الاثنين 12 ديسمبر 2016, 18:25

خيارات أكثر ذكاء لضمان إرث دائم في قطر بعد كأس العالم 2022 FIFA

وضعت قطر خططاً مفصّلة لإرث ملموس طويل يبقى بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 FIFA، وقد أخذت هذه الخطط طابعاً علمياً أكبر في وقت سابق من هذا العام مع إطلاق اللجنة العليا للمشاريع والإرث "وحدة دراسة وتطوير السلوك المؤسسي" التي ستُساعد سكان قطر والمنطقة على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر ذكاءً فيما يتعلق بالمسائل البيئة، مثل استهلاك الطاقة والمياه، ونمط الحياة والطعام الصحي، وكذلك تحسين مستوى الانخراط في منتديات رعاية العمال التي أنشأتها اللجنة العليا.

وفي معرض شرحه لهذه المبادرة، قال حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: "تتطرق رؤية قطر الوطنية 2030 لمسائل التنويع الاقتصادي، والاستدامة البيئية. كما تم التركيز كذلك على التنمية البشرية. وقد بحثنا في مسألة التنمية البشرية والاجتماعية إبان إطلاق خططنا لإرث البطولة، وأدركنا أنه من أجل ترك إرث مستدام، لم يكن كافياً إطلاق المبادرات فحسب. فلكي نضمن الاستدامة يتوجب أن نتعامل مع السلوك الإنساني وأن ينخرط الناس بمستوى أكثر عمقاً، وليس مجرّد المشاركة على المستوى السطحي". وقد انتقلت "وحدة دراسة وتطوير السلوك المؤسسي" من مجرّد فكرة إلى حيّز التطبيق، ومن ثم التفاعل مع مبادرات هامة موجودة أصلاً في قطر.

وعن انطلاق العمل في هذا المجال، قال الذوادي: "كنتُ قد قرأت عن الاقتصاديات السلوكية، وجلستُ مع الدكتور فادي مكي الذي عرّفني بشكل موجز عن العلم السلوكي وهذه الصناعة المتكاملة الصاعدة حالياً". يُذكر أن مكي يقود وحدة دراسة وتطوير السلوك المؤسسي في اللجنة العليا.

وأضاف الذوادي: "بناء على النقاش الذي دار بيننا، خلُصنا إلى أن هذه الوحدة تمثّل طريقة ممتازة لاستكمال ما نقوم به وتعزز مبادراتنا في مجال الإرث. أطلقنا وحدة دراسة وتطوير السلوك المؤسسي في وقت سابق من هذا العام، واطلعنا على عدد من المبادرات التي قامت بها الحكومة مسبقاً. تعرّفنا في هذه المرحلة على مبادرة مرض السكري، وكانت هناك مبادرات أخرى تتعلق بالاستدامة البيئية وحفظ الطاقة والكهرباء واستهلاك المياه. ومن المبادرات التي دعمناها، إرسال رسائل نصية قصيرة لمن يتجاوز استهلاكهم المنزلي من الطاقة عتبة معينة".

ويتمثل التوجه للسنوات الست المقبلة بتوظيف قوة اللعبة الجميلة وأول نسخة شرق أوسطية من بطولة كأس العالم FIFA من أجل إحداث تغييرات سلوكية إيجابية، وإنشاء مركز للتميز في المنطقة. وهو ما قال عنه الذوادي: "ما نتطلّع إليه من وحدة دراسة وتطوير السلوك المؤسسي هو أن تتحوّل لمركز للتميز وتطبّق التجارب العشوائية المنضبطة المعمول بها في أرجاء العالم. ثم نقوم بتعريب التجارب واختيار المناسب منها لاستخدامها في دولة قطر أو في الشرق الأوسط عموماً. من خلال تبني مقاربة منهجية، نودّ تحديد ما يناسب مبادراتنا".

ومنذ إطلاقها في وقت سابق من هذا العام، بدأت هذه الوحدة لتحسين مستوى الكفاءة الذي تتمتّع به أهم مبادرات ومشاريع اللجنة العليا، ولا سيّما في مجال الاستدامة البيئية ورعاية العمال.

وأردف الذوادي قائلاً: "ضمن المجالات التي نطبّق فيها المبادرة كان العمل مع زملائنا في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء 'كهرماء' في مجال استهلاك الطاقة، وكذلك منتديات رعاية العمال التي أطلقناها. فقد وجدنا أن مشاركة العمال لم تكن بمستوى توقعاتنا، ولذلك نجري بعض التجارب العشوائية المنضبطة لمساعدتهم على الانخراط بشكل أكبر في منتديات رعاية العمال. نتحاور كذلك مع وزارة الصحة لكي نتمم عملهم في مجال نمط الحياة الصحي والرعاية البدنية. وبالنسبة لعام 2017، نتواصل، بالتعاون مع جامعة هارفرد، مع سلسلة من متاجر مركزية لتغيير عادات شراء الطعام بحيث تكون صحية أكثر. هناك خطة للقيام بالمزيد من المبادرات سنة 2017 تهدف لإحداث تغيير بحيث نؤثر على الناس ليأخذوا خيارات ذكية أكثر دون سلبهم قدرتهم على التحكم بخياراتهم".

أما الدكتور ديفيد هالبرن، مؤلف كتاب "داخل وحدة دراسة وتطوير السلوك المؤسسي: كيف يمكن لتغييرات بسيطة أن تُحدث أثراً كبيراً"، فقد أشاد بإنشاء اللجنة العليا لهذه الوحدة. وقال هالبرن، الذي قاد وحدة مشابهة أسسها رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون سنة 2010: "تمثّل هذه الوحدة مشروعاً رائعاً في قطر، إنه مشروع طموح جداً ومرحّب به. نتطلّع للعمل معكم على مدى الأشهر والسنوات المقبلة. أهلا بكم في مجال العلم السلوكي".