذكرى ارتسمت على مُحيّا عدنان ابتسامة عريضة، وذلك لسبب وجيه. إذ يبدو أن المنتخب الحالي، الذي يلعب فيه دوراً أساسياً، يسير في الطريق الصحيح ليكسب أيضاً قلوب العراقيين. فقد يصبح ثاني فريق في تاريخ العراق (الأول منذ 36 عاماً) يحقق التأهل إلى نهائيات كأس العالم FIFA. ويبدو أن عدنان واثق من تحقيق ذلك.

كما أن النتائج تقف في صفّه، على الأقل إلى غاية اليوم. فبعد خمس جولات (من ثمانية)، لم يتجرع العراق مرارة الهزيمة ويتصدر مجموعته في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢. ويبتعد أسود الرافدين بفارق خمس نقاط عن إيران، ولكن لعب مباراة أكثر من خصمه.

وأكد الظهير الأيسر القوي، الذي يلعب لنادي فانكوفر وايت كابس في دوري المحترفين الأمريكي لكرة القدم، قائلاً: "كل شيء يسير على أفضل ما يرام"، مضيفاً "كفريق، نستمتع بكل لحظة. لدينا الآن ثلاث مباريات متبقية في هذا الدور الثاني. وآمل أن نكون بعد ذلك قد خطونا خطوة أخرى نحو كأس العالم".

وتابع مسترسلاً: "تأهل العراق إلى كأس العالم مرة واحدة فقط عام 1986. وقد مرّ زمن طويل على ذلك. أعتقد أنه قد حان الوقت لنحقق التأهل مرة أخرى. لدينا اللاعبين والطاقم التقني والمشجعين لتحقيق هذا الإنجاز. لدينا كل ما نحتاجه. لهذا السبب أعتقد أننا سننجح في حجز تذكرة السفر إلى قطر ٢٠٢٢".

q8ejvx1bgsbkktg3cwyp.jpg

المباريات المتبقية للعراق في المجموعة الثالثة

· 31 مارس/آذار ضد هونغ كونغ (خارج الديار) · 4 يونيو/حزيران ضد كمبوديا (داخل الديار) · 9 يونيو/حزيران ضد إيران (خارج الديار)

كان أكبر إنجاز حققه منتخب العراق خلال التصفيات هو فوزه بنتيجة 2-1 على إيران في شهر نوفمبر الماضي. ولا شك أن عدنان يحتفظ بذكريات جميلة عن ذلك الانتصار الثمين على جارهم وخصمهم التاريخي.

وفي هذا الصدد، علّق قائلاً: "كلما أرتدي هذا القميص أفكر بكيفية إسعاد مشجعينا. ولهذا السبب انتابتني فرحة غامرة بعد الفوز على إيران. الشعب العراقي يعشق كرة القدم. وفي الساعات التي سبقت المواجهة، تم إغلاق كل شيء -المتاجر والمدارس- حتى يتمكن الناس من متابعة اللقاء.

وأضاف قائلاً: "لعبت مع المنتخب الوطني منذ فترة طويلة. وبالنسبة لي، يبقى ما تشعر به مختلفاً للغاية، ولا يمكن مقارنته باللعب على مستوى الأندية. إذ تشعر بشغف ملايين الأشخاص الذين يودون أن نحقق الفوز. إنه شعور مميز."

هل تعلم؟

يتحدر عدنان من عائلة كروية. سبق لوالده، عدنان كاظم، أن مثّل العراق في بطولة العالم للشباب عام 1977 (التي أطلق عليها لاحقاً اسم كأس العالم تحت 20 سنة FIFA). ولهذا، شارك علي باعتزاز كبير بعد ذلك في نفس البطولة عام 2013. ويعتبر عمه الراحل، علي كاظم، أحد أعظم المهاجمين في تاريخ العراق، وكان يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة مع المنتخب الوطني. وفي هذا الصدد، اعترف علي قائلاً: "لقد ساعداني كثيراً،" مضيفاً "الفارق الوحيد هو أنهما كانا مهاجمين. أنا المدافع الوحيد في العائلة!"

ويكتسي فوز العراق على إيران، التي باتت تتأهل بشكل شبه منتظم إلى كأس العالم، أهمية أكبر بالنظر إلى الصعوبات المستمرة التي يواجهها المنتخب، خاصة عدم القدرة على استضافة المباريات على أرضه، حيث لعبت أسود الرافدين جميع مبارياتها، باستثناء واحدة، في العاصمة الأردنية عمّان.

وكان الاستثناء هو الفوز على هونغ كونغ في البصرة بهدفين نظيفين، وذلك في أول مباراة رسمية يخوضها العراق على أرضه منذ ثماني سنوات. ويأمل عدنان في أن يصبح ذلك القاعدة في المستقبل.

وأكد المدافع العراقي قائلا: "لو كنا نلعب على أرضنا، أنا متأكد من أننا كنا سنتأهل كل أربع سنوات إلى كأس العالم،" مضيفاً "جماهيرنا تساندنا حتى آخر رمق، وبغض النظر عن هوية الخصم الذي نواجهه، يأتي من 60 ألف إلى 70 ألف مشجّع إلى الملعب."

وختم حديثه قائلاً: "لا شك أنه من الأفضل اللعب على أرضنا وأمام عائلاتنا. آمل حقاً أن نخوض مباريات أكثر في العراق، وأن نواصل إسعاد جماهيرنا."

d2i80511ffxyqioue28s.jpg