الثلاثاء 22 ديسمبر 2020, 07:16

داليتش: ليس هناك مجموعات سهلة والتأهل حلم يُراود الجميع

  • تواجه كرواتيا خصوماً في المتناول ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™

  • أجرينا مقابلة مع مدرب منتخب كرواتيا زلاتكو داليتتش يتحدث فيها عن تصفيات قطر ٢٠٢٢

  • تطرق داليتش إلى إنجاز 2018، اعتزال أبرز نجوم المنتخب وتأثير جائحة كورونا على كرة القدم

حقق المنتخب الكرواتي إنجازاً باهراً في نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA حيث عاش حكاية جميلة ستبقى خالدة في الذاكرة إلى الأبد. فقد تمكنّت كتيبة المدرب زلاتكو داليتش من الوصول إلى موقعة النهائي قبل أن تنهزم في نزال مثير أمام المنتخب الفرنسي بنتيجة 4-2.

لكن المنتخب الكرواتي لم يخرج من هذه المغامرة المثيرة بدون خسائر، إذ أعلن نجوم من قبيل المهاجم الشرس ماريو ماندزوكيتش وحارس المرمى الفذ دانييل سوباسيتش، المعروف ببراعته في التصدي لركلات الجزاء، اعتزال اللعب بالألوان الوطنية. لكن داليتش، الذي يشرف على الإدارة الفنية منذ عام 2017 واصل مسيرته من أجل معانقة المزيد من النجاحات.

وقد نجح ابن الرابعة والخمسين في إدماج مواهب شابة في تشكيل المنتخب الوطني ليقوده باقتدار للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، التي ستقام الصيف المقبل. لكن وابتداءاً من مارس/آذار القادم، سيستهل مغامرة مثيرة، عندما يخوض غمار تصفيات قطر ٢٠٢٢. وفي مقابلة مع موقع FIFA.com تحدث داليتش عن التحديات المقبلة وسنة 2020 الصعبة فضلاً عن جائحة كورونا.

fk88igdcunmfutqeuas6.jpg

موقع FIFA.com: زلاتكو، منتخبات روسيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وقبرص ومالطا في انتظاركم في طريقكم إلى قطر. ما رأيكم في مجموعتكم؟ داليتش: ليس هناك مجموعات سهلة لأن التأهل إلى كأس العالم حلم يراود جميع المنتخبات. صحيح أنه لدينا مجموعة صعبة، لكننا نتقبل وضعنا كمرشحين في المجموعة؛ فنحن أفضل منتخب مصنف في المجموعة، ووصيف بطل العالم في كأس العالم الأخيرة. ولكننا نحترم حقاً جميع الخصوم في المجموعة. لعبنا ضد سلوفاكيا في التصفيات وهم يعرفوننا حق المعرفة، وأثبتوا جودتهم بالتأهل إلى كأس الأمم الأوروبية في التصفيات. كما أن روسيا كانت خصماً صعباً للغاية بالنسبة لنا في كأس العالم، حيث تغلّبت على إسبانيا، وهذا يكفي للحديث عن جودة هذا المنتخب. سلوفينيا تتحسن الآن تحت قيادة المدرب ماتياش كيك، الذي اشتغل في كرواتيا ويعرفنا جيداً، ولا شك أن جيراننا سيكونون متحمسين للغاية لإثبات جدارتهم ضدنا. وفي الأخير، تعد قبرص ومالطا أيضاً من بين أفضل المنتخبات في مجموعات التصنيف الخاصة بهم، لذلك تنتظرنا مهمة صعبة في هذه المجموعة. ومع ذلك، فنحن نؤمن بجودتنا ونشعر بالثقة قبل انطلاق التصفيات.

ما هي التحدّيات التي تواجهونها في هذه التصفيات؟ من الواضح أن الجدول الزمني سيكون ضيقاً للغاية في مارس/آذار وسبتمبر/أيلول مع ثلاث مباريات في أسبوع واحد. ليس هناك متسّع من الوقت للتدريب، ومع الرحلات الطويلة، يكون من الصعب جداً على اللاعبين خوض ثلاث مباريات مهمة للغاية، خاصة وأن جدول أنديتهم مرهق للغاية. سيكون من المهم التخطيط جيداً ومحاولة تدبير مواردنا بأفضل طريقة ممكنة لحماية اللاعبين والسعي لتحقيق أفضل النتائج. وفي المقابل، فإن الأمر نفسه ينطبق على الجميع، لذلك لن نستخدم ذلك كعذر. المشكلة الأخرى هي خوض كأس الأمم الأوروبية في منتصف التصفيات، وهو أمر غير معتاد، كما أنه سيشكل مشكلة لجميع المشاركين في كأس الأمم الأوروبية. على سبيل المثال، قد تبدأ التصفيات بفريق، ولكن من المحتمل بعد انتهاء كأس الأمم الأوروبية أن يعتزل بعض اللاعبين اللعب مع المنتخب الوطني، لذلك قد يتعيّن إجراء تغييرات مهمة في منتصف المشوار.

ماذا تعرفون عن قطر؟ كان لي شرف العمل في الشرق الأوسط، وتحديدا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لذلك فأنا على دراية بالثقافة والناس في تلك المنطقة. لدي ذكريات جميلة عن الفترة التي قضيتها في الشرق الأوسط، ولا يزال لدي العديد من الأصدقاء الجيدين هناك. لذلك، أنا متأكد من أننا سنعيش نسخة رائعة من نهائيات كأس العالم في قطر لأن المضيفين سيبذلون كل ما في وسعهم لإظهار كرم ضيافتهم لنا.

