الجمعة 31 مايو 2019, 03:48

جوام تتأهب لطريق طويل نحو المجد

  • منتخب جوام يواجه بوتان في المباراة الإفتتاحية لتصفيات قطر 2022

  • أربعة أيام هي مدة الرحلة التي سيقطعها أبناء الدولة الواقعة في أقصى المحيط الهادئ لخوض المباراتين

  • حقّق منتخب جوام نتائج مذهلة قبل أربع سنوات

لا توجد أية قارة في العالم تضاهي آسيا في تنوعها وترامي أطرافها. ذلك أنها القارة الأكبر من حيث عدد السكان، علماً أنها تغطي مساحة شاسعة وتزخر بالعديد من الثقافات المتنوعة.

هذا ما سيتأكد للمتابعين من جديد الأسبوع المقبل عندما يفتتح منتخب جوام مشواره في تصفيات كأس العالم قطر 2022 FIFA، مع انطلاق الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية يوم الخميس. ففي أبريل/نسيان وضعت القرعة أبناء هذه الدولة الواقعة في أقصى المحيط الهادئ أمام منتخب بوتان، حيث سُرعان ما اتضح أن التنافس الكروي ليس سوى جزءاً من التحدي الذي ينتظرهم.

ذلك أن فريق جوام سيترك الرطوبة الشديدة التي تُميّز هذا البلد الإستوائي ليتوجّه إلى المملكة التي تطفو على مرتفعات سلسلة الهيمالايا، حيث سيجدون هناك مكانًا فريدًا وساحرًا، إذ يتميز ملعب شانجليميثانج النادر بزخارفه التقليدية المستوحاة من التراث المحلي.

صحيح أن المسافة من جوام إلى بوتان ليست شاسعة نسبياً، إلا أن انعدام الرحلات المنتظمة بين البلدين يعني أن مدة رحلة الزوار إلى تيمفو قد تستغرق يومين بالتمام والكمال، وهي نفس المدة التي من المتوقع أن تستغرقها رحلة العودة، مما يعني أن الفريق لن يكون أمامه سوى أربعة أيام في أفضل الحالات للتحضير للقاء الإياب الذي يفصله عن مواجهة الذهاب أكثر من أسبوع بقليل.ا

من نواح كثيرة، يتوافق سيناريو مباراة جوام الافتتاحية في الطريق إلى قطر 2022 مع تاريخها الحافل بالأحداث والطرائف في تصفيات كأس العالم FIFA. ذلك أن أول ظهور لهذا المنتخب في الأدوار الإقصائية لعروس البطولات انتهى بهزيمة تاريخية 19-0 أمام إيران عام 2000.

بيد أن السيناريو كان مختلفاً تماماً قبل أربع سنوات، عندما حققت كتيبة ماتاو نجاحًا مذهلًا بطريقة مبهرة، بفوزها على تركمانستان ليحتفل أبناء جوام بأول فوز لهم على الإطلاق في تصفيات كأس العالم FIFA.

لكن زحفهم لم يتوقف عند هذا الحد. فقد تغلبوا على الهند - ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان - لتتصدّر جوام مجموعتها التي ضمت خمس دول بعد يومين من المنافسات.

أما الآن فيتمثّل التحدي في الحفاظ على هذا الزخم الذي تحقق بشق الأنفس، وهو ما يؤكده المدرب الجديد كارل دود، الذي عُين في المنصب شهر يناير/كانون الثاني 2018، حيث قال في حديث لموقع FIFA.com: "الأمر يتعلق باستغلال الأساس الذي بُني في التصفيات الأخيرة، لكن آسيا تطورت بسرعة كبيرة في فترة زمنية قصيرة. لقد أدركت القارة أن هناك إمكانات كبيرة يُمكن الإستفادة منها إذا تم استغلالها بالشكل الأمثل وتدربت الفرق بمستوى أعلى بكثير."

يُذكر أن منتخب جوام خاض ثلاث مباريات دولية كاملة منذ تولي الأسترالي زمام الإدارة. ويعلق المدرب قائلاً: "السفر إلى الحارج لخوض مباريات دولية أمر مكلف جداً. علينا أن نتجاوز ذلك بأفضل ما نستطيع، لكن دون إغفال الواقع."

يزخر منتخب جوام بعدد من اللاعبين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسهم المدافع أي جي ديلاجارزا، لكن معظم اللاعبين يُعدون من الهواة المحليين. وفي هذا الصدد، يقول كارل دود: "هذا يُمثل تحديات خاصة بالنسبة لنا، إذ من الصعب تحفيز الفريق للتركيز على شيء مقرر بعد عشرة أشهر. نحن نتطلع إلى ذلك بالتأكيد، لأننا نستعد منذ فترة طويلة للغاية. لقد بذل اللاعبون قصارى جهودهم، لذا فإن التحدي الآن هو استغلال كل العمل الحثيث الذي تم إنجازه حتى الآن."

وأضاف "ملعب بوتان يوجد في واحدة من أكثر المناطق ارتفاعاً في العالم، لذلك علينا التعامل مع آثار الإرتفاع. كما نتوقع جمهوراً غفيراً في المدرجات، وبالتالي فإننا مقبلون على مهمة صعبة للغاية هناك. سنصطحب معنا أخصائياً في الطب النفسي الرياضي لمساعدة اللاعبين فيما يتعلق بآليات التكيّف، لأنه وضع نادر بالنسبة للكثيرين منهم."

ثم ختم المدرب الأسترالي بالقول "بعد ذلك، سنعود إلى جوام حيث سيكون الطقس حاراً مثل الفرن، مما يعني أننا مقبلون على سيناريوهين مختلفين تماماً. إنه تحدٍّ مهم للغاية لأن الفوز سيؤهلنا إلى الجولة الثانية مما سيضمن لنا خوض ثماني مباريات أخرى. وهذا أمر رائع حقًا في آسيا، التي تتميز بتنوعها وتعدد مناطقها الزمنية. مثل هذا التميز والتفرد هو ما يجعل من منافسات كأس العالم مميزة للغاية."