الثلاثاء 03 سبتمبر 2019, 10:43

جيبوتي تسعى لفرض احترامها

  • تستهل جيبوتي التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ بمواجهة إسواتيني

  • لم يسبق لأبناء جيبوتي تجاوز الدور التمهيدي في أربع محاولات

  • المدرب الفرنسي جوليان ميتي نجح في تغيير الحالة الذهنية للمنتخب

"لم نعد نريد أن نكون أضحوكة"، هذا كل ما طلبه رئيس اتحاد جيبوتي لكرة القدم من جوليان ميتي عندما عيّنه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الوطني في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقد أوضح هذا المدرب الفرنسي في حوار له مع موقع FIFA.com "ليست هناك أرقام محددة يجب بلوغها، وهذا ما أعجبني؛ فالرئيس كان واقعياً. لم يتحدث معي عن التأهل إلى بطولة أفريقيا أو كأس أفريقيا للمحليين أو نهائيات كأس العالم FIFA. لم يعد يريد أن يخسر بنتائج ثقيلة مثل 5-0 أو 6-0...أجبته أنه لن يكون أضحوكة بعد الآن، وهذا أكيد."

هل هي مغامرة غير محسوبة من مدرب يقود منتخباً لم ينجح قط في تخطي الدور التمهيدي ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA ولا حتى الدور التمهيدي للتصفيات المؤدية إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، ويقبع في غياهب التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola؟ ليس كذلك، فالمدرب الشاب، البالغ 37 سنة من العمر، يدرك تماماً ما هو مقبله عليه. وقد أكد قائلاً "قبل توقيع العقد، تمت دعوتي للحضور وتقييم الظروف. أعجبني ما رأيته؛ مستوى بعض اللاعبين والمؤهلات، التي لم تكن مستغلة بالشكل الأمثل، إضافة إلى التجهيزات التي ساهم FIFA والاتحاد الأفريقي لكرة القدم في إنشائها بفضل مساعداتهما المالية. عندما ننهج سياسة جيدة، يمكننا تطوير مستوانا الكروي."

hjhys25frahue30mwf77.jpg

العمل تكتيكي والذهني

أوفى ميتي بما وعد، حيث تمكن في غضون بضعة أشهر من إعادة الحياة لمنتخب لم يخض أية مباراة منذ سنتين، من خلال استغلال قدرات اللاعبين المحليين، واستخدام كل إمكانياته للتغلب على نقاط ضعفهم". وفي هذا السياق، صرح المدرب الذي عمل ثلاث سنوات في الكونجو قبل الانتقال إلى منطقة القرن الأفريقي "يحب الجيبوتيون المنافسة، ويعشقون اللعب الجميل. أريدهم أن يكشفوا عن جانبهم الإبداعي والجمالي لأن هذا يتوافق مع مبادئي الكروية. لكن ينبغي أيضا زرع فكر تكتيكي وحس واقعي والانضباط وخاصة الطموح الشخصي."

الإفتقار إلى هذه المكونات الأساسية هو ما جعل المسؤولين يضعون في مقدمة أولوياتهم هدفاً بسيطاً يتمثل في المقولة المختصرة "ألا نكون أضحوكة" وتعيين ميتي من أجل صون الكرامة وفرض الإحترام. ولاحظ ميتي أن "اللاعبين كانوا يأتون إلى المنتخب وكلهم فخر بتمثيل المنتخب، لكن جعلوهم يعتقدون أنهم سينهزمون لا محالة. غيّرتُ 50 بالمائة من اللاعبين لأنني لاحظت أن القدامى لديهم عقلية انهزامية. ولاحقاً، اشتغلت خصوصاً على الجانب التكتيكي والذهني."

فرض الإحترام والشعور بالفخر

سرعان ما أعطت هذه المقاربة نتائجها، فمنذ تعيينه قاد ميتي منتخب جيبوتي في ثلاث مباريات؛ مواجهة مزدوجة ضد إثيوبيا في المنافسات التأهيلية لبطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، التي خسرها بفارق ضئيل (0-1، 4-3)، ومباراة ودية فاز بها على حساب الصومال بهدف دون رد. وعلّق المدرب الفرنسي في هذا الصدد "تمكنت جيبوتي في بضعة أشهر من تحقيق نتائج إيجابية، ليس بالضرورة على مستوى النقاط وحصيلة المباريات، رغم أنها لم تكن سيئة، لكن فيما يخص الإحترام الذي فرضناه على خصومنا والفخر الذي تمكنا من نشره في صفوف جمهورنا."

ويرى ميتي أنه بفضل هذه الروح الجديدة اكتشف مسؤوليات جديدة حيث أفصح بتأثر واضح "عند عودتنا من إثيوبيا، شاهدنا الإبتسامة ودموع الفرح على الوجوه، والتقينا بأشخاص قبّلوني على جبيني وهم يشكرونني. في تلك اللحظة، أدركت أن هناك وطناً يساندني وأنني أمثل بلداً."

في 4 و10 من سبتمبر/أيلول، سيكون عليه الدفاع عن هذه المكتسبات عند مواجهة إسواتيني في إطار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™. وقال ميتي بهذا الشأن" أمام إثيوبيا، كان الأمر مثالياً، لكن هذين النزالين محفزين بالنسبة لنا لأن إسواتيني هي تقريباً من نفس مستوانا. هدفنا ليس فقط الظهور بصورة جيدة وإنما تحقيق التأهل." كما أشار إلى محفز آخر "أكبر فوز لإسواتيني في تاريخها حققته أمام جيبوتي، وكان بنتيجة 0-6. يرغب اللاعبون في الأخذ بثأرهم ونسيان هذه النتيجة."

والجدير بالذكر أن تلك المواجهة أجريت، كذلك، في إطار الدور التمهيدي من التصفيات المؤدية إلى روسيا 2018 لكنه كان عهداً مختلفاً، قبل أن يأتي ميتي ويقطع وعداً بألا تكون جيبوتي أضحوكة بعد الآن.

ik1d4ynq90rcdvgimb4d.jpg

نقل مباشر على موقع FIFA.com

مع انطلاق التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ في جميع أنحاء القارة السمراء، يمكن للمشجعين متابعة البث المباشر لمعظم مباريات الدور الأول التي ستقام في الفترة ما بين 4 و10 سبتمبر/أيلول حيث سيكون البث المباشر والإعادة عند الطلب لمواجهات الدور الأول متاحاً على موقع FIFA.com وقناة FIFA على YouTube وذلك ضمن مبادرة من FIFA لتطوير اللعبة في القارة السمراء ولإعطاء فرصة للجماهير مشاهدة الدور الأول من التصفيات المؤهلة إلى قطر 2022.