هل تعتقدون أنها ستكون بطولة كأس العالم مميزة للغاية؟ نعم، أعتقد أنها ستكون مميزة. لحسن الحظ ستنقضي الجائحة، وستتاح لنا فرصة الاستمتاع بكأس العالم بحضور المشجعين من جميع أنحاء العالم. ستكون أول بطولة كأس عالم تقام في الشرق الأوسط، كما ستكون أول بطولة كأس عالم حيث يمكن للجماهير حضور مباراتين في يوم واحد، إذ أن جميع الملاعب قريبة جدا من بعضها، وأعتقد أن ذلك سيخلق أجواء رائعة شبيهة بالألعاب الأوليمبية. ستكون الملاعب رائعة، ومرة أخرى، أنا متأكد من أن المضيفين سوف يقومون بعمل رائع في التنظيم وضمان الأمن وغيرها من الجوانب التنظيمية، للتأكد من أن المشجعين يقضون وقتاً ممتعاً.

تأهلتم إلى النهائي في نسخة 2018. هل هناك ضغط كبير عليكم الآن؟ أعتقد أن الناس يدركون أن عام 2018 كان مميزاً، ولا يُمكن تكرار ذلك كل عامين أو أربعة أعوام. وأعتقد أنه كان علينا ضغط أكبر في عام 2018، عندما كنا نعلم أنها ربما كانت الفرصة الأخيرة لبعض لاعبينا الكبار. الآن، الضغط يُمكن في تحقيق التأهل، لأننا نريد أن نكون هناك بين أفضل المنتخبات. وبمجرد تحقيق ذلك، نعلم أن لدينا الجودة والموهبة والثقة في النفس للتغلب على أي خصم في ليلة معينة، لكننا ندرك أيضاً أن كرواتيا ليست في الصف الأول من المرشحين، المخصص للمنتخبات الكبيرة من قبيل فرنسا وأسبانيا وألمانيا والبرازيل والأرجنتين وإنجلترا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال. وفي المقابل، وكما أظهرنا في عامي 1998 و2018، فإن هذا لا يعني أن كرواتيا لا تستطيع تحقيق إنجاز تاريخي، لكنني لا أعتقد أن علينا ضغوط لتحقيق ذلك.

بعض اللاعبين الكرواتيين اعتزلوا اللعب بعد كأس العالم 2018. هل يُمكنكم إخبارنا بشيء عن فريقكم الآن؟ نعم، لقد تغيّر فريقنا كثيراً منذ نهائيات روسيا. لاعبون أمثال راكيتيتش وماندزوكيتش وسوباسيتش وتشورلوكا لم يعودوا معنا، ولكن لدينا شباب موهوبون يأتون ويتولون أدواراً أهم. اغتنمنا خوض دوري الأمم الأوروبية في عامي 2018 و2020 لإعطاء فرصة للعديد من اللاعبين الجدد وتجاوزنا تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2020 عن جدارة. لا يزال لوكا مودريتش قائدنا، ومع بروزوفيتش وكوفاتشيتش إلى جانبه، لا يزال لدينا أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم. ولاعبون كبار مثل بيريسيتش وفيدا ولوفرين أعطونا الخبرة التي نحن بحاجة ماسة إليها، ولدينا أيضاً مواهب شابة من قبيل بريكالو وفلاسيتش، اللذين أثبتا جودتهما، لذلك نشعر بأننا في حالة جيدة لمواجهة التحديات المستقبلية.

سيكون العام المقبل مميزاً حيث ستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. ما الذي يمكن لفريقكم تحقيقه هناك؟ حقّقنا أحلامنا في روسيا، وعشنا هناك لحظات لا تُنسى، وجماهيرنا كذلك. وهذا ما يعطينا أيضاً دافعاً إضافياً لأننا نعلم مدى روعة جعل أمة بأسرها مبتهجة وفخورة. وفي ظل تفشي الجائحة الآن، وما تسببت فيه من وفيات، نُدرك جيداً أن الشعب بأكمله يتطلع إلينا لإسعاده مرة أخرى، ومن واجبنا أن نبذل قصارى جهدنا لمحاولة تكرار نفس الإنجاز المحقق في روسيا. كما قلت سابقاً، هناك عدد قليل من المنتخبات، التي تتفوّق علينا، على الورق، في الوقت الراهن. لكننا واثقون تماماً من جودتنا، وبالتأكيد لن نعترف لأي خصم بأنه أفضل منا حتى يثبت ذلك على أرض الملعب. وهذا صعب للغاية، لأننا لا نمتلك الجودة فحسب، بل نلعب أيضاً بشغف ووحدة من أجل كرواتيا.

ما هو تقييمكم لعام 2020؟ هل كانت سنة صعبة، خاصة بسبب تداعيات فيروس كورونا؟ كما قلت خلال مبارياتنا الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني، إنني أنتظر بفارغ الصبر انقضاء هذا العام. ففي المقام الأول، إنه لأمر محزن أن يفقد الكثير من الناس حياتهم في جميع أنحاء العالم. كما أن الكثير من الأشخاص والمقاولات تأثرت اقتصادياً بعمليات الإغلاق والتدابير الأخرى. وبعد ذلك هناك مسألة خوض مباريات كرة القدم بدون جمهور، ما يجعل الأجواء مختلفة للغاية وتفتقر إلى ذلك الشغف المعهود في الملاعب الممتلئة بالجماهير. وأخيراً، مع كل هذه الإجراءات، فإن الجميع يفكر قبل المباريات في اختبارات الفحوص والحالات الإيجابية والسلبية أكثر من التكتيكات أو التأقلم أو أي شيء آخر متعلق بكرة القدم. إنها سنة رهيبة، ونأمل أن نعيش جميعاً سنة 2021 أفضل منها بكثير. أتمنى موفور الصحة للجميع.

f5jty2av9otqqtjbuz6x.jpg