الاثنين 07 يونيو 2021, 09:46

حارس عالمي أمام إنجاز تاريخي

  • سيخوض مانويل نوير مباراته الدولية رقم 100 يوم الإثنين 7 يونيو/حزيران 2021

  • في عام 2014، توج باللقب العالمي مع المنتخب الألماني

  • مازال كابتن المانشافت البالغ من العمر 35 لا يفكر في الاعتزال

في 2 يونيو/حزيران 2009، واجه المنتخب الألماني نظيره الإماراتي على أرضية ملعب آل مكتوم في إمارة دبي، وكان قد عهدت حراسة المرمى منذ الدقيقة الأولى من المباراة إلى واحد من أبرز مواهب كرة القدم الألمانية في ذلك الوقت، إنه مانويل نوير. وبعد مرور 12 سنة بالتمام والكمال، وقع نجم الحراسة العالمية على مباراته الدولية رقم 100، وهو الآن الكابتن الحالي للماكينات الألمانية، زد على ذلك أنه فاز بجائزة FIFA لأفضل حارس مرمى عام 2020، ونال القفاز الذهبي عام 2014، والأهم من كل هذا أنه توج باللقب العالمي.

ويتذكر المدرب الألماني يواكيم لوف جيدا بداية نوير بالقميص الوطني: "من اللحظة الأولى، عند انضمامه إلينا، شعرت أنه سيكون يوما ما من أفضل حراس المرمى في العالم".

ليبيرو وقدوة الجيل الناشئ

لكن بصرف النظر عن النجاحات الباهرة التي احتفل بها مع المانشافت، تمكن من خلب ألباب عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم بأسلوبه الخاص والمميز. وبفضل براعته في الدفاع عن مرماه إلى جانبه تمريرات الدقيقة وتدخلاته الدفاعية القوية، يلعب مانويل نوير دورا مزدوجا على أرض الملعب، كحارس مرمى ومدافع متأخر.

fy3qnwor3thfawte94sl.jpg

كل مدرب حراس مرمى يرغب في تلقين لاعبيه هذا الأسلوب الهجومي، عليه ربما أن يستعين بتسجيل فيديو لأداء نوير ضد الجزائر في مباراة دور الست عشر من نهائيات كأس العالم 2014 FIFA. فخلال اللحظات الحاسمة من تلك المواجهة أظهر تركيزا عاليا وبراعة في تمريرات كرات عرضية دقيقة مغامرا أحيانا بالصعود حتى وسط الملعب من أجل قطع الكرات وإبطال هجمات مهاجمي الفريق المنافس. وقد تمكنت ألمانيا في نهاية الأمر من الفوز بنتيجة 2:1 متأهلة بذلك إلى دور الثمانية، وما حدث لاحقا سيظل خالدا في أذهان الجماهير الألمانية إلى الأبد.

مرشد وقائد

لكن نوير لم يعانق المجد الكروي بفضل مؤهلاته ومهاراته المميزة فحسب، بل أيضا بفضل حسه القيادي ودوره المؤثر في صفوف الفريق. ومنذ عام 2016، وهو الكابتن الأول للمنتخب الوطني الألماني، كما أنه يحمل شارة القيادة على مستوى الأندية عندما يتقمص ألوان العملاق البافاري بايرن ميونيخ، آخر من توج بلقب كأس العالم للأندية FIFA.

يعول نوير كثيرا على التواصل في قيادة زملاءه على أرض الملعب وخارجه. وأوضح في حديث الريادة على موقع الاتحاد الألماني لكرة القدم "عندما لا يتحدث اللاعب سوى قليلا وبالكاد يتواصل مع زملائه والكادر التدريبي والمسؤولين، فإنه لا يملك المؤهلات اللازمة ليكون لاعبا قياديا". إنه يسير فريقه من الخلف وهو مقتنع أن زملاءه قادرون على فهم حركاته ولغته الجسدية.

إنه أفضل حارس مرمى رأيته على الإطلاق. إنه أفضل حارس المرمى في تاريخ كرة القدم العالمية.

ماتس هوملز

ورغم أن دور الحارس الأول مازال منذ مدة طويلة محجوزا لهذا الحارس العملاق، فإن بيرند لينو وكفين تراب لا يشتكيان من بقائهما في دكة البدلاء، وقال نوير "إن نوير يبدو وكأنه في الخامسة والعشرين، ومازالت أتعلم منه شيئا كل يوم، وهو يملك ردة فعل سريعة جدا".

ولينو الذي يتولى حاليا حراسة عرين نادي أرسنال، لا يرى في الدوري الإنجليزي الممتاز من هو أفضل من زميله في الكتيبة الألمانية، وحتى بوجود الحارسين البرازيليين إديرسون (نادي مانشستر سيتي) وأليسون (نادي ليفربول)، فإن نوير "يظل الأفضل".

يشارك تراب زميله براند نفس الرأي، حيث أكد حارس نادي أينتراخت فرانكفورت، البالغ ثلاثين سنة من العمر أنه منبهر "بالروح الإيجابية التي ينشرها نوير من حوله، إذ يشعر الجميع دائما أنه واثق كليا من نفسه وقدراته".

مانويل نوير هو ربح كبير لكرة القدم في ألمانيا. وقد ساهم بنصيب كبير في تطور لعبنا والنجاحات التي حققناها في السنوات العشر الأخيرة.

يواكيم لوف

ويستعد اليوم لخوض مباراته الدولية رقم 100 خلال المباراة الودية التي تجمع منتخب بلاده ألمانيا ضد لاتفيا استعدادا لبطولة أمم أوروبا 2020 UEFA. وسيتم تكريمه بهذه المناسبة بميدالية شرفية من طرف الاتحاد الألماني لكرة القدم، وهو تشريف عظيم خاصة لحارس مرمى. وسيحمل في هذه المباراة قفازا خاصا موسوم عليه رقم "100" فضلا على جوائزه والفترة التي قضاها مع المنتخب الألماني (من 2009 حتى 2021).

فهل حان وقت الرحيل؟ مازال ابن الخامسة والثلاثين لا يفكر نهائيا في الاعتزال. وأفصح نوير في هذا الشأن خلال ندوة صحفية للاتحاد الألماني لكرة القدم "أقضي أوقاتا ممتعة مع زملائي، ولا أفكر في اعتزال اللعب مع المنتخب الوطني".

ورفقة مدربه القديم الجديد هانسي فليك، الذي سيخلف يواكيم لوف على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الألماني بعد نهاية بطولة أوروبا، يتطلع مانويل نوير إلى مواصلة مسيرة النجاح والتألق، ومن يعرف ربما سيعتلي مرة أخرى عرش الكرة القدم العالمية في كأس العالم FIFA قطر 2022.