الثلاثاء 29 سبتمبر 2020, 10:39

روهر: ثقتنا كبيرة في بلوغ قطر ٢٠٢٢

  • التحق روهر بمنتخب نيجيريا في فترة صعبة غاب فيها عن كأس أفريقيا

  • قام الألماني بتشبيب التشكيلة وأهلها إلى روسيا 2018

  • يطمح روهر لبلوغ قطر ٢٠٢٢ ولما لا بلوغ ربع النهائي لأول مرة

كان منتخب نيجيريا يعاني قبل قدوم جيرنوت روهر كمدرب للفريق، حيث غابوا على غير العادة عن نسختين متتاليتين من كأس أفريقيا، وكان الجميع يشكك في قدرة التشكيلة على التأهل إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA، خاصة بعد الوقوع في مجموعة الموت ضمت أيضاً الجزائر، زامبيا والكاميرون.

ورغم الصعوبة، قام روهر بتشبيب التشكيلة واستدعاء لاعبين بارزين في أوروبا على غرار إياناتشو، إينديدي وإيوبي، وبلغ النهائيات برصيد خالٍ من الهزائم، ليواصلوا التألق في روسيا 2018 وضيعوا التاهل في آخر لقاء أمام الأرجنتين.

روهر تحدث حصرياً لموقع FIFA.com عن مشواره كمدرب في القارة السمراء، وتطلعاته مع نيجريا لبلوغ قطر ٢٠٢٢، وطموح التأهل لأول مرة إلى الدور ربع النهائي.

موقع FIFA.com: تعتبر من المدربين الألمان القلائل الذين اشتغلوا في القارة الأفريقية، ما هو السر في ذلك؟ جيرنوت روهر: السر في ذلك أنني أحاول دائماً العمل بطريقة فعالة ومحترمة في هذه القارة، خاصة التأقلم مع العقلية الأفريقية.

اشتغلت في خمسة بلدان مختلفة في أفريقيا، تونس، الجابون، النيجر، بوركينا فاسو والآن نيجيريا، ما هي خصائص كل بلد؟ بدأت العمل في تونس مع نادي النجم الساحلي، وكانت أول تجربة لي في أفريقيا قبل التحول إلى تدريب المنتخبات الوطنية، ووفي تونس اكتشفت المستوى العالي هناك سواء التنظيم أو المنشئات الرياضية، خاصة أنه نادِ توج بدوري أبطال أفريقيا، وكانت تجربة جيدة بالنسبة لي. بعدها انتقلت إلى أول تجربة لي مع المنتخبات مع الجابون، والتي تعلمت منها كثيراً، والتي احتفظ فيها بذكريات رائعة، خاصة من الناحية الكروية أين تطورنا كثيراً في تلك الفترة، بفضل وزير الشبيبة والرياضة السابق روني دينيزو الذي كان لاعباً دولياً سابقاً، والذي سهل كثيراً من مأموريتنا لأنه شخص يعرف جيداً كرة القدم ونجحنا مع الجابون في كأس أفريقيا 2012 التي وصلنا معها إلى الدور الثاني وخسرنا مع مالي بركلات الترجيح.

والتحقت بعدها بمنتخب النيجر؟ كانوا في بالنيجر يبحثون عن التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا، وتمكنا مع بعض من بلوغ الهدف المسطر بعد الفوز على منتخب غينيا، ومع النيجر قدمنا مستوى جيد في كأس أفريقيا 2013 بجنوب أفريقيا في بلد حار جداً تصل الحرارة في بعض الأيام إلى 47 درجة واللعب على أرضيات صعبة، لكن اللاعبين أظهروا إرادة وتضامن كبيرين، واحتفظت بذكريات رائعة مع النيجر. أما في بوركينافاسو فمررنا بعام صعب سنة 2015 خاصة من الناحية السياسية التي أثرت على الرياضة ولهذا قررت المغادرة بعد سنة من الوصول.

وصلت بعدها إلى نيجيريا في وقت ضيعوا التأهل إلى كأس أفريقيا، كيف رفعت التحدي؟ هذا البلد مختلف عن سابقيه من ناحية الثقافة واللغة، وبلد لديه 200 مليون ساكن، وكانت التشكيلة في حالة إعادة بناء بعدما ضيعوا التأهل إلى كأس أفريقيا، وقررت حينها استدعاء لاعبين شبان غير معروفين وصلوا للتو إلى سن الـ18، على غرار إياناتشو، إيوبي، وتمكنت رفقة مساعدي لتكوين فرقة متجانسة، تم تأطيرها بقائد الفريق أوبي ميكيل.

رغم تشبيب التشكيلة، تمكنت من تأهيل نيجيريا إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA في مجموعة صعبة ضمت زامبيا بطل أفريقيا 2013، الكاميرون بطل 2017 والجزائر بطل 2019؟ قدمنا مباراة أولى رائعة في زامبيا وهذا ما ساهم في انطلاقتنا، ولعبنا بتشكيلة شابة وسجل حينها إيوبي ولعب أيضاً إياناتشو وإنديدي، وكنا متفوقين بهدفين لصفر في الشوط الأول. كنا نملك حارس جيد اسمه كالي كيمي الذي فقدنا خدماته لسوء الحظ بسبب المرض والذي قدم مباراة كبيرة، ثم فزنا على الجزائر على أرضنا ما أوصلنا للنقطة السادسة مقابل نقطة واحدة للبقية، وبعده سيرنا جيداً المباريات وفزنا برباعية على الكاميرون، ولحسن الحظ فزنا على زامبيا وأنهينا التصفيات من دون هزيمة قبل أن نخسر آخر لقاء أمام الجزائر على البساط رغم تحقيقنا التعادل.

قدمت نيجيريا كأس عالم في المستوى في روسيا 2018 خاصة مباراة لأرجنتين، هل كنتم تستحقون التأهل إلى الدور الثاني؟ كنا نستحق التأهل، وكنا نملك تشكيلة فعالة خاصة أمام إيسلندا، لكن المشكلة لعبنا بحارس مرمى سنه 18 سنة فقط، وأمام الأرجنتين كنا نحتاج إلى بعض دقائق من أجل العودة، ولعب اللقاء في تفاصيل صغيرة لما كنا على وشك الحصول على ركلة جزاء ثانية أعيد النظر فيها عبر الفيديو، لكن ما قدمناه في روسيا 2018 كان مشجعاً للغاية.

بعدها قرر فيكتور موزيس، أوبي ميكيل وإيجالو الاعتزال دولياً، كيف استقبلتم هذا القرار؟ تأسفت كثيراً لاعتزال موزيس، نفس الشيء بالنسبة لأوبي ميكيل وإيجالو، فالثلاثي كانوا لاعبين كبار ولديهم إمكانيات كبيرة، فقرروا التوقف بسبب عائلاتهم أو سفرهم إلى الصين والتركيز على مشوارهم مع النوادي، لكننا احترمنا قرارهم.

نحن على بعضة أشهر من بداية تصفيات أفريقيا المؤهلة لقطر ٢٠٢٢، ما رأيك في المجموعة والمنافسين؟ سنواجه ثلاثة منتخبات علينا أن نحترمها ولا نستصغر أحداً. ليبيريا جورح وياه فريق لا يستهان به، ولعبنا معهم لقاء ودي وفزنا عليهم ومنحني جورج وياه قميصة، أما الرأس الأخضر فلديهم لاعبين أصولهم برتغالية وبرازيلية، وهو فريق قادر على الفوز أمام أي منتخب. أما أفريقيا الوسطى فهو منتخب غير معروف والمجهول دائم صعب، وأعتقد أن مجموعتنا صعبة لكننا نؤمن بقدراتنا، فما دام تأهلنا في مجموعة الموت إلى روسيا 2018 فثقتنا كبيرة في التأهل هذه المرة أيضاً.

هل هناك منتخبات تريد تفاديها في الدور الأخير على غرار الجزائر والسنغال؟ أكيد ستكون منافسة شرسة ذهاباً وإياباً، لكن لما نلعب من دون مشجعين سنفتقد الحماس، وأتمنى أننا سنلعب بالجماهير خلال السنة المقبلة كي تكون المباريات أكثر جمالية.

ms1j0hj1mqlnautsd4xk.jpg

بعد توقف كرة القدم لفترة طويلة، هل أنت في اتصال مع اللاعبين وهل لديك فكرة لطريقة تحضير الفترة المقبلة؟ نحن على تواصل مع اللاعبين، وحتى مع الطاقم الفني، المحضر البدني ومحلل الفيديو وكل الطاقم الفني. كل أسبوع نعاين اللاعبين ونسافر قليلاً لملاقاة اللاعبين أيضاً، وهناك لاعب زرته مؤخراً وهو لاعب هوفنهايم أكبوحوما الذي سيلتحق بنا وسيلعب لنيجيريا بعدما لعب لألمانيا في الفئات الصغرى، ونحن على تواصل مع المسؤولين أين تفاوضنا على تمديد عقدي إلى غاية كأس العالم قطر ٢٠٢٢ بشرط التأهل، فكانت بالتأكيد فترة خاصة جداً.

في حال بلوغ قطر ٢٠٢٢، هل سيكون التأهل إلى الدور ربع النهائي كهدف أول لنيجريا التي لم يسبق لها بلوغ هذا الدور خاصة مع هذا الجيل الجديد للاعبين؟ أولاً سنحاول التأهل، وفي حال حققنا ذلك سنرى المجموعة التي سنقع فيها، وسنحاول أولاً المرور إلى الدور الثاني بعدما كنا قريبين من تحقيق ذلك قبل سنتين، وبعدها ستفتح الشهية، فينتظرنا عمل كبير في فريقنا ويجب مواصلة العمل لتحقيق ذلك.

باعتبارك مدرب في أفريقيا لفترة طويلة، ما هي المنتخبات التي تراها الأقرب لبلوغ قطر ٢٠٢٢؟ لما نشاهد تصنيف FIFA نحصل على الإجابة، فأرشح المنتخبات الخمسة الأولى المصنفة في تصنيف FIFA.

كلمة أخيرة خاصة مع الوضع الذي يعيشه العالم مع فيروس كورونا؟ أتمنى الصحة الجيدة لكل اللاعبين وحتى المشجعين، وأتمنى عودة الحياة العادية كي تتنقل الجماهير وتلعب المباريات بحضور الجمهور كي نمنح دائما المتعة للجماهير وتعود كرة القدم إلى حياتها.

cqrmdly6wd5i6b733v3f.jpg